Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    30-May-2023

تصريحات رئيس الأركان.. ثقة بالنفس مبالغ فيها

 الغد-يديعوت أحرونوت

 
بقلم: عيناب شيف
 
 
قبل نحو شهرين أذهل رئيس الاركان سامعيه. كان هذا في لقاء مع رجال احتياط في اعقاب الاضطراب في ضوء خطة تغيير النظام التي هددت وما تزال تهدد بتمزيق الجيش. "خير دكتاتورية آمنة من فوضى غير محمية"، قال الفريق هرتسي هليفي، مثلما كشف عنه النقاب زميلي ناحوم برنياع في "يديعوت احرونوت". في اعقاب الجلبة التي احدثها النشر، تذكر رئيس الاركان ان يعلن بانه لا يؤمن بالضبط بما قاله: "اضفت جملة ما كان ينبغي لي ان اقولها وهي لا تعكس فكري على الاطلاق"). من جهة، من المهدئ للروع أن نعرف بان قائد الجيش اضاف نجمة لمفهوم تبسيطي ومشوه للغاية ("دكتاتورية آمنة" لا توجد الا للدكتاتور والموالين له، وحتى لهم لا يكون هذا احيانا مجديا). من جهة اخرى، يبعث الامر على القلق بالنسبة لقدرة رئيس الاركان على التحكيم العقلي كشخصية عامة.
 
لكن عندها كانت ايضا بضع ملابسات مخففة. هليفي كان قد تسلم فقط لتوه مهام منصبه واذ به يصطدم بتحد سياسي واجتماعي لم يواجهه اسلافه قبله. كما أنه بالتأكيد يحتمل انه قد لا يكون هو ورجاله قد استوعبوا بعد بان الحديث يدور عن شخصية بهذا الحجم، فمفهوم "حديث مغلق" لا يصمد حتى بصفته نكتة.
كل هذا لا يمكنه ان يقال عن اقوال رئيس الاركان في الاسبوع الماضي كجزء من احتفال التشبيك الذي يسمى ايضا "مؤتمر هرتسيليا". فهناك بالذات فيما انه قد يكون ازاغ بصره جو مجلس اللوردات الذي يسيطر على ما يبدو على الحدث اللامع اختار هليفي ان يطلق القول الدراماتيكي الاكثر له عن وضع اسرائيل الامني. "ايران تقدمت في تخصيب اليورانيوم اكثر من اي وقت مضى"، قال هليفي وعندها ألقى بالقنبلة: "توجد تطورات سلبية من شأنها أن تؤدي الى العمل. توجد لنا القدرة وهذا هام وذو مغزى". وهكذا دفع هليفي الى ان تقفز دفعة واحدة دولة مشغولة البال ومستنزفة على اي حال. وبالتوازي أفرح جدا مستثمري الدولار: حتى قبل أن تجاز ميزانية شبه فتاكة لمستقبل الاقتصاد الاسرائيلي، رفع وحده سعر العملة الاميركية بالنسبة للشيكل. ولعل هذا ايضا جزء من "علاوات رئيس الاركان" الشهيرة.
مثلما في قضية "خير دكتاتورية آمنية"، هذه المرة ايضا خرج مطفئو نار هليفي لاطفاء الحريق، في شكل احاطة خاصة للمراسلين. لكن كالمعتاد في مثل هذه القصص، لا يزال الدخان يتصاعد وبالتأكيد حين يكون هليفي يتولى منصبه تحت حكومة الشبهات حولها بين معارضيها في البلاد وبالتأكيد في العالم شاذة بكل مقياس ممكن: فأمر واحد ان تعلن بان الوضع يوجد على مسافة خطوة واحدة من حرب شاملة وعلنية وامر آخر هو أن تفعل هذا بعد أن فقط في اللحظة الاخيرة منعت الاطاحة بوزير الدفاع والكابينت بما فيه وزيرين يعرف عنهما جهاز الامن اكثر مما يعرفان هما عنه.
لحظ رئيس الاركان، فضلا عن قفازات الحرير التي يعالج بها بشكل ثابت (مثل تعظيم انجازات الحملة الاخيرة في غزة   ضد التنظيم الاقل قوة في القطاع) فان الانطباع المتسرع في الخطاب غطى على الثقة الغربية التي ابداها. "توجد لنا القدرة وهذا هام وذو مغزى"، قال هليفي. على اي حال، حتى رئيس اركان غير حذر بما يكفي بلسانه لن يفصل ما هي "القدرة". غير أن قراءة منشورات على طول السنوات الاخيرة، منذ اتهم نفتالي بينيت بنيامين نتنياهو بانه "تحدث كثيرا وفعل قليلا" تطرح الكثير من المصاعب والتحفظات حول تلك "القدرة". يجدر بنا أن نتبنى ذات النهج الشكاك والنقدي ايضا تجاه من يتحدث عنها هكذا، حتى لو كان يحمل لقب رئيس الاركان.