Saturday 27th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Jul-2017

تدخين المرأة أكثر خطورة.. - د. علي العبوس
 
الراي - هل من معاني حرية المرأة الاعتداء على حياة طفلها، ومن المسؤول عن الدفاع عن حق هذا الطفل ؟ هل هو الاب ام العائلة الكبيرة ام المجتمع ام الدولة ؟ بالتأكيد كل من هؤلاء يدفع ثمناً باهظاً ومن حقه التدخل .
 
واسمحوا لي أن أضع بين ايدي هذه الجهات الحقائق المرعبة التالية :-
 
- الرجل المدخن بلا شك يؤذي نفسه وقد يؤذي جليسه نسبياً ولكن هناك من الاجراءات والتحذيرات ما يمكّن هذا الجليس (المدخن السلبي ) من النجاة ولو نسبياً من الكارثة البيئية المتنقلة ( المدخن ) . أما فيما يخص المرأة فإن بعض الضحايا لا يملك للأسف ان يدفع عن نفسه الاذى واصدق مثل على ذلك الجنين المتصل دموياً واجبارياً عبر الحبل السري مع أمه المدخنة فهو يتلقى جرعات خطرة من النيكوتين , وهو لا يزال في مرحلة التطوير والتكوين لاجهزته الرئيسية , ابتداءً من الدماغ وحتى أظافر اصابعه ، وحتى بعد الولادة كيف للرضيع ان يمنع جرعات اجبارية اخرى تأتيه عبر حليب الرضاعة ؟
 
كيف للطفل المتلهف للنوم في حضن امه ان يجنب نفسه الاختناق من نفسها المشبع برائحة النيكوتين ؟؟
 
ولن تنتهي رحلة المأساه هنا بل إنّ هذه الام الحنون قد رشحت ابنها ليكون من مدمني التدخين في المستقبل .
 
هل يملك هذا الانسان الحق ان يدفع عن نفسه هذه المصيبة التي جاءته من أحق الناس بصحبته ، ألا وهي الام !
 
هل لمنظمات حقوق الانسان او حقوق الطفل دور متوقع في ذلك ؟
 
هل من حق الطفل ان يقاضي امه فيما ابتلي به من امراض نتيجة اجباره على التدخين القسري؟
 
هل من حق الاب ان يمنع امرأته الحامل من التدخين بقوة القانون ؟
 
صحياً وطبياً من المسؤول عن الإتيان بطفل تعرضت صحته سلبياً نتيجة تدخين الأم ؟
 
امّا المجتمع والدولة فالحديث ذو شجون :
 
المجتمع سيدفع مرغماً كلفة باهضة لعلاج ما سببته هذه العادة السيئة، فعلاج المرأة نفسها من سرطان الرئة والذي أثبت العلم ان نسبة إصابة المرأة قد زادت عشرين ضعفا بعد انتشار عادة التدخين والارجيله بين صفوف هذه الفئة المجتمعية.
 
لقد كانت نسبه الاصابة بسرطان الرئة بين صفوف النساء اذا ما قورنت مع الرجل 1 - 20 والان في امريكا أصبحت 1- 2 , أي انها زادت عشرة أضعاف , وفي الدنمارك1 – 1, أما في الاردن فالجواب ما ترونه مرورا في المقاهي والسيارات والمطاعم ( السياحية ؟) وانتهاءً في مستشفيات السرطان.
 
للعلم كلفة علاج مريض واحد بسرطان الرئة تكفي علاج قرية كاملة من امراض السكري والضغط والالتهابات والمطاعيم وحليب الاطفال.
 
اعلم ان الدولة لا تملك قدرة سحرية لمنع هذه الكارثة ولكنها بالتأكيد تملك من الوسائل التي تقلل الى حد كبير من انتشارها .
 
بالتأكيد تملك الدولة الجرأة لأن تجفف منابع هذه المأساة , ولكن للاسف نجد العكس حين نراها تصر على خلق الاستثناءات غير الضرورية في القانون الذي انتظرناه طويلاً، ونتفاجأ باستثناء الاماكن والمطاعم والمقاهي السياحية وما اكثرها في بلدنا ؟!
 
وكذلك تملك الدولة من الوسائل ما يجبر المتسببين بهذا الخطر على دفع جزء من فاتورة علاج الامراض التي كانوا سبباً في زيادة انتشارها ، فالعدل والمنطق يحتم عليهم تحمل ولو جزء بسيط من الفاتورة العلاجية للمرضى، فما المانع اذا من فرض رسم دينار مثلا على بكيت الدخان، لتخصص هذه الزيادة لتغطية تكاليف علاج امراض القلب والسرطان؟.
 
امّا المجتمع فلا بد من ضغط مجتمعي يجبر الحكومة على سلوك ما هو مفيد لحاضر ومستقبل المواطنين للحد من هذه الآفة التي انتشرت في مجتمعاتنا واصبحت تهدد المجتمع وامنه الصحي وحياة المواطنين بلا استثناء.
 
* نقيب الاطباء