Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    26-Sep-2016

نتنياهو على حق - جدعون ليفي

 

معاريف
 
الغد-  أعطوا ما لقيصر لقيصر: بنيامين نتنياهو على حق. انه على حق حين يقول إن العالم في جيب إسرائيل، انه على حق حين يتنبأ أن لإسرائيل مستقبلا مضمونا في الأمم المتحدة، انه على حق حين يظهر وهو واثق من نفسه ويبتسم ومتفائل بشكل لم يسبق له مثيل، لديه كل الاسباب لذلك. نتنياهو على حق – وهذه هي الكارثة.
  خاب أملنا. خاب أمل كل من آمن بالعالم، وكل من آمن ببراك اوباما، كل من آمن باوروبا، كل من آمن بالرأي العام الغربي في التأثير على الحكومات. خاب أمل كل من آمن انه لن تكون هناك كولونيالية في القرن الـ 21 وان الاحتلال العسكري الفظ لا يستطيع الصمود لفترة طويلة من الوقت. كل نبوءات الغضب التي كان مصدر الامل لمن آمن بان الاحتلال الاسرائيلي يجب أن ينتهي. وعدونا بالضغط الدولي والعقوبات، العزلة الدولية ووقف المساعدات الأميركية، المقاطعة والاستنكار، وحصلنا على احتلال، لم يسبق أن كان عميقا الى هذا الحد، وإسرائيل التي لم تكن قوية الى هذا الحد. وعودات بأن الاحتلال لا يستطيع أن يستمر إلى الأبد، وهو لا زال مستمرا. لماذا؟ لان اسرائيل قوية. وهي ليست معزولة ولا بطيخ. اعترفوا: الاحتلال الاسرائيلي معززا اليوم أكثر مما كان عليه قبل عشر سنوات ونهايته لا تلوح بالافق. يجب الاعتراف بذلك.
  يجب الاعتراف بأن الفلسطينيين معزولون، مقسمون ومنسيون بشكل لم يسبق له مثيل على المستوى الدولي، العرب ينزفون والمسلمون متروكون، والمهاجرون مكروهون، الاحتلال الاسرائيلي يستفيد من هذا الوضع السيئ. فقد العالم اهتمامه في الصراع الذي هو الأخطر على أمنه والذي يثير موجات العنف الأوسع. فقد اهتمامه في الصراع الذي يستطيع حله بسهولة نسبية. لا يوجد صراع يوجد حوله اتفاق عالمي واسع إلى هذا الحد، لا يوجد موضوع يوحد العالم مثل رفض الاحتلال الإسرائيلي. من الهند وحتى كوش من بكين وحتى واشنطن مرورا بموسكو، جميعهم يقولون إنهم ضد وجميعهم تقريبا على يفعلون شيء. كل شيء مليء بالتناقضات: لا توجد دولة تعتمد إلى هذا الحد على دعم المجتمع الدولي مثل إسرائيل وهي بالذات تسمح لنفسها بتمريغ وجهه، الامر الذي تجرؤ عليه دول قليلة فقط.
الجهة الناطقة الوحيدة المتبقية هي المجتمعات المدنية وجهات مثل البي.دي.اس . هي لم تتنازل وتعمل بتصميم من أجل مقاومة الواقع الذي يعيش فيه ملايين البشر تحت الاحتلال البشع. لكنهم لوحدهم. يتضح أيضا أنه في الديمقراطيات الغربية قوة الرأي العام محدودة. خاصة عند الحديث عن إسرائيل. 
ووسائل الإعلام الدولية تتغير بالتدريج لصالح الاحتلال. الجامعات مشتعلة واليسار الأوروبي غاضب والليبرالية الأميركية تحتج – والحكومات تفعل ما تريد. تدفع الضريبة الكلامية وتستدعي نتنياهو بطريقة محترمة – كما فعلت هولندا في الآونة الأخيرة، صاحبة الصورة المتحضرة. لماذا يجب دعوة من أعلن أنه لا ينوي انهاء الاجحاف؟ وايضا لا ننسى اتفاق المساعدة للولايات المتحدة.
هذه  الغرابة – دولة مرتبطة الى هذا الحد بالعالم وتستطيع التصرف وكأنه لا يوجد عالم – ليس لها تفسير منطقي. جميع التفسيرات المعروفة، بدء من تهمة المحرقة وحتى الخوف من الاسلام لا تكفي لتفسير السلوك المنافي للقيم المعلنة ولمصالح المجتمع الدولي. يجب الاعتراف بذلك. يجب الاعتراف بان نتنياهو على حق حين يعد الأمم المتحدة إنه "بعد عدة سنوات الكثير منكم سيصوت لصالح إسرائيل". يجب الاعتراف بأن العالم لا ينوي رفع أصبعه من أجل تحرير الفلسطينيين (والإسرائيليين) من الاحتلال. يجب الاعتراف بأن لدى نتنياهو أسباب جيدة تجعله راضيا. تعود الطابة الى الساحة الاسرائيلية الداخلية التي هي لامبالية وخالية تقريبا من الناس.