Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    05-Aug-2020

اهتياج أخبار الجاج*ابراهيم عبدالمجيد القيسي

 الدستور

عشية العيد وأثناءه؛ سالت سيول العبثية فوق خشبة المسرح العامة، وكلكم تعلمون حجم الهبوط والتلذذ بالعبث وتدمير الثقة على تلك الخشبة، بعد أن طفق القوم يفعلون ما يجيدون فعله، على خلفية أخبار التسمم الغذائي الذي حدث في بعض مطاعم الوجبات السريعة في منطقة عين الباشا التابعة للبلقاء.
حيث توفى الى رحمة الله شخصان من أصل مئات تعرضوا للتسمم الغذائي حسب تلك الأخبار، وهاجت تعليقات بل تحليقات بعد تسريب خطاب كان الاتحاد النوعي للدواجن قد كتبه لرئيس الوزراء، وهو كتاب يمثل خطابا بالنسبة للاتحاد النوعي للدواجن، فهو اتحاد يجمع كثيرا من مزارعي الدواجن، وهذا القطاع الاستثماري الزراعي الأردني الكبير، الذي يلامس عتبات الاكتفاء الذاتي من هذا المنتج المحلي الزراعي، كل خطابه وكتبه ملتزمة بحماية مهنتهم ومزارعيهم واستثماراتهم، وأكثر ما يتحدثون عنه هو الاستيراد من الخارج، حيث يفعل الاتحاد وأعضاؤه كل ما يسعهم، لتقليل الاستيراد من لحوم الدواجن المجمدة والتي تستخدمها المصانع والمطاعم لتحضير وجباتها المختلفة ومن بينها (الشاورما) .
تتحدث الوثيقة المسربة عن منع وزارة الزراعة استيراد لحوم دجاج من اوكرانيا مطلع العام، وهو واجبها ودورها في حال تعرض أي منتج زراعي مستورد لإصابة وبائية، حيث نشرت احدى المنظمات المختصة Ole مطلع هذا العام 18 كانون ثاني، اكتشاف حالة واحدة من الاصابة بإنفلونزا الطيور في أوكرانيا، وامتنعت الدول وأوكرانيا نفسها عن تناول الدجاج، وقاموا بالتخلص من كل طيورهم (120 الف جاجة) في تلك المنطقة، وتم حل المشكلة تماما منذ آذار، فهي دولة تهتم بسمعتها وبصحة مواطنيها ولا يوجد دول لا سيما في منطقتنا يمكنها المزايدة على اوكرانيا في حماية منتجاتها وصحة مواطنيها، ورغم انتهاء المشكلة في أوكرانيا وإعلان المنظمة العالمية للصحة الحيوانية المختصة انتهاء الخطر آذار الماضي، إلا أن وزارة الزراعة ما زالت تمنع استيراد لحوم الدواجن منها حتى اليوم!.
الحديث يجري عن لحوم دواجن مستوردة من اوكرانيا قبل ظهور (حالة الاصابة الواحدة بانفلونزا الطيور في اوكرانيا)، وهي شحنات سليمة تماما وحسب القانون فإن ممثلا عن الاتحاد النوعي للدواجن من بين أعضاء اللجنة التي توافق على دخول كل هذه المنتجات المستوردة من لحوم الدواجن، وقد تم تخزين البضاعة (بوندد)، في المنطقة الحرة، ويقوم التجار بشراء هذه البضاعة حسب احتياجاتهم من السوق الحرة، وهي ما زالت صالحة للاستهلاك وسليمة.
موضوع عين الباشا وحالات التسمم، هي في الواقع تتعلق بإهمال مشاغل تشتري او تحضر الدواجن المحلية بعد ذبحها في نتافات موجودة بالمنطقة، و(تسحيبها) في مشاغل بدائية وتوريدها الى المطاعم، فهي لحوم دواجن محلية سليمة، لكن المشكلة في ظروف تحضيرها ثم تخزينها بظروف بعيدة عن الرقابة الصحية (بلديات) وليس الزراعية، ثم بيعها الى المطاعم، بدليل أن حالات التسمم حدثت في مطاعم في تلك المنطقة، وهي تتزود بهذه السلعة من جهة معروفة هناك، وقد تم توجيه التهمة وتوقيف الشخص الذي يملك ذلك المشغل ولا يمكننا الحسم بشيء الا بعد كلمة القضاء القطعية الحاسمة.
الجهات المختصة بما فيها الاتحاد النوعي للدواجن تقوم بدورها على أكمل وجه، وكلها تلتزم بقانون ولديها خبرات وسيرة ذاتية، لا تقبل التشويه والتشكيك، وبما أننا اعتدنا هذا الخطاب الهابط العبثي المدمّر لكل انواع الثقة، فلن ننساق خلف هذا الاهتياج لأخبار الجاج ولا حتى اخبار النعاج..مع الاحترام للجاج وللنعاج.