Wednesday 24th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-Jun-2020

ترمب.. رئيس طائش*محمد سلامة

 الدستور

شهادة مستشار الأمن القومي جون بولتون عن رئيسه دونالد ترمب في كتابه «الغرفة التي شهدت الأحداث « تناولت عناوين كثيرة،منها علاقاته بإسرائيل وروسيا وايران وقضايا أخرى،واهم عبارة وردت أنه رئيس لا يتحمل المسؤولية وطائش، لكن في هذه الزاوية نتوقف عند عنوان مثير اورده في شهادته عن علاقة الرئيس ترمب مع حلفائه العرب.
بولتون يقول أن الرئيس ترمب ينظر إلى العرب نظرة دونية وأنه تعامل معهم على أساس ابتزازهم ماليا، ويروي عدة أمثلة منها، أنه عندما أراد أن يحتفظ بجزء من قوات بلاده في سوريا وبتمويل عربي كامل وحصل على ما يريد، عاد وزاد في طلباته المالية (اي أن التكاليف أضحت مضاعفة) منهم وقد حصل على مبتغاه أيضا، ورغم أنه كان يظهر في اجتماعاته معهم الود والاحترام إلا أنه بعد انتهاء الإجتماع، كان يزدريهم ويتلفظ أحيانا بعبارات غير لائقة عنهم،ويروي عن اجتماعات كانت لصالحه وكان لا يعير اهتماما بأحد،حتى أنه كان في بعض الأحيان يملي طلبات لإتمام صفقات كان يتطلع إليها في تحسين فرصه بالفوز في إنتخابات نوفمبر المقبل.
ماذا تعني شهادة بولتون عن رئيسه تجاه العرب وأنه طائش ؟!.هذا السؤال يعني ثلاثة أشياء أولها أن الرئيس ترمب لا يحترم إلا الأقوياء والدليل على ذلك تغزله بزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، والقيادة الإيرانية رغم العداوة التي يتبناها ضدهما، وثانيا أنه فعلا رئيس طائش ولا يعير اهتماما لكل من حوله بمن فيهم الوزراء وكبار المسؤولين ومستشاريه وفي مقدمتهم بولتون نفسه، وهذا يؤشر على أنه لا يصلح أن يكون رئيسا لدولة عظمى مثل الولايات المتحدة، وثالثهما أنه رجل يحمل في جيناته العنصرية بكل أشكالها،فهو لا يقيم وزنا إلا لمن يخاصمه ويملك القوة وقادر على اهانته وزرع الخوف بداخله.
الرئيس ترمب ياخذ قراراته ومواقفه بصورة تتوافق ومصالحه الشخصية فالطياشان الذي أثاره بولتون كانت ظاهرة في أقواله وأفعاله ومماساته الدولية، وانسحاباته من الاتفاقات الدولية وتجاوزه لقرارات مجلس الأمن الدولي والقانون الدولي، وطريقة إدارته للملفات والأزمات العالمية تؤشر ليس على طيشان وحده بل على هوس وجنون في استحلاب العالم واستحماره، وتنذر بجر العالم الى حروب مفتوحة كما تهدد وحدة بلاده السياسية (قصة المواطن الأسود مع الشرطة نموذجا) وهو خدم طوال سنواته الأربع في البيت الأبيض الصهيونية العالمية أكثر مما خدم أمريكا نفسها.
أهمية شهادة بولتون في هذا التوقيت بالذات أنها كشفت حقيقة هذا الرئيس الطائش الذي لا يستحق أن يكون بموقعه، وجاءت قبيل الانتخابات بأربعة شهور وأنها تمثل صفعة قوية له، مما يفتح الطريق أمام منافسه جو بايدن للفوز بانتخابات نوفبر القادم.
العرب مطالبون بأن يعيدوا النظر في علاقاتهم ليس مع الرئيس ترمب بل مع جميع رؤوساء الدول وأن يحددوا مصالحهم بالدرجة الأولى كأساس لبناء علاقات ندية،وأن ينظروا إلى الآخر في إطار قبوله بمصالحهم، ودورهم السياسي والأمني، وغير ذلك فإن مواقف ترمب ربما تتكرر عند زعماء آخرين في أوروبا وروسيا والصين وغيرهما تجاه العرب.