Saturday 7th of June 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Jun-2025

المطلوب اجتثاث تنظيم مجرم يدير الدولة

 الغد-هآرتس

 
 
تسفي برئيل
 
 
 
عندما تعد غزة "تهديدا وجوديا" لدولة إسرائيل، حتى بعد سنتين تقريبا من حرب لم تنجح في إعادة جميع المخطوفين؛ وعندما الجنود يقتلون في الأزقة وآلاف من أصدقائهم يتعلمون، هل يستجيبون لأوامر التجنيد التي يتم إصدارها بالجملة وبكمية غير محتملة؛ وعندما عشرات آلاف الغزيين، بينهم آلاف الأطفال والنساء والشيوخ، يقتلون؛ وخطر تجويع جماعي يحلق فوق رأس مئات الآلاف الذين ما يزالون على قيد الحياة؛ وعندما يكون التهديد الحقيقي لإسرائيل، النووي الإيراني، يخضع للمفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، التي تم إبعاد إسرائيل عنها؛ وعندما دول أوروبية كثيرة تتعامل مع إسرائيل كدولة منبوذة، وبعضها فرضت عليها عقوبات؛ وعندما الشعارات الفارغة تعد بالنصر المطلق وتدمير حماس وإعادة المخطوفين، تسمع مثل الاغورة في صندوق؛ فان العمل الملح والوحيد المطلوب الآن هو أن يتم على الفور اجتثاث كل المنظمة الإجرامية التي تدير الدولة.
 
 
  الحديث يدور عن عصابة مبلورة ومطيعة، تعرض كل لحظة أمن الدولة ومكانتها الدولية للخطر، وتصم مواطنيها لأجيال بوصمة القتل الجماعي الفظيعة، الانتقام وعدم الشفقة.
 الحكومة تستند إلى حزام آمان برلماني ليس مجرد خاتم مطاطي لكل تهور يخطر ببالها هو شريك فعالة بالجريمة لأنه يمنح الحكومة العباءة الكاملة لتشريع شبه ديمقراطي، حسب النموذج البرلماني في تركيا، مصر، إيران، وروسيا، الذي فيه الديكتاتورية تتقنع كجسم يمثل رغبة الشعب. في كل واحدة من هذه الدول يتم إجراء انتخابات، ويوجد دستور يضمن بصوت كبير حقوق الإنسان، فصل السلطات، استقلالية السلطة القضائية، مكانة المرأة والطفل، وحتى أنه يحافظ على مكانة وأمن الأقليات الدينية والعرقية. في هذه الدول يوجد محيط يفصل بين الدستور وبين الواقع المخيف. إلى هناك بالضبط تتجه إسرائيل، التي فيها "السلطة التنفيذية" هي أيضا "السلطة التشريعية"، اللتان أعلنتا حرب منفلتة العقال على السلطة القضائية، إلى أن تتحول هي أيضا إلى جزء لا يتجزا من نظام الحكم. كل ذلك تفعله برعاية الحرب التي يجب أن تستمر إلى حين استكمال الانقلاب.
النجاح المجيد للديكتاتورية الإسرائيلية لا يكمن فقط في سلسلة القوانين الظالمة التي أصدرتها. انجازها الكبير يتمثل في انتاج وغرس الشعور بالخلود لاجهزة الحكم ومن يقف على رأسها. خيبة الامل والعجز والياس من احتمالية تحرير المخطوفين هي فقط عرض لنخر عميق ومزمن يتغذى على الاعتقاد بأن الصفحة التاريخية التي تجد البلاد نفسها فيها هي أبدية مثل "الحرب الأبدية" التي وعدنا بها في غزة.
المواطنون الصالحون ما يزالون يذهبون إلى الساحة في كل يوم سبت وهم يضعون الشريط الأصفر على ملابسهم. ولكن الان ليس إيمانا منهم بأنه توجد لدى الجمهور قدرة على صنع معجزة وإقناع الحكومة ورئيسها بإطلاق سراح المخطوفين، بل بسبب شعورهم بأنهم جزء من مجتمع ذاكرة آخذ في التلاشي. مجتمع الذي في أرشيفه المتخيل توجد دولة مختلفة، دولة انسانية، عقلانية وديمقراطية.
 هذا اعتراف كاذب وخطير، يفيد سلطة ديكتاتور ينشغل بلا توقف في تصفية الامل في التغيير، والآن هو يسجل نجاح. اذا كانت أشهر الحرب الاولى، ازاء قوة الفشل، عززت الاعتقاد بأن الحكومة لن تكمل ايامها، فانه الآن ايضا الانتخابات في 2026، الموعد الذي اعتبر في وقت ما امر لا يمكن تخيله، تبدا هذه الانتخابات وكأنها مشكوك فيها. الخطر يقتضي تجند فوري للجمهور وكل القوى السياسية التي هي ليست جزءا من السلطة من اجل اسقاطها. من المهم التذكر بان الانتظار إلى الموعد النهائي، وانتظار شخص بدون عيوب، مصنوع من الذهب الخالص، وانتظار ساحر يخلص الدولة من مخالب هذه الحكومة، هو سم حياتها والضمانة للقضاء على الامل.