وتشكل هذه الأغنية إنجازاً فنياً في الشكل والمضمون، وتحدياً للظروف الراهنة في ظل جائحة كورونا، إذ شارك لإنجازها موسيقيون من الأردن وآخرون يقيمون في السويد، في حين تم تسجيل الأغنية في أبو ظبي.

تحكي الأغنية قصة حب بين شاب وفتاة التقيا عند نبع ماء، وتواصلا بعد ذلك، ثم افترقا،

وذلك في سياق قصصي مكثف رشيق ومشوق، بأبعاد رومانسية، تغلب عليها أجواء الغربة والاغتراب، وبمناجاة روحية لأمواج البحر ولـ(الريح الغربي) بأن يعيد المحب إلى وطنه وإلى الفتاة التي أحبته.

وتنطوي الأغنية على رمزية مكثفة، يتكامل فيها الحب والوطن، مع مأساة الغربة والنكبة.

وقد وضع أحمد الخطيب لحناًً انسيابياً برقة ماء النبع، يحاكي القصة بشكل ديناميكي، يتحرك مع عاطفة الفتاة وخلجاتها ومناجاتها لدموع الأجداد ولموج البحر، باتساق مع كلمات بشر الخطيب، مع الصوت ذي البصمة الخاصة للفنانة الصاعدة لارا عليان. لتتشكل من ذلك قطعة فنية تكامل فيها الصوت مع الكلمة واللحن.

وشارك عدد من الفنانين بآلاتهم الموسيقية في الأغنية، فكان أحمد الخطيب على العود والبزق والجيتار، وستيفان بريمان على الباص، وصوفي كاسباروفا على الفلوت، وناصر سلامة على الإيقاع، وفادي حتر على الشيلو، ويعرب سميرات على الكمان، في حين تولى المكساج: أحمد الخطيب، والماسترنج: يعرب سميرات، والمونتاج: تامر قراعين ورلى البرغوثي.

من كلمات الأغنية:

«عَ نبع الميّة عَ نبع الميّة

وامَى بعيونه ونادى عليّ

بكّلني بوردة وغنّالي شويّة

وقلّي اشتقتلّك وايدُه بايدَيِّه

بحدّ الزيتونة

تغزّل بعيوني

يا قلبي بحبّو يا ربي خطي

يا بحر بلادي يا دمع إجدادي

حلفت مواجك تبحر عَ الهادي

ويا طير الشادي مغرّد بالوادي

حمّل سلامي تا يرجع ليّ».

وكانت لارا عليان، قد قدمت مؤخرا، أغنية «جدّو» من كلمات وألحان وتوزيع تامر قراعين، وأدت هذه الأغنية بطريقة مختلفة عن الأغاني السابقة، متقمصة دور الطفل الذي يناجي جده ببراءة وحنان.

وشهدت الأغنية منذ ولادتها رواجاً كبيراً في أكثر من قطر عربي، لكونها مهداة للأجداد والجدات، وباتت أغنية للأسرة العربية.

وحول اختيار كلمات أغنية (جدو) تقول لارا عليان: «لقد حفل القاموس الغنائي والشعري بالأغاني التي تمجد الأم، لكنه بخل على الأب والجد، فجاءت أغنية (جدو) لتعوض نقصاً في هذا المجال».

وكانت عليان قد قدمت في عام 2019 أغنية وطنية بعنوان «أسرى» من كلمات صلاح أبو لاوي، وألحان عمر عباد. ولامست الفنانة شغاف القلوب، وخاطبت الضمائر، بأدائها الفني لهذه الأغنية التي تتحدث عن معاناة أسرى الحرية وصمودهم في مواجهة المحتل الصهيوني، دفاعاً عن قضية الوطن والأمة، دون أن يتسلل اليأس إلى نفوسهم.

وكان الألبوم الأول لعليان قد صدر في عام 2014 بعنوان «حلوة»، متضمناً مجموعة من الأغاني الوطنية والاجتماعية، ثم غنت بعد ذلك «تحت الشتي» من كلمات إياد قحوش وألحان ميشيل شلهوب وتوزيع محمد عصفور، كما غنت أيضاً «هلا تركنا» من كلمات وألحان وتوزيع تامر قراعين.