الراي - كامل ابراهيم
شن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأربعاء، حملة مداهمات واقتحامات واسعة طالت مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، تخللها دهم منازل وتفتيشها، واحتجاز السكان لساعات وإخضاعهم لتحقيقات ميدانية، إلى جانب اعتقال عشرات الفلسطينيين وتحويلهم للتحقيق لدى أجهزة استخبارات الاحتلال.
وأصيب 4 فلسطينيين بجروح وصفت حالة أحدهم بالخطيرة برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، أثناء اقتحامها لمدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة.
وأفاد مدير مركز الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر بنابلس، عميد أحمد، بأن طواقم الإسعاف تعاملت مع 4 إصابات بالرصاص الحي خلال اقتحام مدينة نابلس، إحداها بالصدر والثانية بالركبة، والثالثة شظايا رصاص، والأخيرة شظايا بالرأس.
وفي التفاصيل، فإن عددا من دوريات الاحتلال اقتحمت مدينة نابلس، وداهمت حارة العقبة في البلدة القديمة وسط انتشار واسع في محيط حي راس العين، وداخل خان التجار في البلدة وفي محيط دوار الشهداء ومدرسة الفاطمية، وسط اندلاع مواجهات في المنطقة، وإطلاق كثيف للرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع والصوت.
في محافظة سلفيت شمالي الضفة، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة دير استيا شمال غرب المدينة واعتقلت سبعة فلسطينيين، بينهم أب ونجله.
وفي نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال قرية كفر قليل جنوب المدينة واعتقلت الشاب ساري منصور عقب مداهمة منزل عائلته، كما اقتحمت وسط مدينة نابلس والبلدة القديمة. كما داهمت قرية حارس شمال سلفيت واعتقلت ستة آخرين، من بينهم الشيخ عمر سمارة رئيس مجلس القرية. وشملت الاقتحامات عشرات المنازل في سلفيت، حيث جرى تخريب محتوياتها والتنكيل بسكانها بعد احتجازهم لساعات. أما في جنين، فقد اقتحمت قوات الاحتلال أحياء الشرقي وامراح وخروبة، ونفذت حملة اعتقالات واسعة. وعُرف من بين المعتقلين: موسى نافز جلاد، الشيخ ناصر أبو زيد، مصعب أبو ج?هور، لؤي فرحان السعدي، معتز الزرعيني، يوسف خليل سليط (الخبيزة)، عز البدوية، مؤمن السباعنة، سليمان الصباح، يزن سليمان الصباح، ونضال عبد الهادي.
وأقدم مستوطنون إسرائيليون، أمس الأربعاء، على حرق عدد من المركبات الفلسطينية في قرية عين يبرود شمال شرق رام الله بالضفة الغربية المحتلة. كما خطوا كتابات عنصرية وكراهية على جدران المباني، تضمنت عبارات مثل: «كفى اضطهادا لليهود»، و«آفي بلوط، لا تعبث - تحيات كتائب الملك داود».
ووفقا لمصادر فلسطينية محلية، اقتحم المستوطنون القرية في ساعة مبكرة من الفجر، وأحرقوا المركبات المركونة أمام المنازل، وخطوا شعارات عنصرية ضد الفلسطينيين.
كما وخطوا شعارات وجهت إلى قائد المنطقة الوسطى في الجيش الإسرائيلي، اللواء آفي بلوط، برسائل تقول: «آفي بلوط، لا تتعامل معنا - تحيات كتائب الملك داود»، في إشارة إلى «شبيبة التلال» التي تتبنى المسؤولية عن الاعتداءات التي تنفذها جماعات المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وأظهرت بيانات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أن المستوطنين وقوات الاحتلال نفذوا خلال شهر تشرين الثاني الماضي 2144 اعتداء، منها 1523 نفذها الجيش و621 نفذها المستوطنون.
وتركزت مجمل الاعتداءات في محافظات: رام الله والبيرة بـ 360 اعتداء، والخليل بـ 348، وبيت لحم بـ 342، ونابلس بـ 334 اعتداء.
وفي جنوبي الضفة، اعتقلت قوات الاحتلال الأسير المحرر حسن الورديان ونجله أسيد من منزلهما في بيت لحم، إضافة إلى اعتقال الشاب أحمد عطا الهريمي من حارة عواد في المدينة.
كما اقتحمت قوات كبيرة مخيم العروب شمال الخليل، وفتشت عددًا من المنازل، واعتقلت الشاب محمد أمجد الحليقاوي بعد دهم منزل عائلته.
وبحسب بيان مشترك لمؤسسات الأسرى، يبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال نحو 9300 أسير، معظمهم من الموقوفين والمعتقلين إداريا، دون احتساب المحتجزين في معسكرات جيش الاحتلال.
وأوضح البيان أن عدد الأسرى المحكومين يصل إلى 1254 أسيرا، فيما يبلغ عدد الأسيرات 51 أسيرة، بينهن طفلتان. وفي القدس المحتلة، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، منشأة سكنية للمقدسي سامر الأعرج عند المدخل الشرقي لبلدة السواحرة جنوب شرق القدس، بينما اقتعلت ودمرت مئات أشجار الزيتون قرب قلقيلية، ومستوطنون يشرعون بتسييج أراضي الأهالي ومحاصرة مساكنهم في خربة الحديدية بالأغوار الشمالية.
وهدمت جرافات جيش الاحتلال أمس الأربعاء، منزل في بلدة بدو، شمالي غرب مدينة القدس المحتلة.
وقالت مصادر محلية، إن قوات الاحتلال تُرافقها جرافة دهمت بلدة بدو وحاصرت منزلًا لأحد المواطنين وشرعت بهدمه، تزامنًا مع منع الوصول إلى منطقة الهدم.
ونفذت قوات الاحتلال، خلال تشرين الثاني الماضي، 27 عملية هدم وتجريف للمنشآت والممتلكات الفلسطينية بالقدس، من بينها 5 عمليات هدم ذاتي، و21 عملية هدم نفّذتها آليات بلدية الاحتلال وقواتها، إلى جانب عملية تجريف واحدة طالت أرضا مقدسية.
وفي الضفة الغربية، دمرت واقتلعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأربعاء، قرابة الـ 300 شجرة مثمرة، قرب المدخل الشرقي لمدينة قلقيلية، شمالي الضفة.
وأفاد مدير مديرية زراعة قلقيلية، أحمد عيد، بأن عمليات التجريف طالت ما لا يقل عن 6 دونمات مزروعة بأشجار مثمرة. وأوضح عيد: «جرى حتى الآن اقتلاع وتدمير 120 شجرة جوافة، و100 شجرة زيتون، و39 شجرة مانجا، و30 شجرة أفوكادو».
ونوه إلى أن أعمال التجريف الإسرائيلية دمرت خط مياه رئيسي بقطر 6 إنش، يغذي الأراضي المزروعة، بالإضافة لإلحاق أضرار بالسياج المحيط بالأراضي. واستطرد: «الأراضي المتضررة تعود ملكيتها لعدد من المزارعين، غالبيتهم من عائلة خليف من بلدتي عزون والنبي إلياس شرق قلقيلية، ما ألحق خسائر كبيرة بالمزارعين وهدد مصدر رزقهم». وصرح بأن «عمليات التجريف بدأت منذ نحو شهر ونصف، وطالت عدة مواقع تمتد في الجهات الشرقية والجنوبية والغربية لمحيط المعسكر المقام على مدخل قلقيلية الشرقي».
ولفت النظر إلى أن الاحتلال يريد تأمين موقعه العسكري على حساب أراضي المواطنين الزراعية، وبمسافة تقدر بنحو 50 مترا من جميع الجهات.