الغد
هآرتس
اوري مسغاف
مع مرور ثلاثين سنة على قتل رابين، وانتهاء أسبوع آخر فظيع من التحريض والهستيريا مثلما في الأيام الجيدة، يجب علينا اخراج رأسنا من المياه، والبحث عن ضوء في نهاية النفق المظلم. المسار هو الخيال الموجه: رسم صورة محتملة للنصر، بعد ذلك استنباط ما يلزم لتحقيقه. هندسة عكسية اذا استعرنا مصطلح من مجال الصناعة.
هاكم صورة النصر الوحيدة التي يمكن تخيلها في الظروف السياسية والاجتماعية الحالية في إسرائيل: انتخابات، وبعد ذلك على الفور تشكيل حكومة جديدة. نفتالي بينيت رئيسا للحكومة، غادي ايزنكوت وزيرا للدفاع، يئير لبيد وزيرا للخارجية، افيغدور ليبرمان وزيرا للمالية، يئير غولان وزيرا للامن الداخلي، نعمه لزيمي وزيرة للتعليم، تسيبي لفني وزيرة للعدل، عيناف تسانغاوكر وزيرة للداخلية، شكما بارسلر وزيرة للعلوم والابتكار، جلعاد كريب وزيرا للاديان، ميراف بن آري وزيرة للمساواة الاجتماعية، حيلي تروفر وزيرا للثقافة والرياضة. هل توافقون على ذلك؟
هذه الحكومة ستشكل لجنة تحقيق رسمية للتحقيق في كارثة 7 أكتوبر، وتقييد ولاية رئيس الحكومة، ومنع اشخاص تمت ادانتهم واتهامهم بمخالفات جنائية من الترشح للانتخابات. هي ستقود خطة خماسية لترميم الجيش الإسرائيلي وإعادة بناء الشرطة ومصلحة السجون، والاعلان عن جهود وطنية لمكافحة الجريمة، الإهمال والتمييز ضد المجتمع العربي في إسرائيل. هي ستجد وتحدد طرق لفرض واجب التجنيد أو الخدمة الوطنية والمدنية على اكبر عدد من شباب الدولة. بمساعدة الأميركيين والأوروبيين والدول الإسلامية المعتدلة ستجدد، بحذر ومسؤولية، العمل السياسي على حساب الإدمان على استخدام القوة والقوة الزائدة وفقط القوة.
من اجل حدوث ذلك يجب على الكتلة التي تمتد من بينيت وحتى الديمقراطيين ان تحقق في الانتخابات على الأقل 21 مقعدا، ويفضل ان يكون 64. راعم ستؤيد من الخارج. وبعد ذلك يمكن فحص توسيع الصفوف بواسطة صيغة معتدلة لشاس أو أجزاء منها، موشيه أربيل هو موظف عام ممتاز، ومن كانوا في شاس مثل يغئيل غويتا أو الحاخام الحنان دنينو وامثالهم، جديرون بان يكونوا جزء في حكومة الإصلاح والترميم الإسرائيلية.
هل هذا يمكن ان يحدث؟ انا لا اعرف. انا بالتأكيد لا اثق بالاستطلاعات. وفي كل الحالات، لم اكن لاصدق توقعات مبتذلة. لانه قبل عقد اعتقدت انه حتى هرتسوغ يمكنه ان يفوز على نتنياهو. وبعد الغزو والمذبحة ظهر لي انه من المنطقي ان الحكومة التي أدت الى مثل هذا الدمار سيتم رميها في مزبلة التاريخ. غانتس الخاسر وساعر المخادع كانت توجد لهما خطط مختلفة.
باختصار، ليس لدي أي فكرة اذا كان هناك أي فرصة. ولكن لان هذا في كل الحالات الخيار الوحيد لإنقاذ إسرائيل فمن الجدير اشتقاق منه بأثر رجعي ما يجب ان يحدث من اجل تهيئة الظروف: أولا، توحيد القوى. هناك توحيد ضروري موجود خلفنا، توحيد ميرتس وحزب العمل، الذي بسبب رفض ميراف ميخائيلي للسماح بذلك، تشكلت قبل ثلاث سنوات حكومة نتنياهو – بن غفير. الان مطلوب زرع لدى بينيت رجال يمين عقلاني ورسمي مثل يوعز هندل وحيلي تروفر، والعثور على صيغة تمكن لبيد وايزنكوت من التنافس معا. لا توجد الان أي حلول لمشكلة غانتس. وقد بقي فقط الامل بأن لا يكون لديه مصوتين.
الامر الثاني هو مهمة، التي على معسكر اليسار في إسرائيل، اخذها على عاتقه، رغم انها تعارض طبيعته، وهي الهدوء قليلا. بعد ذلك تهدئة المخاوف، الانقسام، التطهر، التشاؤم واليأس. لا يجب تسمية بينيت مسيحاني وليبرلمان عنصري ولبيد فاشي وايزنكوت عسكري. هم ليسوا كذلك، هم ببساطة اشخاص يفكرون بطريقة مختلفة عنا بشان بعض المواضيع والقضايا، هم غير كاملين، الوضع بعيد عن ان يكون مثالي – هذه هي الفرصة الوحيدة (والأخيرة) لإنقاذ هذا المكان. الخيار الثاني هو المواصلة مع نتنياهو والكهانية والاصولية. النصر هو الامر الوحيد المهم. احضروا ذلك اليوم.