Tuesday 29th of April 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Apr-2025

إخفاق غزة.. أحد ما هنا لا يريد أن ينتصر

 الغد- إسرائيل هيوم

ايال زيسر
 
منذ خمسة عشر شهرا والجيش الإسرائيلي يقاتل ضد حماس في قطاع غزة، لكنه ما يزال بعيدا عن هزيمة العدو. بل يخيل أن صورة النصر آخذة في الابتعاد كلما واصلنا المراوحة بلا غاية وبلا هدف.
 
 
إن المصاعب بل والإخفاقات في الأسابيع والأشهر الأولى من الحرب في غزة، كان يمكن تبريرها بالضربة الرهيبة التي تلقيناها من حماس في 7 أكتوبر. الهجوم المفاجئ الذي لم نتوقعه ولم نستعد له، أدى إلى فقدان الصواب وانهيار المنظومات في المستويين السياسي والعسكري وجعل اتخاذ القرارات صعبا في كل ما يتعلق بأهداف الحرب وطريقة إدارتها.
بعد كل شيء كانت حماس ما تزال في ذروة قوتها، فيما أن إسرائيل وجدت نفسها تقاتل على سبع جبهات وتتعرض لجملة ضغوطات في الساحة الدولية. في أوساط الكثيرين وعلى رأسهم رئيس الوزراء نتنياهو عشعش التخوف من ألا يتمكن الجيش الإسرائيلي من الإيفاء بالمهمة وأن يجبي القتال في غزة حجما من المصابين لا يمكن للجمهور أن يحتمله.
وعليه، فقد علقنا في حرب متواصلة لأشهر من طويلة دون غايات وأهداف واضحة، من دون خطة حملة كبيرة تفصل ما ينبغي عمله منذ البداية وحتى النهاية. بدلا من هذا شهدنا جملة عبثية من الحملات التي لم يكن لها في الغالب تواصل ولم يكن هناك اتصال بينها، ولم تؤد إلى تحقيق الحسم في الحرب - بداية قتال في مدينة غزة، بعد ذلك في خانيونس، وبعد ذلك في رفح، والعودة إلى البدء.
لكن يخيل أن كل شيء يبدأ وينتهي في أن أهداف الحرب حددت منذ البداية بشكل عمومي وغامض من دون التفصيل كيف سيحققها الجيش الإسرائيلي في الميدان. تصفية القدرات العسكرية لحماس هي شعار فارغ وليس خطة عمل عسكرية مرتبة تتضمن أهدافا ملموسة للتحقيق. هل كان الجيش الإسرائيلي مطالبا بأن يصفي كل مخربي حماس؟ نحن نبلغ اليوم بأن حماس تجند بلا صعوبة فتيانا وشبانا بدلا من المقاومين الذين قتلناهم. ولعل الحديث يدور عن تصفية القدرة الصاروخية لحماس؟ لكن ها هي مرة أخرى تعود لتطلق في كل يوم تقريبا الصواريخ نحو بلدات الغلاف. "التنقيط" يعود وبكل قوة. وما وردنا بيانات للإعلام عن إخلاء غزيين من مناطق إطلاق الصواريخ كي يعود هؤلاء إلى هذه المجالات بعد يوم أو يومين. وهكذا فإننا محكومون بحرب طويلة يحتل فيها الجيش الإسرائيلي أرضا وبعد ذلك يخليها كي يحتلها مرة أخرى من جديد. حرب، أحيانا قوية وفي الغالب على نار هادئة. وبين هذا وذاك توقفات نار والعودة إلى البدء.
كان يمكن أن نتوقع وحتى أن نأمل في أن تصحو إسرائيل وتتعلم من إخفاقات الماضي وتتبنى نهجا مختلفا، وأساسا هدفا محدثا موضوعه احتلال القطاع أو على الأقل مناطق واسعة منه أو كبديل – الدفع قدما بتسوية سياسية تضمن إبعاد حماس عن القطاع، بل وحتى صفقة لتحرير مخطوفينا جميعهم. لكن كل هذا لا يحصل، ونحن نواصل التحرك في طريق بلا مخرج لا يقربنا من هدفنا.
في كتب التاريخ ستذكر حرب الـ15 شهرا الأخيرة كحرب فاشلة – بداية بسبب الشكل الذي نشبت عليه، لكن أيضا وأساسا بسبب الشكل الذي تدار فيه منذئذ، وقبل كل شيء من قبل المستوى السياسي الذي وكأنه لا يريد أن يحسم وينتصر في الحرب، ويأتي بنهايتها بل يفضل حربا بلا نهاية.
لهذا لا يوجد اليوم أي سبب. قيادة الجيش تبدلت ولا يمكن اتهامها بانعدام الروح القتالية. إدارة ترامب تمنحنا يدا حرة للعمل بقدر ما نجد من الصواب، بل والدول العربية توصلت منذ زمن إلى الاستنتاج بأنه من الأفضل للجميع أن تهزم حماس وبالتالي هي أيضا تمنح إسرائيل الضوء الأخضر للعمل في غزة، لكن إسرائيل ما تزال عالقة في مكانها تمتنع عن اتخاذ القرارات وتفتقر للرؤية وخطة العمل.
وفي نهاية الأمر، عندما سيرى الأميركيون أننا غير قادرين على أن نحسم وننتصر بل ونخاف من أن نقرر، فإنهم سيقررون بدلا منا وفقا لخريطة مصالحهم، وعندها لن نتمكن من أن نتهم إلا أنفسنا.
كفى لمراوحة لا نهاية لها في رمال غزة، كفى للتردد والخوف من اتخاذ القرارات – حان الوقت لاستبدال القرص والخروج من الدائرة السحرية التي نوجد فيها منذ 15 شهرا. هكذا ننتصر وهكذا أيضا نعيد مخطوفينا الذين في يدي حماس.