Saturday 14th of June 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Jun-2025

الثورة العربية الكبرى ويوم الجيش.. ذاكرة وطن ومسيرة كرامة
الراي - آيات بكر - 
 
في التاريخ محطات لا تمضي، بل تستمر في تشكيل الوجدان وتغذية الشعور الوطني... وفي سجل الأمة الأردنية، تقف الثورة العربية الكبرى وعيد الجيش شامختين، لا كذكرى فحسب، بل كعنوان لشرعية الدولة، وشرارة لنهوضها.
 
من الحجاز إلى عمّان، امتدت الراية، وتحوّلت المبادئ إلى مؤسسات، والأحلام إلى وطن.
 
واليوم، نفتح نوافذ الذاكرة، وننصت إلى من يحملون أمانة الكلمة والتشريع... أعضاء من مجلسي النواب والأعيان، يتحدثون باسم التاريخ، وينظرون بعين الحاضر إلى مستقبل وطنٍ بناه الجيش العربي على قاعدة الشرف والتضحية والوفاء.
 
في حديثه" للرأي" شدد العين خليل الحاج توفيق على أن هذه المناسبات ليست مجرد محطات احتفالية عابرة، بل لحظات وطنية تستحضر فيها الذاكرة الجماعية تضحيات الأجداد، وتجدد فيها البيعة والانتماء، مشيرًا إلى أن الثورة العربية الكبرى لم تكن فقط تحركًا عسكريًا، بل فعلًا حضاريًا أسس لمسيرة النهضة والكرامة العربية وأسهم في بناء الدولة الأردنية الحديثة على قواعد راسخة من السيادة والمشروع الوطني.
 
ونوّه الحاج توفيق إلى أن يوم الجيش يُعد أحد أبهى تجليات الفخر الوطني، حيث نستذكر بطولات وتضحيات القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، الذين وقفوا عبر العقود سداً منيعاً في وجه التحديات الداخلية والخارجية، وحموا أمن الوطن واستقلاله بشرف وكفاءة. وأضاف أن هذه المناسبة تذكّرنا دومًا بأن الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، وبسواعد جيشه الباسل، يمتلك مناعة وطنية متينة قادرة على مجابهة التحديات، مؤكدًا أن هذه اللحمة بين القيادة والجيش والشعب هي ما حافظ على أمن واستقرار الأردن في محيط ملتهب.
 
وعن دور الجيش العربي في الحاضر، بيّن أن الجيش الأردني اليوم يُعد من أكثر الجيوش تطورًا واحترافًا في المنطقة، حيث يواكب المستجدات الأمنية والعسكرية عبر التدريب المستمر وتحديث المنظومات الدفاعية والتعاون الدولي. ولفت إلى أن الجندي الأردني لا يحمل السلاح فقط، بل يحمل أيضًا رسالة وطنية وإنسانية، حيث يسهم في التنمية ويدعم المجتمعات، مما يعكس صورة حضارية لوطن يُدافع ويُعمّر في آنٍ واحد.
 
وفيما يتعلق بدور مجلس الأعيان، أوضح الحاج توفيق أن المجلس يُعد ركيزة أساسية في النظام السياسي الأردني، ويلعب دورًا وطنيًا محوريًا في تعزيز الاستقرار وترسيخ الانتماء الوطني. وأردف أن المجلس، بما يضمه من خبرات سياسية وأكاديمية وعسكرية، يساهم في صياغة السياسات العامة ورسم التوجهات الوطنية التي تُعزز كفاءة مؤسسات الدولة وتُكرّس الثقة بينها وبين المواطن.
 
كما أشار إلى أن المجلس يولي اهتمامًا خاصًا بالتشريعات التي تدعم المتقاعدين العسكريين وتمكين الشباب وتعزيز التعليم الوطني، مشددًا على أن دوره لا يقتصر على الرقابة التشريعية بل يمتد ليكون منصة للحوار الوطني وبوصلة توجيهية للقرار العام. ولفت إلى أن مجلس الأعيان يُمارس أيضًا دورًا توعويًا في غرس قيم المواطنة من خلال مشاركته في اللقاءات الشعبية والحوارات الفكرية، مما يسهم في تعزيز الثقافة السياسية لدى المواطن ورفع الوعي الوطني.
 
واستعرض الحاج توفيق في حديثه أن الأعيان يمثلون جسرًا بين القيادة والشعب، ينقلون تطلعات الناس ويعكسون نبض المجتمع في دوائر القرار، مما يعزز التماسك الوطني ويُسهم في ترسيخ الأمن المجتمعي.
 
وفي قراءته لمستقبل الأردن، عبّر الحاج توفيق عن ثقته بأن استمرار الرمزية الجامعة بين القيادة الهاشمية والجيش والشعب يشكّل صمام أمان للمملكة، وأن هذه العلاقة المتينة القائمة على الولاء والثقة المتبادلة تُعد من أبرز مقومات القوة الوطنية التي ساعدت الأردن على تجاوز أزمات عديدة بحكمة وهدوء. وأكمل قائلاً إن تمكين الشباب، وترسيخ سيادة القانون، ودعم منظومة التعليم، وتمكين المرأة، هي ركائز ضرورية لمواصلة البناء على هذا الأساس المتين، موضحًا أن الحفاظ على هذه القيم وتعزيزها مسؤولية مشتركة بين جميع مؤسسات الدولة ومكونات المجتمع، لضمان مستقبل مشرق وآمن للأردن في ظل قيادة هاشمية حكيمة ورؤية إصلاحية متجددة.
 
من جهته ثمّن العين الدكتور هايل عبيدات رمزية العاشر من حزيران، معتبراً إياه امتداداً لمعاني الثورة العربية الكبرى، التي فجّرها الشريف الحسين بن علي إيذاناً بالخلاص من الاستبداد والظلم والتهميش.
 
وقال عبيدات جاءت الثورة العربية الكبرى حاملة نفحات الكرامة الوطنية، ساعية للتحرر من التتريك ونهب الثروات، غير أن اتفاقية سايكس بيكو وأطماع الاستعمار قضت على الحلم الهاشمي بقيام الدولة العربية الواحدة.
 
وأضاف أنّ الجيش العربي المصطفوي تأسس على إرث الثورة، حاملاً رسالتها في التحرير والتوحيد، وواصل أداءه منذ نشأته دفاعًا عن الوطن ومقدساته، مرورًا بمعارك باب الواد واللطرون، وحتى الكرامة وتشرين، وصولاً إلى دوره الإنساني في غزة، حيث بادر الأردن إلى كسر الحصار وتقديم المساعدات.
 
وأشار عبيدات إلى أن مجلس الأعيان يضطلع بدور تكاملي مع مجلس النواب في صياغة السياسات العامة، واقتراح التشريعات، ومراقبة الأداء الحكومي، مشدداً على دعم المجلس للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية، بما يسهم في صون الاستقرار السياسي والاجتماعي وتعزيز الثقة بين المواطن والدولة.
 
واختتم حديثه قائلاً أن
 
القيادة الهاشمية والجيش العربي سيبقيان رمزيّة الكرامة وصمّام الأمان لهذا الوطن في ظل التحديات الإقليمية، ويتوجب علينا ترسيخ مفاهيم الولاء بالعمل، لا بالشعارات، والتمسك بالثوابت الوطنية في بناء المستقبل الأردني الآمن والمزدهر.
 
وأشار العين عمر عياصرة إلى أن الجيش الأردني لم يكن منذ نشأته مجرد قوة لحماية الحدود، بل كان حاملًا لمشروع وطني كبير، ارتكز على الدفاع عن الكرامة، وترسيخ السيادة، وتثبيت الاستقلال، مضيفًا أن الدور القومي والتاريخي للجيش العربي جعل منه نموذجًا فريدًا في الانضباط والولاء، وقوة مؤسساتية يحظى بإجماع شعبي لا يُضاهى.
 
ورأى أن التلاحم بين الأردنيين ومؤسسة الجيش يعود إلى الإيمان العميق بأن هذه المؤسسة فوق الخلافات السياسية، وتحظى برمزية خاصة في الضمير الوطني، وهو ما يفسر ذلك الارتباط العاطفي بين المواطن والجيش، الذي يتجلى يوميًا في تفاصيل الحياة العامة، بل وفي طقوس المدارس كل صباح. وشدد على أن هذا التقدير الشعبي العفوي نابع من سجل مشرّف للجيش في الحروب والدفاع عن فلسطين، وكذلك في مساهماته التنموية والاجتماعية داخل الوطن، مبينًا أن الجيش كان على الدوام حاضنًا للقيم، وملتزمًا بثوابت الدولة، ويقف بحزم أمام أي تهديد يمس استقرار الأردن أو وحدته.
 
وفي معرض حديثه عن العلاقة بين الجيش والقيادة، لفت عياصرة إلى أن الجيش العربي نشأ في كنف الهاشميين، واستمد شرعيته من شرعيتهم الدينية والتاريخية، موضحًا أن هذه العلاقة لم تكن علاقة سلطة بمؤسسة، بل علاقة وجود وتكامل. وتابع حديثه أن الدولة الأردنية بُنيت حول الجيش، لا فوقه، وهو ما يُفسر استمرار قوة الدولة رغم التحديات، وقدرتها على الصمود وسط إقليم مضطرب.
 
كما بيّن أن هذه المؤسسة العسكرية تُشكل حجر أساس في منظومة الأمن الوطني، ليس فقط من خلال الذراع الأمنية، بل بما تمثله من هيبة ونزاهة وانضباط. وأكد أن صورة الجندي الأردني في الداخل والخارج تعكس قيم الدولة ووجهها الحضاري، مشيرًا إلى أن التقدير العالمي للقوات المسلحة الأردنية ليس أمرًا عابرًا، بل ثمرة تراكمية لأداء متميز واحترافية عالية وسياسة خارجية حكيمة تعتمد على الاعتدال والالتزام بالقانون الدولي.
 
وفي سياق الحديث عن المؤسسات الوطنية الأخرى، نوّه العين عمر عياصرة بالدور المحوري الذي يؤديه مجلس الأعيان في تثبيت التوازن التشريعي وتعزيز الرقابة، مضيفًا أن المجلس يُسهم في ضبط الأداء السياسي ضمن أطر حكيمة، تضمن سلامة القرار وشرعيته، وتحد من الانفعالات التي قد تفرزها التحديات الإقليمية أو الأزمات الداخلية. وختم بالتشديد على أهمية تكامل المؤسسات، وعلى ضرورة الحفاظ على ما تم بناؤه من تماسك وطني، قائلاً إن الجيش ومجلس الأعيان ومجمل مؤسسات الدولة تمثل مظلة آمنة للجميع، ومصدرًا للثقة والاتزان في زمن تتعاظم فيه الفوضى من حولنا.
 
وفي سياق متصل، أعرب عدد من أعضاء مجلس النواب للرأي عن رؤاهم حول دلالات الثورة العربية الكبرى ودور الجيش العربي في تعزيز سيادة الأردن واستقراره، مساهمين بتصوراتهم في تكريس هذا الإرث الوطني.
 
قال النائب محمد يحيى المحارمة إن إحياء ذكرى الثورة العربية الكبرى يمثل أكثر من مجرد استذكار تاريخي؛ إنها محطة للتأمل في الجذور العميقة التي انبثقت منها الدولة الأردنية، والتي أسّست لمشروع نهضوي عربي قاده الشريف الحسين بن علي، قائم على قيم السيادة والكرامة والوحدة. وأكد أن الثورة شكّلت الإطار المرجعي لفكرة الدولة الحديثة، إذ مهّدت لولادة كيان سياسي يرتكز على هوية وطنية أصيلة وعلى مبادئ الحرية والعدالة والمساواة، وهي المبادئ التي ما زال الأردن متمسكًا بها في ظل قيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، الذي يواصل حمل رسالة الآباء المؤسسين.
 
وفي معرض حديثه عن الجيش العربي الأردني، أشار المحارمة إلى أن هذه المؤسسة لم تكن يومًا مجرد أداة عسكرية، بل كانت — ولا تزال — العمود الفقري لبناء الدولة ومنظومتها السيادية. فقد برهنت معركة الكرامة على أن الجيش الأردني ليس فقط قوة حماية، بل تجسيد فعلي لروح التضحية والعزيمة الوطنية، تحت راية القيادة الهاشمية. وأضاف أن مشاركات الجيش في مهام حفظ السلام الدولية هي انعكاس لالتزام الأردن برسالته الإنسانية والأممية، مما يرسّخ صورته كدولة سلام تحترم القيم الدولية وتدافع عن الأمن والاستقرار في الإقليم والعالم.
 
وحول دور مجلس النواب، بيّن المحارمة أن المجلس يمارس مسؤولياته الوطنية في دعم القوات المسلحة من خلال إقرار التشريعات والسياسات التي تعزز جاهزية الجيش وتدعم تطوره، إلى جانب الاهتمام بالبنية التحتية للقوات المسلحة وتكريم أفرادها وتحفيزهم. واعتبر أن ذلك جزء لا يتجزأ من عقد الولاء المتبادل بين الشعب وجيشه، مؤكّدًا أن دعم الجيش ليس مجرد واجب وطني، بل هو استثمار في أمن الأردن واستقراره.
 
وفي رسالة موجهة إلى شباب الأردن، دعا المحارمة الجيل الصاعد إلى أن يكون امتدادًا طبيعيًا لجيل الآباء والأجداد الذين شادوا هذا الوطن بالتضحيات. وقال إن كلمات جلالة الملك عبد الله الثاني: "لن نسمح لأحد باغتيال أحلامكم" يجب أن تكون خارطة طريق للشباب، الذين يُعوَّل عليهم في بناء المستقبل وصون المنجزات الوطنية. كما عبّر عن ثقته الكبيرة بدور سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني في دعم الشباب وتمكينهم، مشيرًا إلى أن الأردن اليوم بحاجة إلى وعي الشباب، وإلى عزيمتهم الصلبة التي تربط بين الماضي المجيد والمستقبل الواعد.
 
في حديثه لـ«الرأي»، أكد النائب معتز أبو رمان أن الثورة العربية الكبرى لم تكن حدثًا عابرًا في التاريخ العربي، بل مثلت نقطة تحوّل فارقة في مسار النهضة القومية، إذ أرست دعائم الدولة المستقلة، وأطلقت مشروعًا تحرريًا قادته الأسرة الهاشمية بإخلاص وإيمان راسخ. وأوضح أن هذه الثورة، بقيادة الشريف الحسين بن علي، شكّلت الشرارة التي مهدت لقيام الدولة الأردنية، ورسّخت في وجدان الأمة قيم العزة والكرامة والسيادة الوطنية.
 
وأشار أبو رمان إلى أن الجيش العربي كان وما يزال العمود الفقري للدولة، والحصن المنيع لكرامة الأردن وسيادته، منذ تأسيسه على يد المغفور له الملك عبد الله الأول، وحتى يومنا هذا. فقد خاض الجيش معارك البطولة في فلسطين، وخلّد في معركة الكرامة ملحمة وطنية شكلت منعطفًا في تاريخ الصراع، وأثبتت أن الأردن لا يساوم على كرامته.
 
وأكد النائب أن دعم القوات المسلحة يقع في صميم أولويات مجلس النواب، لا سيما لجنة العمل، التي تضع نصب عينيها تعزيز إمكانيات الجيش، وتحسين أوضاع منتسبيه، وإقرار التشريعات والموازنات التي تكفل استمرار دوره الوطني والأمني والإنساني. كما شدد على أهمية رعاية المتقاعدين العسكريين وأسر الشهداء، بوصفهم رموزًا للتضحية والعطاء.
 
وفي رسالة موجهة إلى شباب الأردن، قال أبو رمان إن الجيل الجديد هو الامتداد الطبيعي لرجال الثورة والكرامة، داعيًا إلى التمسك بالقيم الوطنية، والانخراط في مسيرة البناء والعمل المخلص، والاعتزاز بالهوية الأردنية، والاقتداء بروح الانضباط والتفاني التي يمثلها الجيش العربي. وختم أبو رمان قائلاً أن الوطن لا يُبنى بالشعارات، بل بالانتماء الصادق والاصطفاف خلف القيادة الهاشمية الراشدة.
 
كما أكدت النائب دينا البشير أن الثورة العربية الكبرى لم تكن مجرد محطة تاريخية، بل هي مشروع نهضوي رسّخ قيم السيادة والكرامة، وأسّس لولادة الدولة الأردنية الحديثة. وقالت
 
ما تحقق من إنجازات على مستوى الدولة الأردنية في مختلف المجالات هو امتداد لذلك المشروع الهاشمي الذي حمل رسالة الحرية والوحدة للأمة. واليوم، نرى الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني يواصل تلك المسيرة، مستندًا إلى وعي الشباب وإرادتهم، وإيمانهم بثوابت الوطن.
 
وأضافت البشير أن الثورة ما زالت تمثّل مصدر إلهام لكل من يؤمن بالعمل والبناء، ودورنا كمشرّعين أن نُعزز قيمها في وجدان الأجيال الصاعدة، من خلال التشريعات والمواقف الوطنية.
 
هكذا تحدّث من في يدهم صوت الشعب، ومن في ذمتهم ضمير الدولة... عن ثورةٍ لم تكن حدثًا عابرًا، بل بداية مسار، وعن جيشٍ لم يكن سلاحًا فقط، بل ضمير أمة.
 
وها نحن، في كل عام، لا نُحيي ذكرى بل نُجدد عهدًا... أن يبقى الأردن، كما أراده المؤسسون، وطنًا عربيًا حرًا، عصيًا على الانكسار، ومفتوحًا دومًا على الحلم.