Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Jul-2020

كوثر الجندي: المبدع مرآة مجتمعه

 عمان - الراي - أمل نصير - قالت الكاتبة كوثر الجندي إنها كانت تعمل على كتابة رواية قبل جائحة «كورونا»، مضيفة أن الأزمات بعامة توجّه العمل الأدبي باتجاهات ما كانت لتظهر في الظروف العادية، ولهذا فإن شخصيات روايتها تتحرك وتتنامى وفق معطيات ذات علاقة متينة بما يحتدم في النفس وفي المجتمع الإنساني الذي وُجد الكاتب ليكون مرآته وحروفه وصوته.

وأضافت الجندي في حوار مع «$»: «في هذه الفسحة الإجبارية عبّر الكثيرون عن مشاعرهم ومخاوفهم وهواجسهم بأشكال عديدة، ومنها الكتابة. وبعض هذا المنتج سيصنَّف ضمن الأدب الجيد وسيضيف إلى المكتبة العالمية وسيبقى للأجيال القادمة ليحفظ خفايا وتفاصيل تكمل ما توثقه مصادر أخرى».
تالياً حوار مع الجندي عن رؤاها وانشغالاتها وهواجسها خلال زمن «كورنا»:
كيف تقضين يومك وسط هذه الأجواء والتدابير الحكومية الهادفة إلى حماية المجتمع؟
- لم يختلف يومي كثيراً عما كان عليه قبل التدابير الحكومية الخاصة بأزمة الكورونا، فأنا بطبعي أقضي بالبيت معظم الوقت، ويساعدني في هذا عادة القراءة التي اكتسبتها منذ طفولتي، ولربما تنبهت في هذه الظروف الاستثنائية إلى دور الجهات المعنية في تشجيع القراءة لدى الطلبة من خلال المسابقات والحوافز سواء في المدارس أو في غيرها من المؤسسات.
اعتنيت أثناء الجائحة بإعداد وجبات صحية متوازنة لعائلتي لتقوية المناعة لديهم من جهة، ولبث الطاقة الإيجابية من جهة أخرى بالاجتماع العائلي. أقضي جزءاً من نهاري في الكتابة أيضاً. أطّلع على عالم التدوين الجديد عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأتفاعل أحيانا مع الأصدقاء على (فيسبوك) سواء بالنشر أو بالتعليق.
بوصفك مثقفة.. هل عملت هذه الأزمة والأحداث الراهنة على تغيير مفاهيمك تجاه الحياة؟
- هذه الجائحة كانت وقفة تأمل ومواجهة مع الذات وعلى مختلف الصعد. ربما كان الاستغراق في تفاصيل الحياة اليومية قبل أزمة كورونا كابحاً لهذه المواجهة، ولكن ليس عند المثقفين والأدباء، فهم عموماً يغوصون عميقاً في الذات الإنسانية ويراقبون ويحللون؛ هذا جوهر عملهم. خصوصية هذه الأزمة هي في توسيع وتكثيف المسائل والقضايا التي وجد المثقف نفسه أمامها وجهاً لوجه، وكان عليه أن يتأملها بعمق وبمنظور إنساني تفرضه طبيعة الأزمة. على أي حال، أرى أن المسألة الأبرز التي فرضتها هذه الجائحة هي فكرة التغيير، فالعالم يتغير وبتسارع حاد.
هل ساهمت الظروف الراهنة في توجيه قراءاتك أو إعادة ترتيب تفضيلاتك في القراءة؟
- لم تؤثر الأزمة الراهنة في تفضيلاتي في القراءة، بل في أولوياتي، فأنا أفضّل قراءة الروايات والنقد عموماً. في فترة الحجر الصحي سعيت إلى قراءة كتب ودراسات حديثة الصدور تبحث في القضايا المستجدة وفي مختلف المجالات، وذلك في محاولة لاستيعاب ما يحدث الآن وما سيترتب عليه في المستقبل القريب. قرأت مؤخراً روايات لكتّاب أردنيين وعرب وأذهلتني إرهاصات المبدع التنبؤية أو الاستقرائية. كما قرأت كتباً حديثة باللغة الإنجليزية وأثار اهتمامي أحدها من خلال فرضيات ونتائج بحثه في السلوك الاجتماعي على وسائل التواصل.
هل تعتقدين أنه سيكون هناك أدب يسمى «أدب كورونا»؟ وهل دفعتك الأزمة للكتابة حولها؟
- قبل جائحة «كورونا» كنت أعمل وببطء على كتابة رواية، وأعتقد أن الأزمة وبكل أبعادها توجّه العمل باتجاهات ما كانت لتظهر فيه في الظروف العادية، شخوص الرواية تتحرك وتتنامى وفق معطيات جديدة ذات علاقة متينة بما يحتدم في النفس بل في المجتمع الإنساني الذي وُجد الكاتب ليكون مرآته وحروفه وصوته. في هذا الحجر كتبت عدداً من قصص الأطفال وما زلت أعمل على روايتي التي آمل أن تشكل إضافة ذات قيمة على المنتج الأدبي.
في هذه الفسحة الإجبارية عبّر الكثيرون عن مشاعرهم ومخاوفهم وهواجسهم بأشكال عديدة ومنها الكتابة. بعض هذا المنتج سيصنَّف ضمن الأدب الجيد وسيضيف إلى المكتبة العالمية وسيبقى للأجيال القادمة ليحفظ خفايا وتفاصيل تكمل ما توثقه مصادر أخرى. الأدب يبقى أدباً بصرف النظر عن الفترة الزمنية وملابساتها، وأنا ضد التصنيف والوسم عموما.
برأيك، ما دور المثقف في هذه الأوضاع، هل بإمكانه أنه يساند الاجراءات الحكومية في زيادة وعي المواطنين وتعزيز قيم الصبر والتكافل؟
- أرى أن للمثقف دوراً في مجتمعه وفي كل الظروف، فهو شخصية مؤثرة موثوقة لدى قرائه. في الظروف الاستثنائية يتطلع هؤلاء الناس إلى من يثقون بهم طلباً للرأي والطمأنينة. قد لا يتوفر لدى المثقف المعلومات الكافية لإبداء آراء قطعية، إلا أنه لا يتخلى عمن يثق بهم، فيسعى إلى تثقيف نفسه بالمزيد من القراءة والاطلاع، ويقدم نموذجاً إبجابياً من خلال الالتزام والتقيد بقواعد السلامة ومواصلة العمل. وبالفعل، قام الكثير من المثقفين بدور فاعل في مكافحة الإشاعات وفي مؤازرة التعليمات الصحية والوقائية الصادرة عن الجهات المعنية لمكافحة الوباء والحفاظ على الاستقرار في المجتمع، وفي توفير مواد إبداعية هادفة استقطبت الكثير من القراء على وسائل التواصل الاجتماعي.
كما أثبتت المؤسسات والهيئات الثقافية حرصها المنتمي في التأكيد على القيم الاجتماعية البناءة لمواجهة هذه الأزمة للخروج منها دون خسارات.