Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    30-Jun-2020

أردنيون ضد الأردن !!*محمد داودية

 الدستور

أردنيون، يؤيدون عدوان تركيا وإيران وحزب الله على ليبيا وسوريا والعراق واليمن ولبنان، ويدينون تأييد الأردن للجنرال حفتر !!
 
لو ان تركيا وايران وحزب الله تؤيد حفتر، والأردن يقف ضده، لكانوا بلا تردد معهم ضد الأردن.
 
يوجد أردنيون ضد كل السياسات الأردنية الاقتصادية والسياسية والعسكرية. ومع كل السياسات الايرانية والتركية.
 
يوجد أردنيون يكتبون فيهاجمون القيادات العربية الرسمية «قلم قايم»، لأنها تخذل الفلسطينيين في معركتهم ضد آخر أشكال العدوان الصهيوني. وفي واقع الأمر، هم يقصدون من وضع النظام الرسمي العربي كله في سلة واحدة، دون تمييز وابراز الموقف القومي الاردني، مهاجمة الاردن !! بالقول كل الانظمة من قماشة واحدة.
 
نقرأ ونستمع ونشاهد القيادات الفلسطينية المناضلة الوازنة، السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية، تتحدث على الفضائيات والإذاعات والى الصحف، بوضوح شديد، مشيدة بالاردن شعبنا وملكا وجيشا وحكومة، على الموقف الذي لا مزيد على وضوحه وصلابته، من العدوان الصهيوني الأخير.
 
وكأنّ المعادلة المعتمدة عندهم، هي ان حب الأردن الواضح، وانصافه والإشادة بوقفته مع الشعب العربي الفلسطيني في محنته الجديدة، هو حب منطلق من مصلحة، يلام صاحبه عليه. وأن معاداة الأردن ونظامه هو عمل نضالي بطولي يصنف صاحبه مع المعارضين الصلبين شديدي البأس والثبات.
 
هذه الظاهرة العتيقة البالية كانت سائدة خلال عقود الخمسينات والستينات والسبعينات والثمانينات.
 
كان الحزبيون الموالون لحزب البعث العربي الاشتراكي- جماعة سوريا، يعلون من شأن النظام السوري على شأن نظامهم الأردني.
 
وكذلك كان يفعل الحزبيون الموالون للبعث العراقي، الذي كان يعلو عندهم على كل ما عداه وعاداه من أنظمة.
 
وكان هذا الحال يشمل الشيوعيين ومنتسبي فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، فتح والشعبية والديمقراطية ومنتسبي حركتي حماس والجهاد الإسلامي وتنظيمي القاعدة وداعش.
 
الأردن كيان هش ضعيف آيل إلى السقوط والزوال، كانت هذه هي معزوفة وحسابات ضعيفي الإيمان بأنفسهم وبوطنهم، سطحيي الانتماء والوعي، الجاهلين بتاريخ الأردن، الذين لا يبصرون عناصر قوته الجبارة المذهلة.
 
ولم يجد أولئك النفر، قليل العدد كثير «الغثبرة»، عالي الصوت، تفسيرا ولا تبريرا، لمّا ظل الاردن العظيم شامخا راسخا والإقليم من حوله يحترق بنيران الربيع العربي وبوباء فيروس كورونا 19 !!