Saturday 31st of May 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-May-2025

درس في الوطنية في سجون غزة

 الغد-هآرتس

 
 
بقلم: تسفي برئيل  28/5/2025
 
 
 
أخيرا، كشف عن الهدف الحقيقي للحرب. "مصادر عسكرية" تقدر بأنه خلال شهرين ستسيطر 5 فرق على 75 % من أراضي القطاع. ولأن هذه السيطرة لن تكون على "مناطق فارغة" لا يوجد فيها أناس، فقد وضع من أجلها برنامج عمل منظم: ستتم إقامة ثمانية مراكز لتوزيع المواد الغذائية تخدم مليوني مواطن، والسكان سيتم تجميعهم في ثلاث مناطق في وسط القطاع.
 
 
في الواقع، لا يوجد يقين بأن المخطوفين سيتم العثور عليهم في هذه الـ75 %، حيث إن الجيش الإسرائيلي وعد بأنه لن يعمل في مناطق يمكن أن يكون فيها مخطوفون وأن كل الأمر سيتم بتنسيق مع هيئة تحرير المخطوفين. ولكن في الأصل هم لن يكونوا مهمين بعد أن زادوا إسهامهم وأعطونا الـ75 % في إطار صفقة "المناطق مقابل المخطوفين". الجيد في هذه الخطة هو أنه سيبقى 25 % التي ستبرر استمرار الحرب. كي لا نتعود. هذا تنبؤ مشجع يمكن أن يروي تطلعات الشعب المتعطش للانتقام.
بدلا من قتل كل يوم بضع عشرات أو مئات الأشخاص، وتدمير مستشفى آخر ومدرسة أخرى، ومواجهة الرأي المحلي والعالمي، ومواجهة مسائل ملحة مثل الأخلاق والعدالة وعيناف تسنغاوكر والمحكمة الدولية -احتلال القطاع سيرد على كل ذلك. هو سيعطينا اليقين المأمول الذي ينقصنا، الذي من دونه تطور الشعور بالانفصال والمؤقتية وعدم الأفق. بمجرد أن تصبح 75 %، الأغلبية المطلقة بكل المقاييس، "لنا"، نحن لن نسأل بعد الآن: الى متى؟ الرد الحاسم سيكون "الى الأبد".
"75 %" ستصبح مفهوما جغرافيا وطنيا، مثل "الضفة الغربية" أو "غور الأردن" أو "القدس الموحدة". في مثل هذا الواقع، سيتسنى لنا التخطيط للمستقبل وبناء روتين مستقر وطبيعي، من دون مفاجآت أو إزعاج أو توقعات بفترات أفضل، لأن هذه ستكون أوقاتا سعيدة. الرجال في سن القتال سيدخلون الى روتين مرحب به، الذي فيه سيرتدون الزي العسكري لستة أشهر، والأطفال سيتعودون على العيش مع أب عابر، والحريديون لن يخشوا التجنيد الإلزامي. فقد أثبت الجيش القدرة على احتلال القطاع من دونهم حتى، وسيتم فتح نافذة فرص مع مليوني زبون جديد لرجال الأعمال الإسرائيليين، خصوصا تجار المواد الغذائية وصانعي الخيام.
وزارة السياحة ستشجع وكلاء السفر والمرشدين على إحضار زوار الى مواقع تراث المعارك، هذه المرة ليس في بلدات غلاف غزة، الذين فشلوا في الدفاع عن أنفسهم ولطخوا تراث الشجاعة والبطولة للشعب اليهودي، بل في أرجاء القطاع. هذا سيكون المشروع الرئيسي لوزير التعليم يوآف كيش، الذي بالتأكيد ينشغل الآن في محاولة لصياغة كتب التعليم التي ستتحدث عن بطولة الجنود الذين جلبوا النصر الأكبر على الـ75 %. المدارس ستجبر على إرسال الطلاب الى القطاع لمشاهدة كيف تعالج إسرائيل بشكل جيد المليوني غزي الذين يعيشون بهدوء في معسكرات ضخمة. المعلمون الذين اجتازوا دورات الاستكمال بشأن غزة سينسقون الزيارات مع مواعيد إطعام الغزيين، عند دخول شاحنات المساعدات الإنسانية، وسيشجعون الطلاب على تقليد طريقة الاصطفاف المنظمة للحصول على الغذاء، المعلمون سيتفاخرون بأنه صحيح أن الترويض استغرق وقتا وأحيانا كنا مضطرين لاستخدام القوة، لأن الأمر يتعلق بترويض حيوانات بشرية، لكن انظروا الى النتيجة. أحد الطلاب سيسأل: هل يمكن رمي الطعام عليهم؟ هل يأكلون البامبا؟. "حتى الآن لا"، سترد المعلمة، "محظور أن يتعودوا على طعامنا، لأن ذلك قد يقتلهم".
سيكون بالإمكان أيضا وقف "البث الخاص" في قنوات التلفزيون لتفكيك جلسات الحوار المملة والعودة الى جدول البث في أيام السلام المعتادة، عن الهجمات العادية. ولن يعرض في قنوات البث بين حين وآخر فيلم "منطقة الاهتمام"، الذي يروي عن الحياة الجميلة التي عاشها الناس قرب معسكر التجميع.