Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Jun-2016

د. عصام سخنيني: القدس: تاريخ مختطف وآثار مُزوَّرة - يوسف عبدالله محمود

 

الراي -  ذات مرة قال الكاتب الموالي للصهيونية د. كتاريفاس وهو ممتلئ بالتأثر: «الاثريون الاسرائيليون يطوفون، والتوراة بأيديهم على الجدران، لكي ينقبوا في أحشائها، وضباط الجيش الاسرائيلي يدرسون، والتوراة بأيديهم دروس الاستراتيجية، ويلقي اعضاء الكنيست خطاباتهم، والتوراة بأيديهم، وبنفس الطريقة يبحث الجيولوجيون عن النفط». D. Catarivas, Israel, aris, p. 48، وانظر «الصهيونية الدولية» اكاديمية العلوم/ موسكو، ترجمة: محمد الجندي.

اما بن غوريون فيقول: «صك الانتداب لدينا على فلسطين هو الكتاب المقدس». وفي السياق نفسه يكتب المؤرخ اليهودي. سيلنيك مبرراً ضم القدس وعدم رغبة الدوائر الحاكمة في اسرائيل بان تلتزم بقرار الامم المتحدة المتعلق بذلك: «من الصعب على العالم ان يفهم الاهمية الضخمة للقدس بالنسبة لكل يهودي، فهو سواء كان مؤمنا او غير مؤمن يذكر ولا يمكن ان ينس اليوم الذي القى فيه الله على شعبه مسؤولية هذه المدينة». E. Celnic, Israel. Tragediay Gloria de un Publo, Bogota, 1947, p. 192
سخافات وأساطير ملفقة تساق لتشويه تاريخ هذه المدينة المقدسة. في كتابه «القدس، تاريخ مختطف وآثار مزورة» يدحض بمفردات علمية د. عصام سخنيني من جامعة فيلادلفيا هذه التلفيقات التي توظف سياسياً لتبرير الاحتلال الغاشم لفلسطين.
هذا الكتاب من منشورات اللجنة الملكية لشؤون القدس التي اخذت على عاتقها توثيق تاريخ هذه المدينة المقدسة، ليس هذا فحسب بل الرد الموضوعي المستند الى مؤرخين وعلماء آثار ومنهم علماء يهود فندوا هذه الاساطير التي تروج لها العنصرية الاسرائيلية.
يقع هذا الكتاب الوثائقي في اربعة فصول هي على التوالي:
-    تزييف تاريخ فلسطين القديم اسطرة الماضي وبؤس المرجعيات
-    القدس بين الحكايات «الكتابية» وما كشفت عنه الآثار.
-    ألغاز واحجيات: الهيكل الذي لا يعرفه احد.
-    آثار القدس المزورة. عصابات وفضائح ومحاكمات.
في كتابه –وكما يشير مقدم الكتاب الاستاذ عبدالله كنعان امين اللجنة الملكية لشؤون القدس- يُعري ويفضح الكاتب جميع المخططات الصهيونية. وسياسة اسرائيل التهويدية بهدف فرض «حقائق ومعطيات جديدة» بما يمكنها من تكريس احتلال للقدس. ص 8
في الفصل الاول من الكتاب يشير د. سخنيني الى محاولات الصهيونية المحمومة لطمس تاريخ هذه المدينة الخالدة واختطاف «ماضيها الثري» الذي وسع حضارات انسانية مختلفة. هذه المحاولات الخبيثة هدفها تزييف الواقع التاريخي للقدس وصوغه وفق الحكايات والاساطير التي ينسبونها الى «الكتاب المقدس»!
«لقد امسكت الصهيونية بتلابيب التاريخ الفلسطيني الذي كان من قبل وقد وقع في قبضة (الكتاب) وحشرته في قيد الكتابة عن تاريخ اسرائيل القديمة. وفي عملية الأسر هذه افرغت فلسطين القديمة من اي مضمون او معنى» ص 19
ما معنى هذا معناه ان الصهيونية وصولاً الى منح الشرعية الزائفة لدولة اسرائيل تحفر في التاريخ القديم للأقوام التي سكنت فلسطين ملحقة اياها بالامة الاسرائيلية بحكم الاندماج، اي انها تجردهم من هويتهم القومية! «انها أسرت الماضي الفلسطيني ووضعته في اصفادها وقامت بعملية احتلال احلالي للتاريخ» ص 21.
في الفصل الثاني من الكتاب يشير المؤلف الى اعترافات علماء آثار يهود تدحض الاساطير عن القدس منهم زئيف هيرزوغ الذي يقول «ان المملكة المتحدة العظيمة ليست الا اختلاق حذلقة تاريخية» ص 79.
هو يدحض اساطير الصهيونية التي تتحدث عن اورشليم عظيمة في زمن داود وسليمان، «ومن الواضح –والكلام لهيرزوغ- ان اورشليم في زمن داود وسليمان لم تكن الا مدينة صغيرة وربما قلعة صغيرة لملك، وفي كل الاحوال لم تكن قط عاصمة لامبراطورية كما يصفها (الكتاب) ص 79.
بالطبع هناك علماء آثار اسرائيليون منخرطون في السلطة الاسرائيلية يحاولون عبثاً «استنطاق» المكتشفات الأثرية بحيث تخدم الايديولوجية الصهيوينة!
اما الفصل الثالث من الكتاب «الغاز واحجيات: الهيكل الذي لا يعرفه احد» فيشير وفق المستندات التاريخية الى «ارتباك النصوص وتناقضاتها» حول «الهيكل المزعوم». هذا التناقض الذي يشير الى الارباك وعدم المصداقية يدل على ان الخيال قد لعب دوراً كبيراً في اختراع قصة ووجود «الهيكل» الأول او الثاني!
يقول دايفيد اوسشكين استاذ التاريخ في جامعة تل ابيب «من منظور علم الآثار ليس هناك ما يمكن معرفته عن جبل الهيكل في القرنين العاشر والتاسع قبل الميلاد» اي الزمن المزعوم لبناء الهيكل. ص 110. «من فمك ادينك»!
يلقانا أخيراً الفصل الرابع من الكتاب «آثار القدس المزورة» وهنا يحدثنا المؤلف عن الغش في قراءة الآثار وتفسيرها.
«فبدل البحث عن آثار وَلُقى مهمتها اثبات مصداقية الحكايات (الكتابية) اتجهت هذه العمليات نحو اصطناع آثار ولقى لتحقيق هذه الغاية. «والطريقة المتبعة في عمليات التزييف والتزوير هذه ان تقرأ الحكاية، فلها السبق، ثم تضع في وجهها «مُجسم» من حجر او طين او معدن يُجعل برهانا مادياً على الحكاية». ص 174. هكذا هم يزورون التاريخ خدمة لاستراتيجية توسعية خبيثة.
وبعد فان هذا الكتاب وثيقة تاريخية هامة تفضح عواراً صهيونياً ما فتيء يتكرر الى يومنا هذا في ظل صمت عالمي وعربي مطبق!
robroy0232@yahoo.com