Wednesday 21st of May 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-May-2025

بيبي ليس بحاجة لتحريض من سموتريتش وبن غفير فهو يفوقهما تطرفا

 الغد-هآرتس

بقلم: نحاميا شترسلر
 
الفترة القريبة المقبلة هي فترة حاسمة بالنسبة لمصير المخطوفين، حياة المقاتلين، الجوع في غزة ومكانتنا في العالم. الطرفان في الدوحة ينشران أخبارا كاذبة، وكل شيء قابل للتغير. هل ستتوصل إسرائيل وحماس إلى صفقة جزئية؟ هل هذه الصفقة ستؤدي فيما بعد إلى صفقة شاملة تؤدي إلى إنهاء الحرب؟ ما هي الحقيقة بشأن عملية "عربات جدعون"؟ هل الحديث يدور عن "امسكوني" أو عن خطة حقيقية لاحتلال القطاع؟ هل بنيامين نتنياهو فرض العملية على رئيس الأركان، الذي لا يريد احتلال غزة، وبالتأكيد لا يريد إقامة حكما عسكريا فيها؟ إذا دخلنا غزة كيف سنصمد أمام الضغط الدولي المتزايد؟. باختصار، ما الذي يقوم نتنياهو بحياكته؟.
 
 
أول من أمس شاهدت نقاشا حول هذا الموضوع بين مسؤولين كبيرين. الأول قال إن نتنياهو كالعادة سيتراجع في اللحظة الحاسمة ولن يحاول احتلال القطاع. هو سيتوجه إلى سموتريتش وبن غفير ويقول لهما: أنا كنت أريد الدخول بكل القوة، لكن ترامب منعني. فقد فرض الفيتو على العملية. هو يريد مني إنهاء الحرب، ونحن نعتمد على سلاحه. سموتريتش وبن غفير سيستمعان ويفهمان أنه لا يوجد مناص، وسيسمحان لنتنياهو بالتوقيع على اتفاق لإنهاء الحرب.
المتحدث الثاني يرد باستغراب: هل أصبت بالخرف؟ من أين جاءت موجة التفاؤل هذه؟ من الواضح أن سموتريتش وبن غفير سيعارضان أي اتفاق، الجزئي والشامل، الجدير وغير الجدير. الحديث يدور عن نماذج مسيحانية لا يولد فيها الواقع أي انطباع. ولأن نتنياهو يعرف أنه إذا وقع على اتفاق لإنهاء الحرب، فإنهما سينسحبان وستسقط الحكومة، فإنه لن يوقع في أي يوم والحرب ستستمر.
استمعت إليهما وفكرت: هما مخطئان، عالقان في الماضي، لم ينتبها إلى أن نتنياهو قد قام بتغيير القرص.
فهو يعرف في أعماقه بأنه المسؤول الرئيسي عن مذبحة 7 تشرين الأول (أكتوبر)، ليس فقط بسبب أنه رئيس الحكومة، بل لأنه أبو المفهوم المجنون الذي يقول "حماس مرتدعة"، وهو يعرف أنه المذنب الرئيسي في سياسة "احتواء" حماس، ناهيك عن الحديث عن كونه مجند الأموال الرئيسي لها.
وهو حتى يعرف أنه فشل في إدارة الحرب، وأن عدم شجاعته وتأجيله اللانهائي أديا إلى تورطنا في أطول حرب في تاريخنا، مع الكثير من القتلى وتدمير المستوطنات وضربة اقتصادية قاسية وتحولنا إلى دولة منبوذة. وهو يعرف أيضا أن كل أهدافه لن تتحقق، سواء تدمير حماس أو إعادة المخطوفين أو حكم بديل في غزة. هو يدرك جيدا أن هذا بالضبط ما سيكتب عنه في كتب التاريخ. وهو لا يمكنه التعايش مع ذلك. هو يشعر أنه الآن هو الوقت المناسب ليبني لنفسه إرثا جديدا، هزيمة حماس. لا اتفاق، الذي يشكل تسوية قسرية، بل استخدام قوة الجيش الإسرائيلي لهزيمة حادة وواضحة لهذه المنظمة.
بيبي ليس بحاجة إلى أي إنذار من سموتريتش وبن غفير. فهو أكثر تطرفا منهما.
هو يريد الآن احتلال القطاع والتسبب بتدمير وموت كبيرين جدا، إلى درجة أن حماس سترفع يدها وستوافق على إطلاق سراح جميع المخطوفين ونزع السلاح من القطاع وإقامة نظام جديد والخروج إلى المنفى في قافلة طويلة مع راية بيضاء ترفرف عليها. كشخص يعرف الرأي العام، هو يؤمن بأن راية بيضاء كبيرة ستقوم بالمهمة. فهي ستشطب كل إخفاقاته وستحوله من خاسر إلى رابح في صفحات التاريخ.
المشكلة الوحيدة هي أن نتنياهو لا يمكنه إجبار حماس على رفع الراية البيضاء. فهي لا تستسلم بسهولة.
إضافة إلى ذلك الدخول البري المكثف إلى غزة هو شرك قاتل. احتلال القطاع سيكلف حياة الكثير من الجنود وحياة المخطوفين، وحكم عسكري في غزة سيجعلنا نستيقظ كل صباح على الكلمات الصادمة "لقد سمح بالنشر".
 لذلك، نتنياهو لا يمكنه تغيير مكانه في التاريخ. هو لن ينجح في محو وصمة العار المنقوشة على جبينه: الشخص الأكثر حقارة في تاريخ الشعب اليهودي.