الغد-إسرائيل هيوم
بقلم: شيريت افيتان كوهن
إذن لم يعد هذا بايدن الذي بسببه دخلت المساعدات إلى حماس على مدى سنة ونصف. ولا غالنت، وهرتسي هليفي، والنائبة العسكرية العامة.
إذ في لحظة مثل هذه -حين يكون وزير الدفاع هو اليد اليمنى لنتنياهو، ورئيس أركان هجومي تعين حديثا وهو مطواع للحكومة القائمة – يتخذ فيها قرار في الكابنت بإدخال شاحنات مؤن إلى غزة على طريقة "ضريبة لحماس" نفهم أن المعاذير انتهت.
وهذه المرة، بلا شك، يدور الحديث عن سلوك الكابنت ورئيسه نتنياهو، الذي كان ببساطة جر أرجل. وزراء في الكابينت، ممن ليسوا مشبوهين بميول يسارية، حذروا في أحاديث معي قبل أسابيع طويلة من الوصول إلى هذه النقطة الزمنية.
كيف بدأ هذا؟ قبل شهرين ونصف قرر الكابنت وقف التموين لغزة، لأجل الضغط على حماس كي توافق على صفقة. منذ هذه اللحظة بدأت ساعة رمل المساعدات تحدد اللحظة التي تتوقف فيها. منسق أعمال الحكومة في المناطق أطلع الوزراء على أنه بعد كذا وكذا أسابيع ستنفد المساعدات وينبغي الاستعداد لـ"جوع" في غزة.
كما أن زيارة ترامب إلى المنطقة الأسبوع الماضي كانت حدثا معروفا ومتوقعا. هذان الإثنان معا – انتهاء المساعدات في غزة، إلى جانب العناق الحار الذي تلقاه ترامب من الإمارات – أديا إلى تحقق توقع أولئك الوزراء: الضغط السياسي دفعنا لخطوات لم نخطط لها ولم نرغب فيها.
وماذا فعل نتنياهو والكابنت؟ بعبارة واحدة: لا شيء.
بيد واحدة أداروا بكسل حملة "بأس وسيف" وفي اليد الثانية أداروا محادثات لإعادة المخطوفين، فشلت هي الأخرى. لماذا؟ لأنهم في حماس أيضا فهموا الخدعة: إذا لم يكن ضغط عسكري فلا مخطوفين. قبل ثلاثة أسابيع فقط طلبت من الكابينت ساعة الرمل إياها وانضغطوا بخطة المساعدات البديلة بعد أن أعلن رئيس الأركان أن جنود الجيش لن يوزعوا المساعدات. هكذا حلت مشاكل أخيرة للخطة الأميركية الإسرائيلية إياها، وأساسا بضغط من الوزير سموتريتش، الذي لم يبادر فقط إلى تغيير توزيع المساعدات، بل حاول أن يحرك هذه الخطوة حيال جهاز أمن متجمد.
وزير الدفاع كاتس، ووزير المالية سموتريتش وبالطبع نتنياهو أعلنوا أنه يوجد حل. المساعدات ستدخل إلى القطاع بشكل لا يقع في أيدي حماس. لكن هذه البيانات أيضا كانت منقطعة عن ساعة الرمل.
من ضغط من خلف الكواليس لإدخال المساعدات بالشكل الذي مارسه أخيرا نتنياهو والكابنت كانوا أعضاء كونغرس جمهوريون وبالطبع ترامب نفسه. ما كان يفترض بهذا أن يفاجئ أحدا. كان هناك من رأوا هذا يأتي. وهم ليسوا أنبياء بل ببساطة حللوا بشكل صائب الضغط السياسي وعرفوا بميل نتنياهو لجر الأرجل.
شدة النقد في القاعدة اليمنية ما كان يفترض أن تفاجئ نتنياهو أو سموتريتش، اللذين يشرحان القرار في محاولة منع التصعيد السياسي ضدنا. كله صحيح لكن كان يمكن أيضا خلاف ذلك. هذا أيضا بدأ ناخبو اليمين يفهمونه في اليوم الماضي.