Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Jan-2018

الطفيلة: تراجع أعمال التنقيب بسبب ضعف المخصصات المالية
فيصل القطامين
 
الطفيلة –الغد-  تراجعت أعمال التنقيب عن المواقع الأثرية في محافظة الطفيلة خلال الفترة الأخيرة، نتيجة قلة المخصصات المالية، في الوقت الذي تحتضن فيه المحافظة آلاف المواقع الأثرية والتاريخية. 
وترجع دائرة الآثار في الطفيلة أسباب تراجع تلك الأعمال ليس فقط لتواضع المخصصات المالية، بل إلى اعتبارات فنية تتعلق بالعدد الكبير من المواقع المنتشرة في كافة المناطق، إلى جانب تفضيل عدم الكشف الكامل عن بعض المواقع ذات الأهمية للحيلولة دون العبث بها، وترك أعداد منها للمستقبل للكشف عنها بطرق عملية متطورة حديثة، فيما يشكل ترميم المواقع التي يتم التنقيب عنها ترميمات ذات كلف مالية مرتفعة. 
ويرى المواطن حسين محمد الشباطات أهمية كبيرة في التنقيب عن المواقع التي تعتبر ذات أهمية تاريخية أثرية، وتشهد على حضارات سادت وتسجل تواريخ مهمة لها. 
وبين الشباطات أن أعمال الترميم في بعض القرى القديمة المهجورة تتطلب نظاما خاصا يجب أن لا يتطابق مع نظام الأبنية الحديث في البلديات، حيث يتطلب حاليا في أعمال ترميم المواقع في تلك القرى سواء البيوت القديمة أو الطرق أو المعالم التاريخية تطبيق أنظمة الأبنية الحديثة، حيث الارتدادات الكبيرة حول المنازل في ظل كون تلك المنازل متقاربة في الأصل ومسافات الارتداد تصل إلى الصفر بسبب طبيعة البناء القديم ونظامه المعماري. 
وأكد أهمية الحفاظ على الصيانة وفق الطرز القديمة للمحافظة على التراث والتاريخ وطبيعة البناء وصفاته القديمة بما يعزز من إظهار الصورة القديمة المشرقة لتلك المنازل. 
وأشار الشباطات إلى أن مواقع كثيرة في الطفيلة ظلت دون أعمال صيانة ولم تشملها أي أعمال تنقيب أو صيانة ، فيما أخرى شملتها أعمال تنقيب لمرة واحدة وبقيت عرضة للعابثين بحيث تضررت بعض محتوياتها الأثرية. 
ولفت المواطن علي القطامين إلى أن حجم أعمال التنقيب متواضع جدا في حال مقارنته بعدد المواقع الأثرية التي تعج بها محافظة الطفيلة، والتي تتطلب القيام بأعمال تنقيب بها لأهميتها التاريخية التي تسجل لعدة حضارات قديمة. 
وبين القطامين أن مواقع أثرية هامة تتطلب إعادة الحفريات والتنقيبات فيها، بسبب أهميتها التاريخية العظيمة، كخربة التنور وخربة الضريح والرشادية والنصرانية وبصيرا والتي تحتضن آثارا ذات دلالات تاريخية وأثرية كبيرة. 
وأضاف أن آلاف المواقع كالخراب والمواقع الصغيرة تتطلب أيضا تنقيبات مستمرة، حيث أن أعمال التنقيب ومنذ عدة أعوام تتصف بكونها قليلة ومتواضعة، داعيا إلى تخصيص مبالغ مالية كافية للقيام بها. 
من جانبه أكد مدير الآثار في الطفيلة عماد الضروس أنه وفي أعوام سابقة تم التنقيب والكشف عن العديد من المواقع الأثرية والتي احتلت مكانة أثرية كبيرة لما تسجله لحضارات قديمة من بيزنطية ورومانية ونبطية ومن العصور الحجرية القديمة. 
وبين الضروس ان الجهود مستمرة في أعمال التنقيب في المواقع الأثرية وفق أهميتها التاريخية، والتي تتطلب كلفا مالية كبيرة ، حيث تصل أقل كلفة لحفريات في موقع أثري بين 50 ألف – 60 ألف دينار، في ظل تواضع المخصصات السنوية لها. 
وأشار إلى أن بعض المواقع تم التنقيب فيه منذ عشرات السنين، والتي تتطلب بعد عمليات الكشف والتنقيب عمليات أخرى لا تقل أهمية عن التنقيب كالكشف والتنظيف والتوثيق، وبعضها يستمر التنقيب فيه عدة أعوام وعلى عدة مراحل. 
وأضاف أن بعض المواقع يفضل عدم الكشف عنها لمنع العبث بها وتجنب عملية ترميمها التي تعتبر عملية مكلفة للغاية، لافتا إلى توثيق معلومات من عدة مواقع كما في خربة التنور والذريح والرشادية والنصرانية وغيرها من المواقع. 
وأكد أنه جرى في الآونة الأخيرة التنقيب في موقع قصر الدير في منطقة عين البيضاء، كما تنظيف موقع الرشادية وتوثيق معلومات تاريخية أثرية في موقع خربة الذريح. 
ولفت إلى أن الطفيلة تحتضن آلاف المواقع الأثرية التي تتطلب التنقيب فيها والكشف عن تاريخها وتوثيق المعلومات التاريخية المهمة التي تحتضنها، مبينا أن مواقع لم تشملها أعمال التنقيب يمكن أن ينقب فيها في المستقبل بطرق عملية وفنية حديثة، يمكن أن توفر المعلومات التاريخية والأثرية بصورة أفضل.