Saturday 27th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-Jan-2019

بيلوسي الجدة التي روضت ترامب وأقلقت راحته

 واشنطن – لم تستطع امرأة ترويض الرئيس دونالد ترامب وإعادته إلى رشده مهزوما، كما فعلت نانسي بيلوسي، زعيمة الديمقراطيين بمجلس النواب، التي قهرته وجعلته يتراجع صاغرا في أزمة الإغلاق الحكومي.

ورأت المعلّقة السياسية، تيانا لوي، أنّ الديمقراطيين أمضوا سنتين طويلتين “مذلّتين” يحرقون أنفسهم في محاولة لإحباط الرئيس ترامب الذي فاجأهم بفوزه بالرئاسة. ومع ذلك، الشخص الوحيد الذي تمكّن من فعل ذلك، كان امرأة تقارب الثمانين من عمرها، لكنها ما زالت تتمتع بإرادة فولاذية وبعزم لا يلين على مقاومة ترامب وحرمانه من راحة البال.
وأضافت لوي تقول في مجلة “واشنطن أكزامينر”: إنّ رئيسة مجلس النوّاب الأمريكي نانسي بيلوسي لا تغرّد حقاً على تويتر، ولا تخرج بتصوير مباشر على موقع “إنستغرام”. ونسختها من البرامج الحواريّة الأساسيّة هي مع كريس كوومو على قناة (CNN) ومع لا ستفين كولبرت (إعلاميّ كوميديّ – “CBS”). لكن بيلوسي الليبيراليّة الثريّة من سان فرنسيسكو قد تكون أفضل رهان للديمقراطيّين كي يفوزوا برئاسة الولايات المتّحدة في الانتخابات الرئاسية عام 2020، مع أن المتصدّر البديهي حاليا لاستطلاعات الرأي عن الديمقراطيين، هو، جو بايدن، نائب الرئيس السابق باراك أوباما.
وأوضحت لوي: “من المقدر أن تصبح الانتخابات التمهيديّة الديمقراطيّة حربا لتأكيد من يستطيع مواجهة ترامب بالطريقة الأقسى. لكن الواقع هو عدم قدرة هؤلاء في التفوّق على رئيس “مخز” بالكلمات والاستعراضات. إنّ إهانة توجه له ستأتي من نسخة يائسة وأضعف من شيء سبق أن غرده ضد مراسل “CNN” في البيت الأبيض، جيم أكوستا. يحب الناس ترامب لأنه لا يصارع على طاولة شطرنج. عوضاً عن ذلك يقبلها بغضب ويلكم منافسيه في وجوههم”.
وتتابع قائلة: “حاول الديمقراطيون أن يواجهوه بأسلوبه، لكن ترامب التاجر سيد هذا الأسلوب. غير أن الجدة بيلوسي مختلفة. هذه هي المرأة المصممة التي مررت مشروع “أوباما كير”في الكونغرس وأجبرت الشعب الأمريكي على القبول به، بالرغم من أنه لم يكن يريد ذلك. واستطاعت إخضاع ترامب وتنزل الهزيمة به في واحدة من أكبر خسائره الرئاسية، حتى من دون أن تبذل جهداً في ذلك”.
تضيف لوي أن اعترافها بقوة بيلوسي يتسبب لها بالألم الكبير. لكن بيلوسّي تبدو مؤثّرة حتى من دون أن تحاول، وبأقل طريقة إكراهية ممكنة.
وكان العديد من اصحاب التيار التقدمي في الحزب الديموقراطي من الشبان شنوا قبل اسابيع قليلة حملة على بيلوسي معتبرين انها لا تجسد قوى التغيير المطلوبة داخل الحزب.
وحاولت ادارة ترامب زرع الشقاق داخل المعسكر الديمقراطي عبر دعوة اعضاء في مجلسي النواب والشيوخ من المعتدلين الى الغداء في البيت الابيض، إلا انهم رفضوا جميعا الدعوة.
وقالت بيلوسي”إن تنوعنا هو مصدر قوتنا وهذا ما أساء الرئيس تقديره على ما يبدو”.
وعلى عكس النائبة الديمقراطية عن نيويورك، ألكسندريا أوكازيو-كورتيز، والسيناتورة الديمقراطية عن نيوجيرسي كوري بوكر، لا يكره الجمهوريون بيلوسي لأنها “حمقاء وغبية بشكل مرح”. لكنهم يكرهونها لأنها “شعلة ذكاء وجيّدة في عملها بشكل مخيف”.
الأهم هو أن بيلوسي لن تكون مضطرة للتغريد بغضب أو نشر كلمات استعطافيّة لإثبات أنها تكره ترامب. ويمكن لولايتها القصيرة جدا في رئاسة المجلس النيابي هذه السنة، أن تشمل شعار حملتها كاملة: “إنها هزمت ترامب”. ومن اليوم فصاعدا، كل تصويت وكل مؤتمر صحافي لها سيكون عبارة عن مقاومة بما فيه الكفاية.
لم تظهر بعد أي مؤشرات حول احتمال ترشيح بيلوسي إلى الرئاسة. لذلك يمكن للجمهوريين أن يتنفسوا الصعداء، حتى الآن على الأقل، ويمكن لترامب أن يحلم بولاية ثانية، ولكن تحت رقابة بيلوسي التي تعرف كيف تروضه دون أن ترفع صوتها، وحتى دون أن ترفع سبابتها لتغرد على تويتر كما يفعل هو كل صباح.-(وكالات)