Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Apr-2017

تأييد واسع لدعوة جلالته لوضع حد للزج بالمناكفات السياسية والمصالح الضيقة في التعليم تربويون: ‘‘الورقة الملكية‘‘ خريطة طريق لتطوير التعليم

 

 آلاء مظهر
عمان-الغد-  اعتبر تربويون الورقة النقاشية السابعة لجلالة الملك عبدالله الثاني "خريطة طريق للقائمين على قطاعات التعليم لوضع الخطط التنفيذية لترجمة الرؤية الاستشرافية ومواكبة احدث التغيرات لتطوير العملية التعليمية".
وأجمع هؤلاء في احاديث لـ"الغد" أمس على أن الورقة "مؤشر للاستعجال، فالتغير الذي سنقوم به اليوم سنلمس اثره بعد 12 عاما"، مبينين أن الرؤية الملكية الاستشرافية تدعو القائمين على قطاعات التعليم "لوضع الخطط التنفيذية والبدء بإجراءات تنفيذية ملموسة، والعمل دون تردد أو تأخير، واستثمار كل الطاقات البشرية والموارد المتاحة وتوجيهها لتحقيق النهضة التعليمية التي يصبو اليها جلالة الملك عبدالله وجلالة الملكة رانيا".
واشاروا إلى ان الورقة النقاشية أظهرت الرؤية الملكية للأردن في قطاع التعليم في أن يكون الأردن منارة للعلم والمعرفة.
وقال وزير التربية والتعليم الأسبق وليد المعاني إن الورقة النقاشية السابعة لجلالة الملك هي الاولى الخاصة بالتعليم، لكن جلالة الملك كان ومنذ توليه سلطاته الدستورية يشير إلى أهمية التركيز على التعليم سواء التعليم العام او العالي.
واضاف، "وبعد أن خرجت الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية ودار نقاش طويل حولها في الصحف والمحطات التلفزيونية كان واضحا انه "جلالة الملك قرر ان يحسم الجدل بأنه لا يوجد نهضة بغير تعليم"، مبينا ان الورقة موجهة لطرفين هما "المسؤولون المتباطئون في انجاز مضامين الاستراتيجية، والثاني المجتمع الاردني بأسره وخصوصا الذين يرفضون عملية التطوير".
واشار إلى ان جلالة الملك "حذر بشكل واضح وصريح  من خطورة الزج بالمناكفات السياسية والمصالح الضيقة في التعليم، كون التعليم فوق ذلك"، مشيرا إلى ان هناك كثيرين يعتقدون ان الوضع الحالي في التعليم هو الانسب "لأنهم متعودون عليه ومطمئنون اليه ولذلك لا يفكرون بالمستقبل كونهم متخوفين من ان لا يكون لهم دور فيه، وهم لذلك يحاربون اية افكار تتعلق بتطوير وإصلاح التعليم، وهو ما يقف في طريق الأردن ليكون قائد مسيرة تحديث مسيرة التعليم في العالم العربي".
وأشار المعاني إلى أن الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية التي تم الاتفاق والتوافق عليها من قبل جميع الاطراف وضعت خريطة طريق ورسمت مسارا للتنفيذ، مشيرا إلى أن ما تم إنجازه بعد عام على هذه الاستراتيجية لم يتعد محور تدريب المعلمين حيث بدأت اكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين بتدريب 180 معلما العام الماضي و500 معلم ومعلمة العام الحالي، لكن ذلك هو خطوة واحدة على الطريق".
وقال إن جلالة الملك في ورقته "وضع النقاط على الحروف وأنه من غير المقبول أن نبقى صامتين وعملية التعليم في حالة تدهور"، لافتا إلى أن "الملك أوضح في ورقته النقاشية نوعية الطلبة التي نريد وهي طلبة اردنيون قادرون على المنافسة، وهذا الامر لا يتم بغير تعليم، ولا يمكن مواكبة تحديات هذا العصر بغير أدواته المعرفية الجديدة المتمثلة بوجود مناهج تواكب العصر".
وقال، ان جلالة الملك مستبشر بنقاش ملف التعليم الذي لم يقتصر على امة دون امة وبالتالي فإن ورقة جلالته تعتبر "محفزا ودافعا قويا لإصلاح التعليم كونها تدعو إلى الابتعاد عن المماطلة لاسيما أن الأمور جميعها مشخصة واضحة وبقي علينا التنفيذ".
واكد المعاني "الحاجة إلى مناهج تفتح ابواب التفكير العميق والناقد وآن لنا أن نترك أسلوب التلقين، وهو ما يتطلب مواد تتعلق بالفلسفة والمنطق والجمال، كما أن الاستراتيجية اهتمت بمرحلة التعليم المبكر ما قبل المدرسة لما لها من اهمية كبيرة في تكوين عقل الانسان".
واوضح ان ورقة جلالة الملك كانت رسالة واضحة للمضي قدما بعملية التطوير ومواكبة التغيرات وعدم الخوف، وأن نستثمر بالثروة البشرية، مشددا على أن هذه الورقة يجب ان تعتبر مؤشرا للاستعجال، فالتغير الذي سنقوم به اليوم  سنلمس اثره بعد 12 عاما.
من ناحيته، اعتبر مدير ادارة التخطيط التربوي في وزارة التربية والتعليم السابق محمد أبو غزلة أن الورقة النقاشية "تعد خريطة طريق للقائمين على قطاعات التعليم العام والتعليم العالي والتدريب المهني والتقني لوضع الخطط التنفيذية لترجمة الرؤية الاستشرافية"، مبينا ان جلالة الملك كعادته سباق في طرح الرؤى الاستشرافية، وينير الطريق لتطوير قطاعي التعليم العام والتعليم العالي.
وأوضح ان جلالة الملك في ورقته حدد "رؤية ورسالة" لقطاع التعليم في الأردن؛ للوصول إلى الريادة والقيادة، وليغدو هذا القطاع أنموذجًا عربيًّا ودوليًّا وبيت خبرة لكل الدول المحيطة والصديقة.
وقال ابو غزلة، ان الورقة النقاشية أظهرت الرؤية الملكية للأردن في قطاع التعليم في أن يكون الأردن منارة للعلم والمعرفة، لافتا إلى ان الورقة حملت رسالة صريحة متعلقة بتأهيل المتعلمين لأن يواجهوا تحديات الحياة، وأن يقيموا أعمالا ناجحة، وأن يمارسوا حرفا قيمة، وأن ينشئوا أسرا متآلفة، ويبنوا مجتمعا متماسكا.
واعتبر ان الإجراءات التنفيذية لتحقيق الرؤية والرسالة الملكية تتمثل في توجيه المدارس والمعاهد والجامعات لتكون مصانع للعقول المفكرة، والأيدي العاملة الماهرة، والطاقات المنتجة، وأن تكون مختبرات تُكتشف فيها ميول الطلبة، وتُصقل فيها مواهبهم، وتنمي قدراتهم، بحيث تزودهم بكل ما يعينهم على استقبال الحياة، ومواجهة ما فيها من تحديات، والمشاركة في رسم الوجه المشرق لأردن الغد.
وهنا، بحسب أبو غزلة، تبرز أهمية الدعوة إلى إعادة النظر بالتخصصات الأكاديمية في الجامعات والتوسع في التخصصات المهنية التطبيقية والتقنية، وإعادة النظر بأسس القبول تراعي القدرات والميول والاستعدادات لدى المتعلمين والتركيز على التعلم ذي المعنى المرتبط باحتياجات المجتمع المحلي والعالمي ليتم ربط تعلمهم بالحياة، وتوفير البيئة المحفزة والمعززة للتعلم وفق الحاجات.
وبالاضافة إلى ذلك، دعا إلى "وضع خطط لتنمية المعلمين وتدريبهم وتمكينهم من انتاج طلبة يعرفون كيف يتعلمون، وكيف يفكرون، وكيف يغتنمون الفرص ويبتكرون الحلول المبدعة لما يستجد من مشاكل ويعرض من عقبات، وتمكينهم أيضا من مهارات التفكير بمختلف مستوياته ومنها التفكير النقدي والتحليلي والابداعي.
ورأى أن ذلك يحتاج إلى وضع خطة شمولية لتطوير عناصر المنظومة التعليمية كافة لضمان قدرتها على توسيع مدارك الطلبة، وتعميق فكرهم، وإثارة فضولهم، وتقوية ثقتهم بأنفسهم، مشيرا إلى أنه يُفهم من التوجيه الملكي أن "تكون عملية التطوير شمولية وتشمل كافة المراحل التعليمية ومساراتها الأكاديمية والمهنية، بما فيها عناصر المنظومة التعليمية من مناهج وكتب، وبيئة تعلم ومدرسين وطلبة وفنيين، وحوكمة.
وأشار إلى ان الرسالة اكدت ضرورة أن لا يتعارض كل ذلك مع ترسيخ الاعتزاز بالهوية الإسلامية والعربية وتراث الآباء والأجداد، ومن هذا التوجيه يفهم ايضا أن "الماضي العريق وما تركه الآباء والاجداد ودور الحضارة والهوية الاسلامية التي استطاعت أن تؤثر في العالم من خلال قيمها الاسلامية السمحة وتواصلها وتفاعلها الإنساني مع الآخرين يجب أن تكون مصدرا ملهما لنا في التعامل والتعايش، والافتخار به".
ودعا ابو غزلة إلى بناء شراكات وطنية داخلية وخارجية لدعم تطوير التعليم ماديا وفنيا، والبحث عن مصادر بديلة لضمان توفير تعلم نوعي، وبيئة مناسبة ومحفزة على التعلم، وملبية للحاجات، ومتوائمة مع متطلبات التنافسية المحلية والعربية والدولية، ودراسة الأنظمة في الدول المتقدمة، والاستفادة من تجاربها التي أدت إلى تقدم التعليم فيها، وتكييفها خاصة في مجال العلوم والرياضيات وغيرها.
ورأى أهمية الاعتراف بالتحديات والصعوبات وإعلانها؛ والتعاون مع المؤسسات والجهات المعنية لإحداث التغيير المطلوب الذي أصبح الثابت الحقيقي في الحياة، وتحديد احتياجات المتعلمين في ظل التطور المعرفي والتقني، والعمل على تلبيتها واحترام قدراتهم وميولهم، والاعتراف بقدرتهم على التعلم والإبداع وتغيير أدوات التقييم التقليدية، ووضع خطة لدمج القوى الوطنية والجهات المعنية كافة في تحمل المسؤولية الوطنية في عمليات التطوير، والمشاركة الفاعلة في دعم الخطط وتحديد أدوارها ومسؤولياتها، وأخرى لاختيار المعلمين واستقطابهم والمحافظة عليهم وتوفير كل السبل التي تمكنهم من إعداد أجيال الغد؛ لأنهم الأساس في أي عملية تطوير، وهم الاساس في عملية التنمية وتوجيه الطاقات الطلبة واستثمارها. وتشمل الإجراءات التنفيذية، بحسب أبو غزلة، وضع الخطط التنفيذية لتوصيات الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية باعتبارها المظلة والموجه لبناء الخطط التنفيذية في محاور التعليم العام والعالي والتدريب والتعليم المهني والتقني، وفي هذا التوجيه، والمحافظة على المؤسسية في عمليات التخطيط والتطوير، ووضع تصور لاعتماد اللغة العربية ومصادر التراث العربي والإسلامي والعالمي الإنساني؛ لتكون مصدرا وموجها للتفاعل والتغيير والتطوير، ولتعمل عناصر للتواصل الإنساني على تعظيم القواسم المشتركة بين الناس، ونبذ التعصب والتطرف والغلو.
كما يشمل أيضا "التوجيه إلى المركز الوطني للمناهج لوضع خطة لتطوير المناهج والكتب المدرسية، واعادة النظر بالأطر العامة للمناهج والكتب المدرسية، وفتح المنافسة لتأليف الكتب المدرسية وإخراجها، والاستفادة من الخبراء والمختصين ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الدستورية، بحيث تضمن مشاركة مجتمعية واسعة في عملية التطوير، وإدماج مهارات التفكير فيها، وتوظيف مهارات العلم وليصبح محتوى المناهج والكتب المدرسية مرتبطا بالحياة". 
بالإضافة إلى ما سبق دعا إلى "وضع خطة تنفيذية لتدريس اللغات العالمية او تفعيلها، لتمكين الطلبة من الاستفادة منها في الاطلاع على التجارب والممارسات الناجحة والتعلم منها، وتوظيفها في تبادل المعرفة وإنتاجها، والتركيز على توظيف مهارات لغة العصر التكنولوجية لتمكين المتعلم والمعلم من توليد المعرفة وإنتاجها". 
وأكد أبو غزلة أن الرؤية الملكية الاستشرافية تدعو القائمين على قطاعات التعليم لوضع الخطط التنفيذية والبدء بإجراءات تنفيذية ملموسة، والعمل دون تردد أو تأخير، واستثمار كل الطاقات البشرية والموارد المتاحة وتوجيهها لتحقيق النهضة التعليمية التي يصبو اليها جلالته وجلالة الملكة رانيا.
بدوره، رأى الخبير التربوي ياسر السالم ان الورقة النقاشية السابعة لجلالة الملك المتعلقة بالتعليم جاءت مؤيدة لما هو مطروح الآن من توجهات لتطوير العملية التربوية بكافة جوانبها، مشيرا إلى شمولية الورقة وتفصيلها لآلية تطوير عناصر العملية بكافة اركانها.
ولفت السالم إلى ضرورة ترجمة ما جاء في الورقة النقاشية على ارض الواقع، من خلال تدريب المعلمين وتحسين اوضاعهم وتطوير التقويم الذي يشمل امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة (التوجيهي)، والامتحانات المدرسية كونهما يعتمدان على قياس التذكر، والانتقال إلى مرحلة الفهم والتطبيق للوصول إلى اعلى مرحلة وهي الابداع.
واضاف، ان جلالة الملك ركز في الورقة على تطوير المناهج لتواكب آخر المستجدات والتوسع في عملية تدريب المعلمين لتصبح اجبارية لجميع من يلتحق في التعليم، مع استمرار إجراء تقييم مستمر لهم.
من جانبه، قال وزير التربية والتعليم عمر الرزاز في تصريحات اعلامية منشورة على صفحة الوزارة الرسمية على "فيس بوك"، إن الورقة النقاشية السابعة لجلالة الملك "تأتي بعد 6 اوراق نقاشية مهمة شكلت بمجموعها تراكما مهما"، مضيفا ان هذه الورقة "تركز الانتباه على مواردنا البشرية بصفتها الثروة الحقيقية التي يمتلكها الاردن وأهمية تطوير التعليم بما يتناسب مع الابتكار والابداع بعيدا عن التلقين".
وأوضح الرزاز أن الورقة السابعة ركزت ايضا على "قضية الحوار العالمي والعربي بما فيه الأردن حول التعليم وكيف نؤهل المعلم والطالب ليكونا قادرين على الابداع بما يتلاءم مع وتيرة التغير السريع التي يشهدها العصر"، مبينا ان الورقة النقاشية الملكية تؤكد أن "المعلم محور مهم في عملية التطوير التي يطمح لها جلالته".