Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Sep-2020

اجماع بتاريخ صلاحية!

 الغد-د. نضال محمود المجالي

 
تحقق الهيئة المستقلة للانتخابات كل اربع سنوات ما لم تحققه كثير من السياسات او المؤسسات الاجتماعية او حتى شيخ العشيرة، ولها سارفع القبعة واقول من اليوم هي “كبيرنا” لشهرين.
من دون تدخلات او كولسات او قيم مالية ومناصب، تتمكن الهيئة المستقلة للانتخابات كل اربع سنوات، من جعل القرى والحضر والمدن، خيمة واحدة وحالة واحدة تجتمع فيها الافكار والايدولوجيات وابن العشيرة او الحزب او صاحب نفوذ المال والمصلحة، للتفاهم والتوافق ما امكن، فتراهم غالبا في صوت ومستوى واحد حتى مع صغيرهم، فتلتئم احزانهم معا، وتتشارك افراحهم بينهم، وتزدان بيوت المرشحين والناخبين بما لذ وطاب في استقبال مرشحيها، فالوصول الى الصوت اعلى قيمة ينشدها “نائب المستقبل” فلا يغيب ولا يتعالى ولا تتوقف رنات هاتفه بعدما شارك رقمه الخاص مع الجميع.
قد نرى في اللغة “اجماع” هي كلمة واحدة بحروف خمسة، او قد نعي معنى “ اجماع” بما يتجاوز المصلحة العامة، وفي كليهما لا تغيب او ينقطع صداها عن حديث الجميع هذه الايام، لتعود وتغيب لاربع سنوات جديدة، فهي احيانا بغاية الوصول والتمثيل، واحيانا بغاية التعطيل والتاخير، وغالبا لا يتجاوز مفعولها اشهراً او اياماً تنتهي بنتائج الانتخاب.
العاقل من يتجاوز مدة الصلاحية للكلمة في زمن الانتخابات لتمتد في كل ما نسعى لتحقيقه ما دامت الغاية مصلحة لا تعتدي او تتجاوز على حقوق الوطن وابنائه، وتبقى تخدم العامة من اصحاب اجماع او مجتمع، فأن نعيش حقيقة الاجماع هو الاقوى، وان نتعايش بتشاركية في التفكير والاختيار والقرار هو الاجدر، وان نستمر في البناء هو الاقرب لنا من “نائب” وصل لقبة برلمان فتغيرت آفاقه لتتجاوز المكان والشخوص، ويبدأ بتسجيل ارقام جديدة، ويتعرف الى افكار جديدة، وينطلق لافق يتجاوز خيمة الاجماع.
ما نعيشه من اجواء الانتخاب هو الدرس الذي يستحق الاهتمام والاستفادة منه هو أصل الغاية، فالاجماع: هو القدرة على الالتقاء والتحاور والاختيار في اجواء يسودها الصدق والهدف النبيل، وما ننتجه في الاشهر المقبلة كمحصلة لندعه لما هو له، “ نائب” يملك ادوات وقدرات تضمن افضل ممارسات الرقابة والتشريع، تحفظ كل ما يمسنا ونأمله، ولا تتجاوز طموحاتنا في “نائب” المستقبل اكثر من مقعد صدق، ووعي ادراك، ورجاحة عقل، وهموم مصلحة وطنية عامة، وليكن في اجماعنا صاحب الصلاحية المنتهية غير ذلك، ليكون مرجعية لهم تدوم في كل تصويت او تعديل او اقرار او صياغة قانون او مشاركة ينشدونها، وليعلموا ان اجماعنا هو مفتاح مستقبلهم ولو كان خاصا لمصالحهم ما لم تكن تتجاوز الوطن ومصالحه، ولنضمن حضوراً مستمراً لا محدودا بصلاحية وتاريخ انتهاء.
نعم؛ كلنا يعلم حقيقة ان ما نرفضه او نتهكم عليه نحن من نؤسسه! ولنكن اصدق بما نأمل، فعلينا ان نكون أصدق بمن نختار، فلا مجال لتكرار اجماع المصلحة الضيقة، ولا خيار في تجربة اجماع الضعيف الواهن، ولا مكانة لاجماع الفكر المعزول المؤذي، ولا مساحة بيننا لاجماع المتسلط بمال ومنصب، فلا اجماع غير مصلحة الوطن والارتقاء بمؤسساته وصون تشريعاته وحماية حدوده وتعزيز اقتصادة وفك قيود التبعية والبناء على شبابه لمستقبل مشرق ليكن اجماعا يستحق الوجود.