الراي -
تتصاعد على الساحة الأردنية، وبمختلف مكونات الشعب الأردني، وقفات الرفض القاطع لمخطط تهجير الشعب الفلسطيني من الضفة الغربية وقطاع غزة إلى أي مكان في العالم، بما في ذلك المخطط الذي استهدف الأردن ومصر والسعودية على وجه التحديد.
وإذ تعم هذه الوقفات جميع المدن والقرى والبوادي في المملكة، مساندة لموقف الملك عبدالله الثاني والموقف الأردني العربي، رسميًا وشعبيًا، وكذلك لمواجهة مشروع التهجير والوقوف ضد كل ما صدر عن الرئيس الأميركي ترمب ورئيس وزراء إسرائيل نتانياهو، لتصفية القضية الفلسطينية، فإنها–أي الوقفات–تعكس التماسك والتلاحم الشعبي والاعتزاز بالقوات المسلحة والأجهزة الأمنية ودورها الوطني المشرف في الدفاع عن الوطن وفلسطين والأمن القومي العربي، ومحاربة الإرهاب، والمشاركة في إحلال السلام العالمي.
حول أهمية هذه الوقفات وما تحمله من غضب جماهيري يتفاعل يومًا بعد يوم ويمتد إلى مختلف دول العالم من خلال ما تتناقله وسائل الإعلام العربية والدولية، يرى فيها متحدثون أبعادًا ورسائل يمكن توجيهها إلى «البيت الأبيض» ودولة الاحتلال.
فقد تحدث لـ «$»، الوزير الأسبق سمير الحباشنة، والوزير الأسبق أيضًا، وجيه عزايزة، ونقيب الصحفيين راكان السعايدة.
المتحدثون أكدوا لـ «الرأي» أن المخطط «الصهيو-أميركي» إذا ما نُفذ، فإنه سيفضي إلى تصفية القضية الفلسطينية وزعزعة المنطقة، بل وتهديد الأنظمة العربية بلا استثناء على المدى البعيد.
الوزير، أمين عام مجموعة السلام العربي، الحباشنة، قال إن أكثر ما يلفت العالم أجمع، بما في ذلك الغرب، في القضايا الدولية، هي الحراكات الشعبية باعتبارها قوى مساندة للنظام الرسمي، وقوى لها وزنها في الرأي العام لما تملكه من مقومات العمل على الأرض، على عكس ما يدور في المكاتب والقاعات المغلقة التي عادة ما يكون الحديث فيها دبلوماسيًا.
وأضاف: «لقد أوصلنا–مجموعة السلام العربي–رسالة إلى الرئيس الأميركي ترمب، تتضمن تمسك هذه المجموعة التي تضم 28 مؤسسة مجتمع عربي، بالقضية الفلسطينية ورفض كل أشكال التهجير، التي عبر عنها الشعب الفلسطيني رغم المجازر والتضحيات التي قدمها في قطاع غزة، إذ نرى أن هذه البطولات غير مسبوقة، وأن عودة الأهل من الجنوب إلى الشمال في القطاع، بمثابة 'العودة الكبرى للفلسطينيين إلى أرضهم'، في إشارة إلى رفض الشعب الفلسطيني كل أشكال التهجير."
وأكد الحباشنة أن مجموعة السلام أثنت على الموقف الأردني والمصري والسعودي ضد المخطط الأميركي، واعتبرته «ردًا قويًا». وعلى صعيد الأردن، قال: «نحن مع الملك عبدالله في خندق واحد»، لافتًا إلى أن المعونة الأميركية للأردن تمثل أقل من 5٪ من موارد الدولة، لذلك من الضرورة تجنب آثارها، بإعادة ترتيب أوضاع مؤسساتنا المستقلة وإلغاء غير المفيد منها. كما لا نريد وجود القواعد الأميركية في الأردن، لأننا نؤمن بقدرات قواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية في الدفاع عن بلدنا ومختلف القضايا العربية والدولية، وهي تحمل سجلًا مشرفًا على ا?أرض الفلسطينية والأرض الأردنية، وفي مواجهة الإرهاب، ولها دور كبير على صعيد السلام العالمي.
وقال الوزير عزايزة: «ما يحدث في الأردن هو تعبير حقيقي عن التماسك الوطني والمشاعر الحية التي تؤكد حرصها على مصالح الدولة ومستقبلها، وذلك بالالتفاف حول القيادة وتحصين الجبهة الداخلية للتصدي للتهديد الأميركي الإسرائيلي مهما بلغت التضحيات. وفي هذا تأكيد على الثوابت الأردنية تجاه القضية الفلسطينية بقيام دولة فلسطين، حيث يشكل الملك عبدالله الثاني الصوت الواضح والحالي عالميًا والمعبّر عن إحلال السلام في المنطقة وما ينسجم مع تطلعات الشعب الفلسطيني ونيل حقوقه المشروعة».
أما ما يتعلق بالتضامن الأردني مع الأشقاء الفلسطينيين لتعزيز صمودهم على أرضهم، وللعيش في حياة كريمة، فإن التضحيات العظيمة التي قدمها الشعب الفلسطيني والمقاومة في قطاع غزة والضفة في وجه الجيش الإسرائيلي المجرم والمدعوم أميركياً، تأكيد آخر على رفض التهجير، سواء للأردن أو مصر، ولأي مكان في العالم.
ويستشهد عزايزة بهذا الصمود الأسطوري ويراه رسالة إلى الغرب، وعلى رأسه أميركا، التي تبحث مع هذه الدول دائمًا عن مصالحها وأجندتها من خلال دعمها للاحتلال بالسلاح وتبنّي مواقفه سياسيًا.
كما يرى أن أي تحرك شعبي، عربيًا كان أو دوليًا، بمختلف الوسائل، إنما يفضح جرائم هذا العدو الذي يُعد آخر احتلال في العالم ويحول دون استقرار السلام في منطقة الشرق الأوسط وحرمان شعوبها من الأمن والرخاء، لا بل الرافض لكل القرارات الدولية التي تحث على السلم العالمي.
من جهته، قال النقيب السعايدة: «الوقفات المساندة والداعمة لموقف الأردن والملك، هي فرصة لبناء الوعي الشعبي لطبيعة المخاطر وسياسة العدو التاريخية باتجاه الأردن وفلسطين، لذلك من الضرورة أن يكون لنا فهم مشترك باستهدافهما وعلى نحو يحمل في طياته تهديدًا وجوديًا للأردن وتصفية القضية الفلسطينية."
وأضاف السعايدة: «هذا الأمر يجب أن يكون أساسياً في بناء الوعي العام الجمعي حتى تكون الجماهير على بينة وفهم ووعي لعمق المخاطر وجديتها، وبهذا تكون سببًا في تصليب الموقف العام واقتراح آليات لمجابهة المخططات وإفشالها، وغير ذلك سيكون الموقف بمثابة تسطيح للمخاطر ولا يؤدي إلى بناء جبهة وطنية قوية واعية وصلبة لإفشال المشروع الصهيو-أميركي وإنهاء الدولة الفلسطينية بالضم والتهجير».