Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Nov-2020

لماذا لا توجد جميع الفتيات في المدرسة؟

 الغد-مانوس انتونينيس

 
باريس- لقد وعد المشاركون في المؤتمر العالمي الرابع للمرأة في بيجين سنة 1995 بدعم حقوق النساء والفتيات في جميع ارجاء العالم ولقد اشتمل ذلك الوعد والمنصوص عليه في إعلان ومنهاج عمل بيجين التاريخي على تأكيدات بحصول جميع الفتيات على التعليم. ان الدراسة التي اجراها تقرير مراقبة التعليم العالمي التابع لليونسكو تتحقق من الوفاء بهذا الوعد.
بعد ربع قرن من ذلك المؤتمر وبعد الاحتفاء باليوم العالمي للفتاة في 11 أكتوبر فإن الانباء الطيبة هي ان هناك 180 مليون فتاة إضافية التحقن بالمدارس الابتدائية والثانوية منذ سنة 1995 وان هناك فتيات يدرسن بالمدارس وخريجات أكثر من أي وقت مضى. ان هناك أخبار طيبة في التعليم العالي أيضا فلقد زاد عدد النساء اللاتي يدرسن في الجامعة في هذا الجيل بمقدار ثلاثة أضعاف مقارنة بالجيل السابق وفي المغرب على سبيل المثال التحقت 30 امرأة فقط بالجامعة لكل 100 رجل في أوائل التسعينيات من القرن الماضي واليوم فإن هناك تعادلا بالرقم.
ان التحصيل الدراسي مهم بقدر أهمية الالتحاق وفي هذه النقطة حصل تقدم مهم ففي 50 % من البلدان متوسطة ومرتفعة الدخل كان أداء الفتيات يضاهي أداء الفتيان في الرياضيات وتفوقن عليهم في 25 % من تلك البلدان.
لكن ما تزال الفتيات الأكثر فقرا يتخلفن عن الركب. ان من بين 59 مليون طفل في سن المدرسة الابتدائية حول العالم والذين لم يلتحقوا بالمدارس سنة 2018، فإن هناك 12 مليونا -%75 منهم فتيات- لم تطأ اقدامهم أي فصل دراسي ومن غير المرجح ان يحصل ذلك على الاطلاق وفي أكثر من 20 بلدا تقع معظمها في منطقة جنوب الصحراء الافريقية فإن من الصعب ان نجد فتيات ريفيات فقيرات يتخرجن من المدرسة الثانوية العليا.
بالنسبة للطلبة الأكثر تهميشا فإن المدارس ما تزال بيئة غير آمنة حيث تنتشر المضايقات اللفظية والجنسية والإساءة والعنف وفي العديد من الحالات فإن معدلات الحمل المرتفعة في كثير من الأحيان تبقي الفتيات خارج المدرسة مما يؤدي الى استدامة دورة الفقر وبينما انخفض انتشار الحمل المبكر بمقدار الثلث عند الفتيات من عمر 15 الى 19 سنة بين سنتي 1995و 2020، الا ان معدلات الحمل ما تزال مرتفعة وخاصة في منطقة جنوب الصحراء الافريقية حيث ان ربع الفتيات اللاتي تبلغ اعمارهن 18 عاما قد أصبحن أمهات بالفعل.
ان من الضروري أيضا ان يتم ادخال التربية الجنسية الشاملة لجميع المدارس. ان مثل هذا النوع من الارشاد لا يساعد الطلاب في مقاومة ضغط الاقران للانخراط او قبول العنف فحسب، بل انه يؤدي كذلك الى انخفاض في الحمل المبكر. لقد حصل بعض التقدم الواعد في السنوات القليلة الماضية مثل قرار سيراليون في مارس الماضي نقض قرار منع التحاق الفتيات الحوامل بالمدرسة ولكن ما يزال هناك بلدان يمنعان التحاق الفتيات الحوامل والامهات الشابات بالتعليم وهما: غينيا الاستوائية وتنزانيا.
ان العوائق الأخرى هي اقل خطورة ولكنها تجعل الفتيات يتخلفن عن الركب كذلك. يوجد لدينا قصة رابيا نصرت والتي ارادت ان تدرس الهندسة منذ ان كانت طفلة في الباكستان وعلى الرغم من ان والديها كانا يقومان بحثها على اختيار تخصص يهيمن عليه الذكور بشكل اقل ، أصرت رابيا على موقفها وهي الان اول شخص من عائلتها ومجتمعها المحلي يكمل شهادة في الهندسة في الباكستان ولكن ليس كل الفتيات لديهن نفس القدر من التصميم وفي واقع الأمر لا يوجد عدد كاف من المدرسين والمستشارين المهنيين الذين حصلوا على التدريب الكافي للمساعدة في تصحيح انعدام التوازن بين الجنسين في العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وفي دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية فإن 14 % فقط من الفتيات المتميزات في العلوم أو الرياضيات من المتوقع ان يعملن في العلوم والهندسة مقارنة بنسبة 26 % من الفتيان المتميزين.
ان الكتب المدرسية كذلك تساهم في استدامة المعايير والأعراف الحالية المتعلقة بالجنسين والتي تجعل الفتيات يتخلفن عن الركب وفي كثير من الأحيان فإن النصوص والصور تصور النساء في أدوار منزلية تقليدية ووظائف غير مرموقة بينما يتم تصوير الرجال كقادة أقوياء. ان مثل هذه القوالب النمطية القديمة يجب ان لا يكون لها مكان في المواد التعليمية المعاصرة ويجب ازالتها.
ان تقرير اليونسكو يسلط الضوء كذلك على أهمية ان يكون هناك المزيد من النساء في مواقع قيادية في قطاع التدريس. ان التدريس هو مهنة مؤنثة مما يساهم في استدامة معايير واعراف غير متساوية للجنسين تتعلق بفرص سوق العمل ولكن الحاجز غير المرئي الذي يقف أمام نجاح المرأة الوظيفي ما يزال حقيقة واقعة ففي 48 من الدول متوسطة ومرتفعة الدخل هناك فجوة تصل إلى 20 نقطة مئوية تتعلق بالجنسين بين المدرسين ومدراء المدارس في المدارس الثانوية الدنيا. ان القيادة النسائية لا تؤدي بشكل تلقائي الى تحسين وضع الفتيات ولكن القيادات النسائية يمكن ان تغير المعايير والأعراف الاجتماعية وتلك المتعلقة بالجنسين وذلك من خلال التشريع والسياسات بالإضافة الى دورهن كقدوة ظاهرة يحتذى بها بالنسبة للفتيات.
سوف توقع الحكومات في العام المقبل إعلانا جديدا يتعلق بحقوق الجيل الجديد من النساء في منتدى المساواة بين الأجيال. يستحق التعليم ان يتبوأ موقعا جوهريا في هذا الإعلان الجديد وذلك نظرا لأن الفتيات ما زلن أكثر عرضة لمواجهة أسوأ أشكال الإقصاء وخاصة ان كوفيد 19 يهدد بزيادة عدم المساواة بشكل كبير.
ان من المهم الاحتفاء بالتقدم الذي تم احرازه حتى الآن ولكن يتوجب علينا ان نتذكر ان هناك الكثير من الأمور التي ما يزال يتوجب علينا عملها من أجل تحقيق المساواة الحقيقية بين الجنسين في التعليم ومن خلال التعليم.
 
مانوس انتونينيس هو مدير تقرير مراقبة التعليم العالمي التابع لليونسكو
حقوق النشر:بروجيكت سنديكت ،2020