Tuesday 1st of July 2025 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-Jul-2025

محاكمة نتنياهو تنهار

 الغد

هآرتس
بقلم: يوسي فيرتر
 
يجب الاعتراف، سواء بحزن أو بسرور، بأن محاكمة نتنياهو آخذة في التلاشي أمام أنظارنا. لم يعد من الواضح إذا كان يوجد لها أي فائدة. هذه المحاكمة تحولت إلى نكتة، أيضا في السابق هي لم تتميز بجدية كبيرة. هيئة القضاء صادقت أمس على تأجيل المحاكمة لأسبوع. وفي الأسبوع المقبل سنرى ماذا سيحدث. وفي الأسبوع الذي بعده المتهم رقم واحد بصفته رئيس الحكومة، يخطط للذهاب إلى صديقه دونالد ترامب الذي بالتأكيد سيقول بصوته ما غرد به حتى الآن ضد المحاكمة وجهاز القضاء في أسرائيل.
 
 
 بعد لحظة على عودة الزوجين القيصاريين من رحلة نهاية الأسبوع، ستذهب المحكمة إلى إجازة حتى 5 أيلول المقبل، وفي الأسبوعين التاليين بعد ذلك سندخل إلى شهر الأعياد. لذلك، يصعب التشكك ليس فقط بطلب التأجيل الذي قدمه نتنياهو، بل بالصورة التي تمت فيها معالجة هذا الطلب مثل كل محاكمته. طلب أول ليس له مضمون حقيقي، الذي كان من الواضح انه سيرفض. طلب ثاني الذي هو أيضا غير مقنع، وبعد ذلك جاء الاحتفال السوقي مع رئيس شعبة الاستخبارات ورئيس الموساد. يصعب أيضا استبعاد اسئلة بخصوص تشكيلة القضاة الذين سلوكهم الجبان هو من الأمور المشهورة، وشوهوا بأيديهم مفهوم "المساواة أمام القانون".
 من المحتمل أن يكون ما فعله ترامب هو القشة الأخيرة، قبل لحظة من سحق ما بقي من احترام للمحكمة بشكل نهائي، التي جعلتهم يشددون التعامل مع المتهم. في الأسبوع الأخير شكر نتنياهو ترامب على المنشورات الداعمة له، بما في ذلك المنشور الثاني الذي صدر أمس والذي ظهر فيه تهديد مفهوم ضمنا لتعليق المساعدات العسكرية إذا لم يتم إلغاء المحاكمة. في الانتخابات الأخيرة نتنياهو وعد بإعادة الكرامة الوطنية لإسرائيل. في الفترة الأخيرة تحت قيادته اسرائيل تظهر كدولة محمية وهو يظهر مثل الكسندر لوكاشنكو إلى جانب فلادمير بوتين. الغاءه كان مستخذيا بشكل مطلق.
 القضاة الثلاثة الذين بالغوا في كل ما يمكن إعطاؤه للمتهم، أدركوا مع مرور الوقت انه في معظم الأحيان يستهزئون بهم. هم ليس لديهم أي ثقة بالزبون، الذي ذات مرة اخبرهم بجدول أعمال دراماتيكي، ولكن حينئذ اكتشفوا أن هذه الدراما هي مجرد فرصة لالتقاط الصور في جبل الشيخ. فقط بسبب ظهور لاعبي التعزيز دادي برنياع والجنرال شلومو بندر القضاة اقتنعوا جزئيا. عدم الثقة هذا في كل ما يحاول نتنياهو بيعه لم يولد أمس، بل بني طبقة فوق طبقة في عشرات الساعات التي قدم فيها شهادته، التي في معظمها كانت في التحقيق الأولي، الذي فيه أدرك القضاة رفقه فيلدمان وموشيه بار عام وعوديد شاحم مع من يتعاملون. من يكذب بوقاحة وبشكل فظ في قضايا مدعومة بجبال من الأدلة لن يتردد في أن يكذب أيضا في مواضيع تتعلق بالأمن الوطني. عليه فقط لا يمكن الاعتماد.
 كبير المتهمين اخبرنا طوال سنين عن توقه الشديد للصعود وتقديم شهادته من اجل "تدمير الملفات التي تمت حياكتها ضده". منذ ذلك الحين المحاكمة بدأت، ولم يكن هناك أي تلاعب أو خداع لم يتم استخدامها بهدف إطالة المحاكمة، إلغاء وتأجيل وتدمير النقاشات خشية التحقيق المضاد. من غير المستغرب انه عندما ازدادت الضائقة والهاوية ظهرت قريبة تم إلقاء إلى الساحة سلاح غير تقليدي، على شكل الرئيس الأميركي الذي بمقت جهاز القضاء في بلاده، بما في ذلك أي منظومة قضاء مستقلة ومساواتية. في التغريدة الأخيرة قال ترامب إن وجود نتنياهو "في محاكمة على لا شيء" يؤخر عودة المخطوفين. هذا ادعاء الذي حتى درايفوس خاصتنا لم يتجرأ على قوله حتى الآن، لأنه يبدو أيضا أن لصهيونيته حدود. بالعكس، هو يتفاخر مرة تلو الأخرى "أنا قمت بإعادة هذا العدد أو ذاك من المخطوفين" (205 في الاحصاء الأخير، 148 منهم على قيد الحياة).
ربط المخطوفين والحرب في غزة، التي جبت أمس القتيل العشرين منذ بداية الشهر الحالي، بالمحاكمة، هذه بهارات ترامبية. اتباع رئيس الحكومة سارعوا إلى استغلاله. حملة السم تعززت بادعاء آخر وهو أن الدولة العميقة هي المذنبة في أن الخمسين مخطوف لم تتم إعادتهم حتى الآن. نتنياهو لم يتأخر في القفز على العربة. في الفيلم الذي تم تصويره في مقر الشباك في المنطقة الجنوبية (كيف لا يخجل من أن يذهب إلى هناك بعد كل القذارة التي ألقاها على هذا الجهاز)، وضع هدف إعادة المخطوفين على سلم الأولويات، وهذا يتساوق مع نص ترامب. البيبيون دخلوا في غيبوبة: لماذا استقبل تدخل الرئيس الأميركي جو بايدن ضد الانقلاب النظامي بالمباركة في اليسار، في حين أن ترامب يحظى بمعاملة مختلفة.
إدارة بايدن نظرت بقلق إلى تحطم المجتمع الإسرائيلي، والاضرار الكبير بـ "القيم المشتركة" الموجودة في أساس الحلف القوي بين الدولتين، وإضعاف الردع الأمني وتآكل أسس الاقتصاد ومكانة إسرائيل الدولة. أمام أنظار جو بايدن كان هناك الخطر الذي سيحدثه الانقلاب النظامي لأمن إسرائيل، كما حذر الاحتجاج وكل من له عيون في رأسه.
"الرئيس الصهيوني الأخير" تجند لإنقاذ إسرائيل من التفكك. ترامب في المقابل، تم تجنيده لإنقاذ بيبي من التفكك على منصة الشهادات. هكذا يفضل أن يتوقف من دخلوا في حالة غيبوبة في الاستوديوهات عن محاولة تزوير تشابه اعوج آخر. وهم بالمناسبة نفس الأشخاص الذين يسمون إرهاب المستوطنين الذي بدأ يرفع رأسه في الضفة بالقاب مخففة خلافا للقانون، ويطالبون بالتحقيق مع جنود الجيش الإسرائيلي الذين اطلقوا النار دفاعا عن النفس.