Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Mar-2020

رسالة من داخل الحَجر*إسماعيل الشريف

 الدستور

(الّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) «الرعد: 28».
 
 بعد أيام من الحجر الصحي في منازلنا، وتسمُّرنا أمام شاشة التلفاز لسماع آخر أخبار السيدة كورونا، ونتيجة للفراغ والبعد الاجتماعي، تتسلل الوساوس والقلق والخوف مما هو قادم؛ نخاف على رزق الأولاد ومستقبلهم وسلامتهم، وتشرّع الأبواب لمئات الأسئلة الشريرة التي ستسلب ابتسامتنا. وهذا القلق يؤثر بشكل أكبر على الذين لديهم حساسية مفرطة، فهم يشعرون بقلق مضاعف إزاء هذه المسائل والتخوفات، ويصبحون، كالثقب الأسود، بؤرة للخوف والتوتر. كان الله في عونهم.
 
 سأعطيكم وصفة سحرية جربتها للتغلب على الخوف والقلق وأية مشاعر سلبية؛ فقبل سنوات قليلة مررت بضيق شديد ومخاوف من كل شيء، استعرت من شقيقتي عداد التسبيح، ولبست حذاء الرياضة،وعدوت لنصف ساعة يوميًّا وأنا أسبِّح وأذكر الله، وبعد نهاية المشوار كم كنت أشعر بالسعادة وراحة البال، وبعد أيام قليلة تبدد هذا الضيق، وراحة غامرة ملكتني، حتى أن زوجتي ساورتها الشكوك وهي تراقب التغير المفاجئ في مزاجي. 
 
يمكن للبعض أن يرفض هذه الفكرة ويعتبرها من الغيبيات، ولكن في الأمر من العلم الكثير؛ فقبل سنوات قرأت كتابًا يفسر بعض الظواهر الغيبية الخارقة على أساس علمي، فيقول الباحث بأن خلافًا كان بين العلماء اليابانيين والأمريكيين على اتجاه دوران الإلكترونات حول النواة في الذرّة، ثم وجدوا أن النظريتين صحيحتين؛ فأحيانًا يدور باتجاه عقارب الساعة وأحيانًا عكسها،حسب الطاقة الموجودة في الجسم سلبية كانت أم إيجابية، ثم وجدَت الباحثة أن ذكر الله والتسبيح يحول الطاقة في جسم الإنسان إلى طاقة إيجابية، ثم توسعت في الموضوع إلى تفسير كثير من الخوارق والغيبيات على أساس هذه النظرية، فالحسد ما هو إلا طاقة سلبية تخرج من جسم الحاسد إلى المحسود، والكلمة الطيبة لها أثرها على النباتات والطعام والماء أيضًا. 
 
سواء آمنت أم كفرت بتجربتي،أرى أنها كانت بمثابة البلسم لي، وجرِّبها حتى لو لم تقتنع بها. وبالطبع هنالك بالإضافة إلى التسبيح وذكر الله-أمور أخرى يمكنها مساعدتنا للحفاظ على ما تبقى من عقلنا، ومن تلك الأمور: الاعتراف بهذا القلق وعدم اليقين، واعتباره جزءًا من رحلة الحياة، لا يمكنك أن تغيره، اعترف به وتعرّف عليه، اكتبه وتحدث عنه للآخرين. يمكن أن تضع مهمَّة لإنجازها خلال فترة الحجر، من أعمال بسيطة كترتيب خزانتك مرورًا إلى قراءة كتب وانتهاءً بدورة على الإنترنت، هذا سيعطيك شعورًا بالإنجاز والنظام وسط هذه الفوضى. هنالك العديد من التقنيات المتخصصة المفيدة للتغلب على القلق تساعد على تخفيف التوتر، ابحث عنها في الشبكة العنكبوتية. لا تفْرِط في متابعة الإعلام ولا ترهن أُذُنك للحكواتية، ولا تقرأ الشائعات وتتبادلها، استمع للأخبار من المصادر الموثوقة. ضع هاتفك على الشاحن معظم النهار. اقرأ، استمع للموسيقى، تحدث مع أولادك. استخدم التطبيقات لتتواصل مع عائلتك وأصدقائك. لا تبحث أبدًا عن الكمال في هذه الظروف وتغاضى عن الكثير مما تراه وتسمعه. فكر كيف يمكن أن تستثمر هذا المأزق لشيء أفضل بدلًا من الخوف غير المبرر. خصص وقتًا للصلاة والعبادة. استعن بيوتيوب لممارسة بعض التمارين الرياضية . وأخيرًا اطمئن فأجهزة الدولة مسخَّرة لخدمتك، ولا شك أن الشفافية والصراحة التي تتعامل بها دولتنا معنا هي أهم علاج لنا في هذا السجن الاختياري. حفظكم الله وعائلاتكم، وحمى الله الوطن الأغلى.