Saturday 12th of October 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-Sep-2024

قبل أن نتورط

 الغد-يديعوت أحرونوت

بقلم: آفي شيلون
 
 
أيام القتال ضد حزب الله تتخذ حتى الآن صورة الإنجاز للجيش الإسرائيلي الذي يجبي ثمنا باهظا من المستوى العملياتي لمنظمة حزب الله ويعطل صواريخ ومنصات أعدت على مدى سنين. لكن لأجل إنهاء المهمة دون التورط يجدر بنا أن نتعلم درسا مما يجري في سنة القتال في غزة. الحرب في غزة أيضا بدأت بإنجازات عسكرية وبدعم الولايات المتحدة، لكن التورط نبع من ان إسرائيل تأخرت في عرض صفقة لإنهاء الحرب. فقد كان هذا ممكنا في الأشهر الثلاثة ما بعد صفقة المخطوفين الأولى، في تشرين الثاني، حين كان السنوار يخاف مما كان من شأن إسرائيل أن تفعله في غزة، وكذا من إمكانية أن تدخل جهة بديلة الى هناك للحكم بدلا منه. في المرحلة إياها بحث السنوار عن كل إمكانية لوقف الحرب، وان كان لزمن ما (ولهذا فقد وافق على الصفقة الأولى التي لم تقدم له الا هدنة في ظروف مريحة لإسرائيل).
 
 
غير أنه بدلا من استغلال اللحظة المناسبة، مثلما اقترح في حينه السعوديون والأميركيون، والبحث في أعقاب الصفقة الأولى، عن مخرج سياسي، واصلنا الضرب – ولاحقا الإصرار على فيلادلفيا – الى أن لم يتبقَ لحماس، المنهارة، وللسنوار، الذي ينحشر في الانفاق منذ سنة – ما يخسرونه. والنتيجة هي أن اليوم، دون الاعتراف بذلك رسميا نحن من ننتظر منهم أن يوافقوا على صفقة كي نتوقف في غزة ونهدئ الشمال.
الدرس هو أن القتال مع حزب الله يجب أن نعرف كيف ننهيه في الزمن المناسب والأقصر. والسبيل المناسب لذلك هو مواصلة ضربهم بقوة من الجو، وبالتوازي نقل رسالة، للبنان ولحماس على حد سواء، باننا من ناحيتنا مستعدون للتوقف في غزة مقابل كل المخطوفين.
إن إمكانية إنهاء الحرب في غزة ستمنح نصر الله المضروب الذريعة لتبرير استعداده لسحب قواته. معقول أن في مثل هذا الوضع سيضغط نصر الله نفسه على السنوار للموافقة على الصفقة بسرعة، كي يفقد حزب الله أقل ما يكون في الشمال.
صحيح أن نصر الله يمكنه أن يعرض نفسه كمن دافع عن حماس والسنوار سيقول إن حماس نجت، لكن سكان الشمال سيتمكنون من العودة الى بيوتهم عندما يكون حزب الله منسحبا ومضروبا. والسنوار هو الآخر، الذي في كل الأحوال سيبقى هدفا للتصفية، لن يخرج كمنتصر، كما عرض نفسه في الجولات السابقة. هذه المرة غزة تنهار. عمليا، مصيره خارج الأنفاق سيكون أسوأ من مكانته طالما هو مختبئ. إذ من المعقول أن بعد أن يعود الغزيون الى بيوتهم المدمرة سيتعاطون مع السنوار كما تعاطى الفلسطينيون مع الحج أمين الحسيني الذي قادهم في الـ 1948.
إذا لم نعرف كيف نرفع اقتراحا للإنهاء في غزة بالتوازي مع العمليات في لبنان، وبافتراض ان نصر الله لن يستسلم حتى لو تلقى ضربات قاسية، سنضطر لأن نختار المناورة البرية – وعندها أيضا سنفقد رافعة التهديد الأساس على لبنان كما سنغرق بأشهر أخرى من الحرب في جبهتين. مثل هذا الوضع، حتى لو انتصرنا في الحربين في النهاية، سيئ لإسرائيل.
في حياة الدول، مثلا في حياة الناس، توجد أحيانا أوضاع معقدة تكون فيها مصلحتهم تتطابق للحظة أيضا مع مصلحة الخصم. الحياة ليست لعبة مبلغها الصفر. في هذه اللحظة– طالما كانت إسرائيل لا تتطلع، وعن حق إلى حرب إقليمية – توجد لحماس، حزب الله وإسرائيل مصلحة مشتركة لإنهاء الحروب. من يعرف كيف يربط هذا بمصلحته سيكون المنتصر. وأساسا لأنه مهم الإظهار باننا منذ الآن قوضنا حماس وحزب الله عاد سنوات إلى الوراء. وعليه فان القتال في لبنان يجب أن يتم على خلفية اقتراح إسرائيلي لإنهاء في غزة يؤدي إلى أن من خلف الكواليس نصر الله هو من سيضغط على السنوار للموافقة على صفقة.
إذا ما جررنا الى مناورة برية، وان كان حزب الله وحماس سيتعرضان لمزيد ومزيد من الضربات – لكن في السطر الأخير، كدولة محبة للحياة علقت في الحرب الأطول في تاريخها– أجرنا سيكون في خسارتنا.