Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-Dec-2017

‘‘الفنون الإسلامية‘‘.. معارض فنية جمعت عوالم الجمال في لوحات بصرية

 

سوسن مكحل
 
عمان-الغد-  رافقت "الغد" الوفود الإعلامية العربية والدولية المدعوة لمهرجان الفنون الإسلامية بالدورة العشرين في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية، الذي افتتح في الرابع عشر من شهر كانون الأول (ديسمبر) الحالي ويستمر بتقديم وعرض فعالياته حتى الثالث والعشرين من كانون الثاني (يناير) 2018.
لعل ما يميز الصورة العامة لدورة مهرجان العام الحالي للفنون الإسلامية، اتخاذها عنوان "أثر" شعاراً يستنطق اللوحات والأعمال البصرية المشاركة ضمن الفعاليات، والتي مزجت أثر الفن الإسلامي وتاريخ الحضارة المستمد من المساجد والإرث العربي هوية رئيسية جمعت الفنانين كافة من مختلف أنحاء العالم في بوتقة واحدة.
المهرجان الدولي الذي تنظمه دائرة الثقافة في حكومة الشارقة يهدف لعكس حيوية الفنون الإسلامية وعمقها التعبيري كلغة فنية عالمية، وهو ما تأصل حقيقة على أرض الواقع بالأعمال التي شارف معظمها على البوح والتصريح بهويتها الجمالية والمأخوذة من التاريخ والحضارة الإسلامية والعربية من أقطار العالم كافة.
المهرجان الذي تأسس في العام 1998، بمنجز الفن الإسلامي في بعديه الحضاري والراهن، تطوّر الى حيث الخيال والإبداع، فكانت الأعمال تحاكي هوية ومشاهد بصرية تعبّر عن حقيقة وجمال وزمان نقلت الرائي الى عوالم داخلية وأحيانا عوالم "فتنازية" خيالية طغت عليها دقة التفاصيل ومتعتها للعين.
التنقل في المهرجان أشبه بالتنقل بين فكرة وأخرى وبين عالم وآخر يحثك على رؤية المزيد من تفاصيل المهرجان ورؤية التقارب بين الفنان وعمله، بالإضافة الى مشاركات بلغت حوالي 270 فعالية، بين معارض ومحاضرات وورش فنية، وغير ذلك من الفعاليات، بالتعاون في تنظيم العديد منها مع ثمانٍ وعشرين جهة في الشارقة.
الأعمال المشاركة في المعرض تنوعت في أفكارها المقدمة شكلاً ومضموناً، وعكست أعمال الفنانين المشاركين رؤى بصرية وأفكارا هادفة استخدم فيها الزجاج والخشب والصوف والإضاءة لتشكيل لوحات فنية رافقتها زخارف مستمدة من الطراز الإسلامي لتترك ما يبتغيه المهرجان من "أثر" تركه الإرث الحضاري العربي الإسلامي حتى يومنا الحالي.
واستطاعت أن تعزز أثراً بالشكل والمضمون والفكرة البصرية التي انسجمت بصريا بشكل واضح مع معالم الإرث الإسلامي، كما في فكرة "المسجد الطائر" التي اتخذت من مداخل المساجد الإسلامية وزواياها تصميما لخيوط راحت تسبح بالفضاء العيني والحسي للمشاهد بصورة معاصرة.
أقيم خلال المهرجان 44 معرضاً، في متحف الشارقة للفنون، ومتحف الشارقة للخط، ومسرح المجاز، والقصباء وغيرها من الأماكن، سيعرض من خلالها 181 عملاً فنياً، من لوحات وأعمال تركيب، وحروفيات، وخط أصيل، وجداريات. تنوعت بين التراث والأصالة والأشكال الهندسية المستوحاة من الفن الإسلامي القديم المعاصر.
وبلغ عدد إجمالي الفنانين المشاركين 43 فناناً من 31 دولة عربية وأجنبية مشاركة في المهرجان من بينها: ألمانيا والنمسا وإسبانيا واليابان والإمارات والسعودية ومصر والمغرب وغيرها.
وضمن الفعاليات أيضاً، سيتم تنظيم 153 ورشة فنية، وتقديم 27 عرضاً من عروض الفيديو.
وفي الجانبين التنظيري والبحثي، سيقدم المهرجان 46 محاضرة، الى جانب اللقاء الحواري المفتوح بين الفنانين والجمهور.
المهرجان يسعى لترجمة رؤية الشارقة في تأصيل الفنون الإسلامية وتجديدها وترسيخ حضورها على الساحة العالمية المعاصرة للإبداع البصري.
وافتتح المهرجان بحضور المنسق العام للمهرجان محمد إبراهيم، وفرح قاسم مسؤولة المهرجان، وخالد مسلط رئيس اللجنة الإعلامية للمهرجان، وندى الجسمي منسق الإعلام الخارجي للأجانب، وعائشة المزروعي منسق الإعلام المحلي، ونعمات حمود منسق الإعلام الخارجي.
ومن الطبيعي أن يترك الجمال أثراً في إيقاعات الزمن، وما ضمه المهرجان خلال الدورة الحالية فعلاً يستحق بجدارة أن يترك الأثر الأبهى في نفوس زواره ورواده الذين استمتعوا بأجواء تركت الكلمة للعمل الفني ليكون الفصل بالكلمة والمعنى.
المهرجان كثيف وعميق ويسجّل له تخطيه الدورة الـ20 بشكل نقيّ يرواح بين زخارف فنية أصيلة تتحدث عن لغة الجمال من كل أقطار العالم لتمتزج مع أجواء إمارة الشارقة التي تأخذ على عاتقها الحفاظ على هوية النسيج العربي الإسلامي المنفتح على العوالم كافة والفنون الأخرى بأدواتها الحديثة ويمنح فرصة تلاقي العصور والدهور والإنسان في حيّز واحد سنوياً.