Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Dec-2017

مطاعم تعتدي على مدينة جرش الأثرية و مديرية الآثار تسجل قضايا بحق المعتدين وبعضها منظورة أمام القضاء منذ سنوات

 

صابرين الطعيمات
جرش –الغد-  فيما يواصل أصحاب مطاعم موقعها ملاصق للمدينة الأثرية اعتداءاتهم على الآثار وإلحاق الضرر بها، منذ أكثر من 20 عاما، نفى محافظ جرش الدكتور رائد العدوان وجود أي اعتداء على أراضي المدينة الأثرية، قائلا إنه "لم ترد للمحافظة أي شكوى بهذا الخصوص".
وشدد العدوان على أن المحافظة لم يردها من قبل مديرية الاراضي أي شيء حول اقدام اصحاب مطاعم بالاعتداء على المدينة الاثرية.
على ان ما يؤكده العدوان يتنافى وتصريحات مدير آثار جرش الدكتور اسماعيل بني ملحم، الذي حذر من ان استمرار تعمد اصحاب مطاعم الاعتداء على اراضي المدينة الاثرية سيلحق الضرر بها ويشوه المظهر العام، ويسيء لثاني اكبر المدن الاثرية بالمملكة بعد البتراء.   
ووفق ملحم، تتعرض مدينة جرش الأثرية بحكم موقعها بين الأحياء السكنية لعدة أشكال من الاعتداءات التي تلحق الضرر بمظهرها الجمالي، وتسيء لقيمتها الأثرية والتاريخية، موضحا ان أكبر هذه الاعتداءات ضررا بالمدينة، تعمد اصحاب مطاعم تجاور حدود اراضيهم لأراضي المدينة الاثرية بناء مرافق لمطاعمهم ووضع طاولات لجذب السياح بين الآثار، بمساحة لا تقل عن 9 دونمات تقدر قيمتها بملايين الدنانير.
وبين ان عمر هذه الاعتداءات تجاوز 20 عاما، وقد تم قبل سنوات رفع قضايا على المعتدين من قبل "الآثار" وحصلت على قرار قطعي بإزالة الاعتداءات، غير ان اصحاب المطاعم عاودوا الاعتداء دون الاكتراث، ما دفع "الآثار" الى مواصلة تسجيل قضايا بحقهم والتي منها ما اتخذ فيها قرار، فيما بعضها ما زالت منظورة أمام القضاء.
ولفت بني ملحم أن هذه الاعتداءات تغير من الهوية التاريخية والاثرية لبعض معالم المدينة الأثرية، سيما وأنها قد تتعرض للعبث والتكسير والتخريب بطريقة عشوائية من قبل عمال يستأجرهم صاحب المطعم ولا يستطيعون التعامل مع المواقع الأثرية والقطع الأثرية والحجارة التي تحتاج إلى آليات معينة وخبراء وفنيين مهرة للتعامل معها.
وأوضح ان ماهية الاعتداءات تتمثل ببناء صالات مغلقة من مواد سهلة الفك والتركيب، فيما بعضهم يضع طاولات ومقاعد للمتنزهين وألعاب للاطفال.
وقال بني ملحم إن هذه الاعتداء سيتم إزالتها في أقرب وقت وبالطرق القانونية، سيما وأنها تقع بأراضي الدولة ومواقع أثرية.
وأضاف ان العبث بالمدينة الاثرية، والذي يتم على مرأى ومسمع زوار الموقع وكافة الجهات المعنية يدمر تلك أجزاء من المدينة باقتلاع حجارتها، ونقلها من مكانها لآخر وتغيير معالمها وإزالة الطبقات الترابية، ونقلها إلى أمكان بعيدة وفتح حفر عميقة في مساحات متعددة وتتم منذ سنوات.
وتحدث بني ملحم عن أشكال أخرى من الاعتداء تتمثل في الكتابة بالألوان على المواقع الاثرية من قبل العابثين واستخدام أنواع مختلفة من الطلاء للكتابة على الحجارة والاعمدة والكنائس، ما يشوه المظهر الجمالي للمدينة الأثرية ويكلف موظفين الآثار جهدا ووقتا وتكلفة مادية وعناء معنويا، للتخلص من هذه الألوان والحفاظ على الحجارة بنفس الوقت.
ومن اشكال الاعتداءات التي تتعرض لها المدينة قص السياج المحيط بالموقع ودخول العابثين ورعاة الأغنام في الموقع وافتعال الحرائق، ما يتسبب في تلف بعض القطع الأثرية ومنها الفسيفساء الأثرية في ثلاث كنائس متجاورة إثر وجود فضلات الأغنام عليها، عدا عن التلوث البصري الذي تسببه هذه الفضلات.
وأوضح بني ملحم ان الحرائق التي تحدث سنويا في الموقع تتسبب بتشويه المظهر العام، ومعظمها حرائق مفتعلة من قبل الأطفال، معتبرا ان هذا الامر يشكل خطرا كبيرا يعرض الحجارة والأثرية للخراب. ولكن كوادر الدفاع المدني تقوم بشكل دوري بإطفاء هذه الحرائق المتكررة بطرق مهنية وفنية تحافظ على الحجارة والقطع الأثرية وتحافظ على الهدوء بين السياح وتحمي حياتهم، خاصة وأن هذه المواقف تثير الهلع بين السياح.
وطالب بني ملحم كافة الجهات المعنية بتكاثف جهودها للحفاظ على نظافة الموقع وجماليته، سيما وأن مساحة المدينة كبيرة جدا، وعدد العمال متواضع مقارنة بعدد الزوار كذلك، ومسؤولية نظافة الموقع مسؤولية مشتركة بين كافة الجهات المعنية ومن ضمنها بلدية جرش الكبرى والتي تتقاضي نسبة من بيع التذاكر في الموقع.
وتحدث بني ملحم عن مشاريع صيانة وترميم وحفريات متعددة على موازنة العام المقبل والتي لا تقل عن 260 الف دينار، ومنها صيانة وترميم كنيسة ماريا نوس وقبو معبد زيوس وواجهات ميدان سباق الخيل وعمل نظام لتصريف مياه الأمطار وتزويد الموقع بعدد من اللوحات الإرشادية والتفسيرية الفنية، فضلا عن مشروع ضخم لإنارة عدة مواقع حيوية في المدينة الأثرية، خاصة وأن مدينة جرش الأثرية جميلة في الليل، ولها خصوصية تاريخية ويمكن أن تستثمر الإضاءة في إقامة فعاليات ومهرجانات ثقافية متعددة، فضلا عن حفريات في الموقع للجامعة الأردنية والفريق الفرنسي والفريق الدنماركي والجامعة الألمانية وآخرها حفريات الحمامات الشرقية والتي تم اكتشاف آلهة الحب والجمال من خلالها.
ودعا الهيئات والمجتمع والطلاب ان يتم الحفاظ على المدينة الأثرية وتراثها وتاريخها، وعدم العبث بأي مقدرات أثرية فيها بحكم موقعها بجانب الأحياء السكنية والحفاظ على نظافتها من قبل المتنزهين لتبقى مدينة جرش الوجهة السياحية العالمية المتميزة بكافة محتوياتها.