Saturday 27th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    23-Apr-2019

ونرفض التطبيع..!!* محمد سويدان

 الغد-في الوقت الذي ينادي بعض من يطلقون على أنفسهم “مثقفين” بالتطبيع مع الكيان الإسرائيلي، تثبت الشعوب العربية يوميا، أنها لاتقبل التطبيع، وترفضه جملة وتفصيلا، وتنبذ من يدعو له.

وهناك أمثلة عديدة وكثيرة على ذلك، منها ماهو معلن، ومنها ماهو غير معلن، وانما يمارسه صاحبه بقناعة مطلقة، ودون أي ندم، بل يكون فخورا بموقفه المعارض والرافض للتطبيع مع هذا الكيان الغاصب ومن يمثله، مهما كان حجم هذا التطبيع ومستواه.
لاينظر المقاوم والرافض للتطبيع للامور من زاوية الربح المادي، أي حتى لو خسر ماديا فهو منتصر ومستفيد من مقاطعته ورفضه التطبيع؛ إذ بذلك يعزز جبهة المقاومة ضد هذا الكيان المحتل والذي يمارس أشد أنواع الاحتلال والقتل والعدوان.
أول من أمس، رفض لاعب المنتخب الوطني لكرة الطاولة سلامة محفوظ، اللعب أمام لاعب إسرائيلي في بطولة العالم في هنغاريا، فاعتبر خاسرا، من قبل منظمي البطولة.. طبعا، هذه الخسارة تتناقض مع تطلعات اللاعب الذي ذهب إلى هذه البطولة ليربح، ويفوز ويرفع اسم بلده عاليا في هذا المحفل العالمي. ولكنه، كسب احترام وتقدير شعبه، وكافة الشعوب العربية التي ترفض التطبيع، وتثبت دائما أنها لايمكن أن تتنازل عن مبادئها وثوابتها، مهما كانت المغريات أو الضغوط أو التحديات.
ليس غريبا على الأردنيين هذا الموقف.. فعبر التاريخ وفي كل يوم يتصدون للتطبيع، ويتصدون لكل المؤامرات التي تحاك ضد القضية الفلسطينية، ويرفضون التنازل عن مبادئهم، بالرغم من كل الضغوط التي يتعرضون لها.
في هذا الوقت، وللأسف، يخرج علينا أشباه مثقفين عرب، وهم قلة، يدعون للتطبيع مع هذا الكيان، ويطالبون بإقامة علاقات طبيعية معه، بذرائع واهية، لاتقنع أحدا، ولكنها تجد صدى عند سلطات الاحتلال، التي تجد في هذه الدعوات فرصتها لإحباط المقاومين للتطبيع، وللحديث عن تطبيع واسع قادم مع دول عربية.
ولكن، ذلك، لن يغطي الشمس بغربال، فالشعوب العربية تقاطع المحتل وترفض التطبيع معه، وهناك أمثلة عديدة على ذلك، فالعديد من الرياضيين العرب، رفضوا المشاركة أو خوض بطولات لوجود إسرائيليين فيها.. وهناك ايضا مثقفون وفنانون وسياسيون ونقابيون وغيرهم يرفضون التعامل مع أي جهة إسرائيلية، وقاطعوا مؤتمرات وفعاليات عالمية لوجود إسرائيليين فيها.
في كل يوم يثبت الأردني والفلسطيني على وجه الخصوص والعربي، على وجه العموم، رفضهم للتطبيع.. وفي ظل هذه الحقيقة، لاخوف من صفقة القرن، وماتحمله من مخاطر، ومؤامرات على القضية الفلسطينية، فالمقاومة لاتتوقف وتأخذ دائما أشكالا جديدة، وستنتصر في النهاية.. لن يستطيع هذا الكيان تحقيق مآربه، ولن ينتصر مهما كانت شدة مؤامراته ومخططاته. القضية الفلسطينية باقية، ولن يتم تصفيتها، مادام هناك شباب مثل سلامة محفوظ. وهم بالمناسبة كثر، والدليل نراه في كل يوم.