Thursday 9th of May 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Jul-2016

"ستار تريك بيوند": العودة للأصل من جديد

 

إسراء الردايدة
عمان-الغد-   مع إطلاق الجزء الجديد من سلسلة أفلام "ستار تريك" بتوقيع المخرج جايمس لي، وكونه الفيلم الـ14 من أفلام أطلقت قبل خمسين عاما؛ أي في العام 1966، تتمثل البداية بمسلسل تلفزيوني تبثه شبكة "سي بي اس"، ومنذ ذلك الحين بات ذا شهرة عالمية.
والفيلم الجديد "Star Trek Beyond"، يذكر بما هي أسباب شعبيته والتي ارتبطت بإيرادات عالية على مدى العقود الخمسة التي مضت مسجلة ما يتجاوز 1.9 بليون دولار، والأكثر نجاحا منها هي تلك التي أنتجت العام 2009 للمخرج جي جي ابرامس، وهذه المرة الفيلم يشارك في بطولته كريس باين، زاكاري كوينتو، سايمون بيج، كارل أوربان، زوي سالدانا، جون تشو، إدريس إلبا، وانطوان يلتشين الذي توفي في الشهر الماضي وكرم بشكل خاص في الفيلم.
أما المغامرة فهي تتواصل بعد تعرض طاقم "يو إس إس إنتربرايز" إلى هجوم من قبل كائنات فضائية غامضة، ليجد نفسه وحيدا في كوكب جديد حيث ينتظره عدو آخر، وبقيادة كابتن جيمس تي كريك، وتحت هجوم عنيف غير قابل للردع بواسطة موجة كبيرة من فضائيين مجهولين، يدمرون لهم مشروعهم ليتركوهم بمفردهم على كوكب جديد بمواجهة عدو شرس بأسلحة وقوة جبارة.
وتحمل هذه السلسلة التي من المنتظر أن تحقق أرباحا عالية بلغت حتى هذه اللحظة 10.8 ملايين دولار، وهي أثقل من تلك التي حققتها سلسلة سبقتها، لكن الوقت ما يزال مبكرا للحكم، خصوصا أن القصة لا تتمحور عن الحرب في الفضاء، بقدر ما هي تتناول الاكتشاف ومتعته وجاذبيته. 
ففي الوقت الذي يحاول فيه كل من سبوك (الممثل زاكري كوينتو) وبونز (الممثل كارل اوربان) أن يفهما ما يدور في الكوكب الجديد الذي حطا فيه، فإن العديد من الكائنات الجديدة بأشكال مختلفة تظهر للمشاهد منذ افتتاحية الفيلم وفي مشاهد أخرى ولو بشكل طويل مبالغ فيه.
إلا أن الجزء المهم هي أن القصة هي طاقم USS الذين يجدون أنفسهم وقد تقطعت بهم السبل في كوكب غامض بعد أن فقدوا كل وسائل الاتصال مع أي عالم خارجي، ليقسموا أنفسهم لمجموعات صغيرة كي يتفاعلوا مع الوضع الجديد؛ حيث يظهر أكثر ثنائي ما بوننز وسبوك.
والهيكلة الجميلة في الفيلم، إتاحة المجال للشخصيات أن تعمل لتجد كل منها الأخرى وإدراك أن القوة هي العنصر الوحيد الذي سيبقيهم على قيد الحياة في ظل تلك الظروف الصعبة، وحاجتهم للتفكير بطريقة للهرب وإيقاف تلك القوى الغامضة من أن تؤذي أي شخص آخر.
وفي قالب هدف يتبع الآخر، تظهر الشخصيات ومشاحنات وتكشف أمورا وأسرارا، التي تراكمت في آخر جزأين من هذه الأفلام، وهذا يعني أن هناك حاجة لتصبح القصة هي العنصر الأقوى لفيلم قوي في شباك التذاكر، ومشاهد المطاردات لتحقق ضربتها القاضية وتنجح.
وكون الاستكشاف جزءا مهما من فيلم "ستار تريك"، وفي حلقات سابقة حتى التي ركزت على المركبة وطاقمها وحاجتهم لمعرفة كل ما يحصل في كوكب غريب خاصة السلسلة الأصلية وThe Next Generation، بينما هذا الفيلم يحتضن لغة "ستار تريك" الكلاسيكية في حيلة متقنة بتقديم مشهدين من الأصل بطريقة مبتكرة.
وما يعيد للذاكرة أن هذا الفيلم تسكنه الليبرالية التي سادت في ستينيات القرن الماضي، فشخصية كرال الشرير التي لعبها الممثل ادريس البا تحمل وجهة نظر مختلفة للمستقبل، وما يحمله في طياته، والرسالة الأهم في نهاية المطاف من هذا الفيلم هي أن صنع السلام أكثر أهمية من شن الحرب. وهي الفكرة نفسها التي قدمها مبتكر المسلسل جين رودنبيري والتي تعود لخمسين عاما منذ بداية فكرة "ستار تريك" في أيلول (سبتمبر) 1966.
وقدمت آنذاك أن البشر في المستقبل سيبددون كل الصراعات والاختلافات، ويعيشون بسلام تام ليتجاوزا قصصا أخرى أكبر وأكثر فتكا، وفي هذا الفيلم يبني الصراع حول الفكرة نفسها، في تساؤلات أكبر حول إمكانية أن تجتمع المجتمعات وتعيش بدون أي صراع قبل اتخاذ أي قرار، وهل يمكن أن تصبح الحياة مثالية على هذا النحو أو أن الأمور ما تزال صعبة المنال وأن هذه الفكرة تستحق هذه العناء والجهد لتحقيقها.
لا سيما في عالم مليء بالاختلافات وبشر وأفراد يعملون معا من أجل العيش بتناغم وسلام وتجاوزه يعني أن من الممكن أن يكون أمرا طبيعيا وليس مجرد فكرة بل قاعدة، وهذا الفيلم يمثل الفكرة الأساسية لبداية "ستار تريك" وأكثرها ارتباطا به.
ويحضر في هذا الفيلم تنوع واضح من حيث التنوع العرقي، فالشخصية الأنثوية الرئيسية فيه هي الممثلة الجزائرية صوفيا بوتيلة وتلعب دور جايلا، ولطالما قدمت الأعمال السابقة شخصيات من أصل روسي وآسيوي خاصة في السلسلة التي ظهرت في الستينيات، والتي قدمت تصورا لما سيكون عليه المستقبل، ووقفت عند أقليات متنوعة، لكن الإدارة تغيرت، لتغدو تلك الشخصية النسائية داعما مهما لاسيما للإناث في الفيلم وذات حضور قوي ومختلف عن أي شخصية نسائية قدمت أداء وشكلا.
ولكن هذا لا يعني أن فيلم "ستار تريك بيوند" خال من العيوب، فبعض مشاهد المعارك في الفضاء بدت فوضوية، ومقارنة بحلقات من "ستار تريك" مع الفيلم لم يختلف الأمر كثيرا؛ أي أن الفوضوية لم تختلف كثيرا.
أما عنصر الغموض فكان سطحيا بعض الشيء، بحيث لا يخفي ما يجب من أحداث لتصبح مشوقة بل كأنه ظاهر للعيان، ما جعل هذه الأمور تظهر الأحداث بشكل غير مدروس وعشوائي. مقارنة بأمور كانت هي الأكثر نجاحا هي التسلسل في تقديم الأحداث والمؤثرات التي تقترب من اللعب بفيزياء المؤثرات، ما عزز ضعف الغموض في نقاط معينة وجعلها ممتعة.