Monday 16th of September 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Sep-2024

العالم المتباكي على المخطوفين الستة لا يبالي بـ40 ألف غزي

 الغد-هآرتس

بقلم: جدعون ليفي
 
 
إسرائيل تقيم الحداد على المخطوفين الستة القتلى. أيضا العالم قام بالحداد على موتهم. أسماؤهم وصورهم وقصص حياتهم وأبناء عائلاتهم تصدرت النشرات الإخبارية في البلاد وفي العالم. هيرش غولدبرغ بولن وعيدان يروشالمي أصبحا مشهورين رغم عدم ارادتهما، في الأسر وفي الموت. العالم قام بالبكاء عليهم، كيف لا، ستة شباب جميلين، مروا بجهنم في الأسر وبعد ذلك تم إعدامهم بوحشية.
 
 
لكن مخطوفينا الستة هم فقط الجزء الصغير في نهاية القصة، جزء صغير من ضحايا الحرب. وجعلهم قصة عالمية هو أمر مفهوم. ولكن المفهوم بشكل أقل هو التناقض غير المعقول بين التغطية الواسعة لحياتهم وموتهم وبين التجاهل المطلق للمصير المشابه لشباب من أبناء جيلهم، أبرياء مثلهم، ساذجون وجميلون مثلهم، ضحايا عبثية مثلهم، في الطرف الفلسطيني. العالم في الواقع في حالة صدمة من مصير غزة، لكنه لم يشارك في أي يوم في تقدير الشهداء الفلسطينيين. الرئيس الأميركي لا يقوم بالاتصال مع عائلات الشهداء الفلسطينيين، حتى لو كان معهم الجنسية الأميركية، كما اتصل مع عائلة غولدبرغ. الولايات المتحدة لم تقم في أي يوم بالدعوة إلى إطلاق سراح آلاف المخطوفين الفلسطينيين المعتقلين بدون محاكمة في إسرائيل. فتاة إسرائيلية قتيلة من حفلة "نوفا" تثير التماهي والشفقة في العالم اكثر من فتاة نازحة من جباليا، الفتاة الإسرائيلية تشبه "العالم" اكثر.
لقد قيل كل شيء عن التجاهل وإخفاء ألم الفلسطينيين في الخطاب في إسرائيل. وحتى الآن لم يتم قول ما يكفي. لم يولد بعد الشهيد الفلسطيني في قطاع غزة الذي له وجه واسم وقصة حياة، أصيبت إسرائيل بالصدمة بسبب قتله. حتى الـ 17 ألف طفل وفتى القتلى في القطاع كانت لهم أحلام وأمنيات وهم أبناء عائلات وتم تدمير عالمهم.
هم لا يهمون الأغلبية هنا، وفئة مسرورة من موتهم. في العالم يعتبرونهم ضحية مخيفة، لكن أيضا هناك بشكل عام لا يوجد لهم وجوه وأسماء.
قلوب الإسرائيليين هي مع الضحايا الإسرائيليين. لا يوجد أي شيء مفهوم وإنساني أكثر من ذلك. ولكن الحداد والحزن الوطني بهذا الحجم على المخطوفين الستة والتجاهل الكامل لعشرات آلاف الضحايا الفلسطينيين هو مرض وغير اخلاقي. نزع الانسانية بدون أي إشارة إنسانية للضحايا، أو حتى الأطفال القتلى، الذين تم بتر أيديهم وأرجلهم، والأيتام والنازحين المصابين بالصدمة والجائعين والمرضى.
مثل عشرات آلاف الاطفال كهؤلاء يوجد الآن على بعد مسافة ساعة من تل أبيب، وقلوبنا منغلقة تجاههم. المساعدات الإنسانية يتم إرسالها إلى الفلبين. وكلما بكت إسرائيل أكثر على المخطوفين والقتلى فإنه تظهر أكثر الفجوة غير المفهومة بين الحداد الوطني واللامبالاة المطلقة بالضحايا الفلسطينيين.
من غير الصعب تخيل ما يشعر به سكان غزة ازاء العالم الذي اهتز بسبب المخطوفين الستة الإسرائيليين القتلى، في حين أنه يفقد الاهتمام بسرعة كبيرة بالـ 40 ألف فلسطيني قتيل. وعندما يتحدثون عن المخطوفين فانهم يتحدثون فقط عن الرهائن الإسرائيليين. وماذا بشأن مئات آلاف المخطوفين الفلسطينيين من القطاع ومن الضفة، والمعتقلين الإداريين، و"المقاتلين غير القانونيين" والعمال الأبرياء الذين علقوا، الذين لا يتحدث أي أحد عنهم وحتى لا يذكر عددهم. بعضهم على الأقل يوجدون في ظروف جهنم. أيضا لهم توجد عائلات تخاف عليهم، وليس لديها أي فكرة عن مصيرهم منذ عشرة أشهر، أيضا غير مسموح للصليب الأحمر زيارتهم. في هذا الأسبوع أصابتنا شيرين فلاح صعب بالدهشة عندما تحدثت في "هآرتس" في 2/9 عن أحد الشهداء الفلسطينيين في غزة، محمد حليمي، "ميدو"، ناشط في تك تك ابن 19 سنة، الذي قتل عندما ذهب لشحن الهاتف المحمول.
المقال كان بصيص ضوء في الظلام. قتيل فلسطيني في غزة له وجه واسم بفضل تك تك وشيرين فلاح صعب عرضته.
الحناجر تختنق من قصة ميدو ليس أقل من الفيلم الأخير عن عيدان يروشالمي. هل مسموح أصلا قول ذلك في إسرائيل 2024؟