Tuesday 1st of July 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Mar-2021

وثاثق المؤتر »الاسلام والتحديات المعاصرة«

 الراي- وليد سليمان 

كانت (رسالة عمان) الشهيرة هي الرسالة الحضارية والعالمية المهمة التي أطلقها قائد الوطن وعميد الهاشميين جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين من مسجد الهاشميين بمنطقة خلدا في عمان بتاريخ 26 رمضان 1425هجرية/9تشرين الثاني في العام الميلادي 2004.
 
ويقول المؤرخ عمر العرموطي: لقد كان جلالة الملك عبدالله الثاني داعماً رئيسياً لرسالة عمان وكانت من أهم اهتماماته وأهدافه.. وكان دائما يتحدث عنها, ويعتبرها انجازاً كبيراً من أجل تنقية الاسلام من الاتهامات الباطلة التي أُلصقت به, ومنها مُصطلح الاسلاموفوبيا (أو معاداة الاسلام) وإزالة الشوائب التي علقت بالاسلام, من خلال الممارسات الخاطئة من قِبل فئة من الجهلة, أو من فئات مُعادية وحاقدة, أرادت تشويه صورة الاسلام في العالم.
 
مِن هذا الوطن المقدس
 
ونص الرسالة « رسالة عمان» كان يومذاك قد ألقاها سماحة الشيخ «عز الدين الخطيب التميمي» حيث كان مستشاراً لجلالة الملك عبد الله الثاني- وكانت الرسالة تعبيراً شاملاً عن فكر الهاشميين الذين جُبلوا على المحبة والحق والسماحة واحترام إنسانية الانسان.
 
وكانت الرسالة تمثل روح الاصالة والاخوة التي يتحلى بها كل أفراد الشعب ومسؤوليهِ في هذا الوطن المقدس والطاهر الاردن.
 
نص رسالة عمان
 
ومما جاء في رسالة عمان مايلي:
 
«بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبّيه المصطفى وعلى آله وأصحابه الغُرّ الميامين، وعلى رُسُل الله وأنبيائه أجمعين.
 
قال تعالى: يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم صدق الله العظيم “الحجرات: 13”.
 
هذا بيان للناس، لإخوتنا في ديار الإسلام، وفي أرجاء العالم، تعتز عمّان، عاصمة المملكة الأردنيّة الهاشميّة، بأن يصدر منها في شهر رمضان المبارك الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان، نصارح فيه الأمّة، في هذا المنعطف الصّعب من مسيرتها، بما يحيق بها من أخطار، مدركين ما تتعرّض له من تحدّيات تهدّد هويتها وتفرق كلمتها وتعمل على تشويه دينها والنيل من مقدساتها.
 
ذلك أنّ رسالة الإسلام السمحة تتعرّض اليوم لهجمة شرسة ممن يحاولون أن يصوروها عدواً لهم، بالتشويه والافتراء، ومن بعض الذين يدّعون الانتساب للإسلام ويقومون بأفعال غير مسؤولة باسمه.
 
و«رسالة الإسلام» السمحة التي أوحى بها الباري جلّت قدرته للنبي الأمين محمد صلوات الله وسلامه عليه، وحملها خلفاؤه وآل بيته من بعده ؛ عنوان أخوّة إنسانيّة وديناً يستوعب النشاط الإنساني كله، ويصدع بالحق ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويكرّم الإنسان، ويقبل الآخر .
 
وقد تبنت المملكة الأردنيّة الهاشميّة نهجاً يحرص على إبراز الصورة الحقيقيّة المشرقة للإسلام ووقف التجني عليه ورد الهجمات عنه، بحكم المسؤوليّة الروحيّة والتاريخيّة الموروثة التي تحملها قيادتها الهاشميّة بشرعيّة موصولة بالمصطفى صلى الله عليه وسلم، صاحب الرّسالة. ويتمثّل هذا النهج في الجهود الحثيثة التي بذلها جلالة المغفور له بإذن الله تعالى الملك الحسين بن طلال طيّب الله ثراه على مدى خمسة عقود، وواصلها، من بعده بعزم وتصميم جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، منذ أن تسلّم الراية خدمة للإسلام، وتعزيزاً لتضا?ن مليار ومائتي مليون مسلم يشكّلون خُمس المجتمع البشري، ودرءاً لتهميشهم أو عزلهم عن حركة المجتمع الإنساني، وتأكيداً لدورهم في بنــــاء الحضارة الإنسانيّة، والمشاركة بتقدمها في عصرنا الحاضر.
 
والإسلام الذي يقوم على مبادئ أساسها: توحيد الله والإيمان برسالة نبيّه، والارتباط الدائم بالخالق بالصلاة، وتربية النفس وتقويمها بصوم رمضان، والتكافل بالزكاة، ووحدة الأمّة بالحج إلى بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلاً، وبقواعده الناظمة للسلوك الإنساني بكل أبعاده؛ صنع عبر التاريخ أمّة قويّة متماسكة، وحضارة عظيمة، وبشَّر بمبادئ وقيم سامية تحقّق خير الإنسانيّة قوامها وحدة الجنس البشري.
 
وأنّ النّاس متساوون في الحقوق والواجبات، والسلام، والعدل، وتحقيق الأمن الشامل والتكافل الاجتماعي، وحسن الجوار، والحفاظ على الأموال والممتلكات، والوفاء بالعهود وغيرها.. وهي مبادئ تؤلف بمجموعها قواسم مشتركة بين أتباع الديانات وفئات البشر؛ ذلك أنّ أصل الديانات الإلهيّة واحد، والمسلم يؤمن بجميع الرسل، ولا يفرّق بين أحد منهم، وإنّ إنكار رسالة أي واحد منهم خروج عن الإسلام، مما يؤسس إيجاد قاعدة واسعة للالتقاء مع المؤمنين بالديانـــــات الأخرى علـــــى صُعد مشتركـــــــة في خدمة المجتمع الإنساني, دون مساس بالتميّ? العقدي والاستقــلال الفكري، مستندين في هذا كله إلى قوله تعالى: آمن الرسول بما أنـــزل إليــــه من ربـــــــــه والمؤمنــــون كـــل آمــــن بالله وملائكتــــه وكتبـــــه ورسله لا نفرّق بين أحد من رسله وقالــــوا سمعنا وأطعنــــا غفرانــــك ربنـــــا وإليك المصير “البقرة: 285”.
 
وكـرّم الإسلام الإنسان دون النظر إلى لونه أو جنسه أو دينه: ولقد كـرّمنا بني آدم وحملناهم في البّر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً “الإسراء:70”.
 
وأكّدّ الإسلام أنّ منهج الدّعوة إلى الله يقوم على الرفق واللين: أُدعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن “النحل: 125، ويرفض الغلظة والعنف في التوجيه والتعبير: فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر “آل عمران:159”.
 
وقد بيّن الإسلام أنّ هدف رسالته هو تحقيق الرّحمة والخير للناس أجمعين، قال تعالى: وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين “الأنبياء: 107” ، وقال صلى الله عليه وسلم: “الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء” (حديث صحيح).
 
وفي الوقت الذي دعا فيه الإسلام إلى معاملة الآخرين بالمثل، حثّ على التسامح والعفو اللذين يعبّران عن سمو النفس, وجزاء سيئة سيئة مثلها: فمن عفا وأصلح فأجره على الله “الشورى:40” ، : ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليٌّ حميم “فصّلت:34”.
 
وقرر الإسلام مبدأ العدالـــة فـــي معاملة الآخريــــن وصيانة حقوقهــــم، وعدم بخس النــــاس أشياءهم: ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى ” المائدة:8, : إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل “النساء:58” , : فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ” الأعراف: 85.
 
وأوجب الإسلام احترام المواثيق والعهود والالتزام بما نصت عليه، وحّرم الغدر والخيانة, : وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً “النحل:91”.
 
وأعطى للحياة منزلتها السامية فلا قتال لغير المقاتلين، ولا اعتداء على المدنيين المسالمين وممتلكاتهم، أطفالاً في أحضان أمهاتهم وتلاميذ على مقاعد الدّراسة وشيوخاً ونساءً؛ فالاعتداء على حياة إنسان بالقتل أو الإيذاء أو التهديد اعتداء على حقّ الحياة في كل إنسان وهو من أكبر الآثام، لأنّ حياة الإنسان هي أساس العمران البشري: من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً “المائدة:32”.
 
والدين الإسلامي الحنيف قام على التوازن والاعتدال والتوسط والتيسير, : وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً “البقرة:143” ، وقال صلى الله عليه وسلم :“ يسرّوا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا ” (حديث صحيح) .
 
والأصل في علاقــــة المسلمين بغيرهم هي الســـــلم، فلا قتال حيث لا عدوان وإنما المودة والعدل والإحسان: لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبرّوهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين “الممتحنة:8”, : فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين “البقـرة:193”.
 
وإننا نستنكر دينياً وأخلاقياً المفهوم المعاصر للإرهاب والذي يراد به الممارسات الخاطئة أيّاً كان مصدرها وشكلها، والمتمثلة في التعدّي على الحياة الإنسانيّة بصورة باغية متجاوزة لأحكام الله، تروع الآمنين وتعتدي على المدنيين المسالمين، وتجهز على الجرحى وتقتل الأسرى، وتستخدم الوسائل غير الأخلاقية، من تهديم العمران واستباحة المدن: ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله إلاّ بالحق «الأنعام:151».
 
إنّ التطرّف تسبّبَ عبر التاريخ في تدمير بنى شامخة في مدنيات كبرى، وأنّ شجرة الحضارة تذوي عندما يتمكن الحقد وتنغلق الصدور, والتطرف بكل أشكاله غريب عن الإسلام الذي يقوم على الاعتدال والتسامح .
 
ولا يمكن لإنسان أنار الله قلبه أن يكون مغالياً متطرفاً . وفي الوقت نفسه نستهجن حملة التشويه العاتية التي تصوّر الإسلام على أنه دين يشجّع العنف ويؤسّس للإرهاب.
 
ندعو المجتمع الدولي، إلى العمل بكل جدّية على تطبيق القانون الدولي واحترام المواثيق والقرارات الدوليّة الصادرة عن الأمم المتحدة، وإلزام كافة الأطراف القبول بها ووضعها موضع التنفيذ، دون ازدواجية في المعايير، لضمان عودة الحقّ إلى أصحابه وإنهاء الظلم، لأنّ ذلك من شأنه أن يكون له سهم وافر في القضاء على أسباب العنف والغلوّ والتطرف.... الخ .
 
مؤتمرات حول رسالة عمان
 
وفي الكتاب الضخم الصادر حديثاً في عمان والذي اشترك في إعداده: المرحوم العلَّامة د. عبدالسلام العبادي والمؤرخ عمر العرموطي وكان بعنوان( مؤتمر الاسلام والتحديات المعاصرة في ظلال رسالة عمان بمشاركة أردنية واندونيسية ودولية ) يذكر المؤرخ العرموطي عن بداية تنظيم أول مؤتمر عن رسالة عمان وبمشاركة اردنية اندونيسية وعالمية وكان ذلك في العام 2012 حيث يقول:
 
عندما تحدث سفير جمهورية اندونيسيا الأسبق في الاردن «زين البحر نور» معي حول هذه الفكرة وكان متحمساً كثيراً لها.. إذ قال السفير الأندونيسي لي بأنه يبحث عن شخصية أردنية لها وزن كبير من أجل أن تتبنى هذه الفكرة, بحيث تترأس لجنة تحضيرية للمؤتمر. فقلت له: ان خير من يتبنى هذه الفكرة هو الدكتورعبدالسلام العبادي.
 
وفعلاً فقد التقط الدكتور العبادي الفكرة بعقله الثاقب واخلاصه المنقطع النظير.. وقد تصادف في تلك الاثناء ان كانت المرحومة الدكتورة «توتي علوية» هي رئيسة الجامعة الشافعية في أندونسيا.
 
وهكذا تم تشكيل اللجنة التحضيرية الاردنية التي كان يرأسها معالي الاستاذ الدكتور عبدالسلام داود العبادي وبعضوية عدد من رؤساء الجامعات الحكومية والخاصة، اضافة الى السفير الاندونيسي في الاردن وعدد من الاشخاص المهتمين، و عمر العرموطي الذي أصبح عضواً للجنة التحضيرية والمنسق العام لهذه اللجنة ومُتابعاً لقراراتها.
 
ويوضح العرموطي قائلاً: وقد باشرنا بالإعداد لأعمال المؤتمر الاول في العاصمة الاندونيسية جاكرتا عام 2013، بعنوان (مؤتمر الاسلام حضارة وسلام (في ظلال رسالة عمان) وندوة البنوك وأدوات التمويل الاسلامي والزكاة والوقف.
 
المؤتمر الأول في جاكرتا
 
وقد انعقد المؤتمر برعاية رئيس جمهورية اندونيسيا الذي انتدب وزير الشؤون الدينية الاندونيسي، وقد حمل الدكتور العبادي رسالتين من جلالة الملك عبدالله الثاني، الأولى تلاها في حفل افتتاح المؤتمر.. والرسالة الثانية خطية قام بتسليمها الى رئيس جمهورية أندونيسيا.
 
وقد تم الاتفاق مع الجانب الاندونيسي بان يُقام هذا المؤتمر بالتناوب، مرة في العاصمة الاندونيسية جاكرتا ومرة في عمان.
 
ويقول العرموطي: وقبيل انتهاء اعمال المؤتمر كاشفت معالي الدكتور العبادي بأن نجمع أوراق وأبحاث المؤتمر لأنها في غاية الاهمية، لعلنا نُصدرها في كتاب عن أعمال المؤتمر!! فاستحسن الفكرة، وفعلاً جمعنا هذه الاوراق والابحاث وأصدرناها في مجلد كبير حيث قام البنك الاسلامي الاردني مشكوراً وممثلاً بالمدير العام الاستاذ موسى شحادة/عضو اللجنة التحضيرية بدعم اصدار الكتاب، حيث اقيم حفل اشهار مهيب في منتدى الفكر العربي برعاية الأمير الحسن بن طلال حيث انتدب الدكتور محمد ابو حمور مندوباً عن سموه.. وقد غصَّت قاعة المنتدى بالم?عوين وبعضهم كان واقفاً نظراً لامتلاء مقاعد القاعة بالجالسين..وقد تحدثت الصحف والمواقف الالكترونية عن حفل الإشهار المشار اليه.
 
المؤتمر الثاني في عمَّان
 
ويوضح العرموطي: وفي الفترة اللاحقة بدأنا بالإعداد للمؤتمر القادم في عمان وبدأنا باستقبال طلبات المشاركين بأبحاث المؤتمر من الأكاديميين والمشايخ الأردنيين.. وكذلك قمنا في اللجنة التحضيرية وبالتنسيق مع اللجنة التحضيرية الاندونيسية باستقبال أبحاث المشاركين من الاندونيسيين..كما قمنا بتوفير الامكانيات المادية والتمويل لأعمال المؤتمر وتوفير الدعم اللوجستي والاعلامي.
 
وفعلاً اقيم المؤتمر الثاني بتاريخ (27-29 نيسان 2017م) وكان بعنوان (مؤتمر الاسلام والتحديات المعاصرة (في ظلال رسالة عمان/بمشاركة اردنية واندونيسية وعربية ودولية).
 
وقد اقيم هذا المؤتمر تحت الرعاية الملكية السامية في المركز الثقافي الملكي بعمان.. وقد انتدب جلالة الملك عبدالله الثاني قاضي القضاة (آنذاك) سماحة الشيخ عبدالكريم الخصاونة وبحضور عدد كبير من العلماء والشخصيات الاسلامية وبحضور الوفود المشاركة وأعضاء اللجنة التحضيرية وعدد كبير من الشخصيات والمدعوين الاردنيين ورجالات الصحافة والاعلام.
 
والحمد لله، نجح المؤتمر.. وقام الدكتور عبدالسلام العبادي وقد شاركته بجمع أوراق وأبحاث المؤتمر لنقوم باصدار المجلد الثاني.
 
بعد ذلك غادر الدكتور العبادي الى جدة بالمملكة العربية السعودية للالتحاق بعمله أميناً عاماً لمجمع الفقه الاسلامي العالمي الذي ينبثق عن منظمة التعاون الاسلامي.
 
وعن تلك الفترة يقول العرموطي: لقد كنت دائم الاتصال مع معالي عبدالسلام العبادي وبدأنا بالعمل لجمع وطباعة وتنسيق والاعداد للمجلد الثاني للمؤتمر, وكان العمل متواصلاً بهذا المجلد لمدة تقارب السنتين.. وكنت أتشاور باستمرار مع الدكتور عبدالسلام العبادي على التلفون او الواتس اب او الايميل، وبعد ذلك اقوم بتنفيذ تعليماته.
 
وكان من آخر الخطوات التي قمت بها بأن حصلت على مقدمة الكتاب من الدكتور عبدالسلام, وكذلك مقدمة من سفير جمهورية اندونيسيا في الاردن.
 
وفيما بعد... في آخر اتصال هاتفي من العرموطي مع الدكتور العبادي أخبره أن المجلد او الكتاب الجديد قد أصبح جاهزاً للنشر بعد عمل شاق في اعداده وتنسيقه ..، حيث ردَّ عليه الدكتور العبادي قائلاً: إن شاء الله سأعود الى عمان في شهر تشرين الاول 2020, وعندها سنطبع الكتاب، وسوف نُقيم حفل اشهار له .. وبعد حفل الاشهار سنقوم بدعوة أعضاء اللجنة التحضيرية للاجتماع من اجل التحضير لأعمال المؤتمر الثالث القادم في العاصمة الاندونيسية جاكرتا.
 
ثم يقول العرموطي بأسف وألم: ولكن بعد اسابيع كنا على موعد مع القدر.. فقد جاءنا النبأ المُفجع الصادم!! فقد انتقل المرحوم الغالي وأشهر وزير أوقاف في الأردن د. عبدالسلام داود العبادي الى الرفيق الأعلى في جدة بالمملكة العربية السعودية.. فرحمك الله يا ابا أنس فقد بكيناك وأوجعت قلوبنا وفقدنا بموتك أخاً ومعلماً وصديقاً وفقيهاً.