*زاهي وهبي: المسرح والشعر.
تشتمل فعاليات المهرجان على أمسية تقام في قاعة فخر النساء زيد بالمركز الثقافي الملكي، وتجمع بين الشعر والمسرح، ويشارك فيها الشاعر والإعلامي اللبناني زاهي وهبي بعنوان: "هوى فلسطين"، مثلما يشارك فيها الكاتب المسرحي هزاع البراري من خلال تقديم شهادة إبداعية.
*عن أهل شجر الزيتون.
فكرة شعار المهرجان، الذي أطلقتها وزيرة الثقافة هيفاء النجار، تنبع من التضامن مع الأهل في غزة، واستنكارًا لحرب الإبادة الجماعية، والشعر مشتق من اسم فيلم تضامني بعنوان "أهل شجر الزيتون"، عرض وقدم بمشاركة نخبة من الفنانين الأردنيين، والفيلم نص الفنان علي عليان، إخراج منذر خليل مصطفى، ومن إنتاج فرقة المسرح الحر الأردني، وعرض أيضا مسرحية "مترو غزة" لمسرح الحرية - مخيم جنين الصمود - فلسطين، الذي هو حالة تواصل مع قطاع غزة، ليكون المسرح هو الجسر بين مكانين فصلهما الاحتلال والسياسة، ورحلة من جنين إلى القطاع عبر المسرح.
وشهدت الفعالية، التي نظمتها فرقة المسرح الحر بالتعاون مع مسرح الحرية في فلسطين، تضامنا مع أهالي قطاع غزة، الذين يتعرضون لعدوان همجي وحرب إبادة جماعية من قبل جيش الاحتلال الاسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول الماضي، عرض فيلم "أهل شجر الزيتون"، ومسرحية "مترو غزة"، في دلالة على التشابك والتعاضد بين الاردن وفلسطين، في مواجهة المحنة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وعلى الهم المشترك.
"أهل شجر الزيتون"
وفيلم "أهل شجر الزيتون" يعبر عن حالة الرفض والاستنكار لما يجري من إجرام صهيوني منظم أمام نظر العالم، ويعبر الفيلم أيضا عن وجهة نظر الفنان الأردني ودوره النضالي في كشف الأكاذيب الصهيونية، لما للفن من قوة تأثيرية مباشرة على الرأي العام، فيما سيقام على ترجمة الفيلم من أجل أن يرى العالم هذه الهمجية، فيما تضمن الفيلم أغنية صامدون ونشيد موطني تفاعل معهما الجمهور.
ونوه كاتب نص الفيلم الفنان علي عليان، أن العمل يأتي كرسالة تضامن مع أبناء قطاع غزة، وتكريسًا لرسالة المسرح الحر في الحديث عن واقع المجتمعات العربية سواء كان في الدراما أو المسرح، حيث كان العمل تطوعيا بالكامل دون أن يدفع أحدهم قرشا واحدًا، وبأنه استوحي الفيلم من نصوص للـشاعر الراحل محمدود درويش، والفيلم من كتابة الفنان علي عليان، وإخراج منذر خليل مصطفى، فيما شارك فيه نخبة كبيرة من الفنانين الأردنيين أبرزهم، ساري الأسعد، حسين طبيشات، غادة عباسي، ماهر خماش، رولا جرادات، أريج دبابنة، رناد ثلجي، طارق الشوابكة، إياد شطناوي، مرام أبو الهيجا، دلال فياض، نضال جاموس، محمد المراشدة، وبمشاركة الفنانين الشباب كرم الزواهرة، شذى عليان، رفيف الجبر، نبيل سمور، روان ثلجي، والأطفال كريم إياد، جاد إياد، تاليا كركر، ومكياج آلاء ملوح، والخدع والتفجيرات قام بها رمزي البندورة.
.. وقال المخرج منذر خليل مصطفى، أن مجرد إخراج عمل بهذا الحجم كان بمثابة شرف له، قائلًا، إن التكاتف كان واضحًا في كواليس التصوير، والذي استغرق فترة وجيزة، وذلك بعد تضامن وتعاون الزملاء في كادر العمل، مؤكدًا أن أعمال الفنان الأردني ستبقى رسالة خالدة، لما يقدمه من محتوى مشرف ذي قيمة يذكر وتتوارثه الأجيال.
"مترو غزة"
ومن فلسطين وعلى نفس المسرح تم عرض مسرحية "مترو غزة"، والعمل المسرحي من إخراج الفرنسي هيرفي لواشيمول، وأداء كل من، شادن سليم، أحمد طوباسي، ياسمين شلالدة، أما الكتابة فكانت من هيرفي لواشيمول وخولة إبراهيم، ومن انتاج مسرح الحرية في جنين، ويبدأ العرض المسرحي "مترو غزة" بحلم فتاة كانت نائمة على مقاعد تشبه مقاعد القطار أخذها المترو من جنين إلى غزة لتبدأ من هناك أحداث المسرحية، والعرض يقدمه مسرح الحرية في مخيم جنين عن قصص وأحاديث افتراضية لركاب رحلة على متن مترو خيالي في منطقة وهمية تحت الارض بقطاع غزة، والتي ستكون المادة الاساسية لمسرحية "مترو غزة"، واستوحيت قصته من عمل تركيبي متعدد الوسائط للفنان الفلسطيني محمد أبو سل ليطرح من خلاله حلولًا لحركة النقل في قطاع غزة بفلسطين.
قصة شابة
وتناولت المسرحية قصة شابة من جنين تقرر السفر إلى غزة لزيارة صديقها الذي انقطعت أخباره، وتلتقي الشابة أشخاصا غريبين، منهم شاب يعمل في المترو أو بالأحرى هو مترو هذه القصة، وفتاة تملك شبه خيط يربطها بالصديق المفقود، فيما اشتملت المسرحية، التي أنتجها مسرح الحرية في مدينة جنين، على بعض أعمال الخفة، إضافة إلى ما بدا أنه خروج عن النص المسرحي في حين أنه كان جزءا منه، ومن ذلك الخلاف بين الممثلين حول الحلم، حيث اختار المخرج ألا يتجاوز ديكور المسرحية تلك المقاعد وخلفية بيضاء، بدت في بعض الأحيان كأنها جدار وفي أحيان أخرى كانت تظهر عليها مقاطع فيديو لأحداث حقيقية شهدها قطاع غزة من قصف وتدمير على وقع مؤثرات صوتية، كما جاءت نصوص المسرحية -التي كتبتها خولة إبراهيم إلى جانب المخرج- كأنها حكايات واقعية لسكان قطاع غزة وما يعيشونه في أثناء الحروب المتكررة خلال السنوات الماضية.
ونوه مخرج العرض "قدمنا في المسرحية الاحتلال والاستيطان الذي يعاني منه الفلسطينيون لكننا قلنا أيضا إن للفلسطينيين أحلامهم وتخيلاتهم بأن يكون لديهم شيء مختلف في فلسطين"، بدت الفكرة كأنها مزحة أن تحول عملا فنيا إلى مسرحية.
بدوره نوه الفنان محمد أبوسل انه صمم عمله الفني على أسس علمية، بعد عملية بحث طويلة كان الهدف منها طرح إمكانية إنشاء شبكات قطارات تحت الأرض، تصل الضفة الغربية بقطاع غزة وتصل مدن القطاع ببعضها، ودائما في مسرح الحرية نبحث عن طرق وأساليب جديدة نخاطب فيها الجمهور، هذه المرة كان التعاون مع المخرج الفرنسي هيرفي لواشمول، حيث "قدمنا المسرحية بطريقة عمل مسرح بيكيت المبني على طرح القصص بأسلوب تجريبي في مكان متخيل... واختيار غزة لأنها أصبحت بالنسبة لنا عالم آخر، هم لا يستطيعون زيارتنا ولا نحن نستطيع الذهاب إليهم إلا في حالات خاصة".