Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Mar-2018

تحية لنشامى الوطن بيوم الكرامة - د. اسمى الشراب العبادي

 الراي - خاض الجيش العربي الاردني العديد من المعارك البطولية على أرض فلسطين، وكان له شرف الدفاع عنها والمشاركة في جميع المعارك التي خاضها العرب دفاعاً عن فلسطين، والاحتفاظ بأجزاء منها بعيداً عن الاحتلال، وكان اهمها معركة الكرامة التي حملت اسمى معاني البطولة والشجاعة للقيادة الهاشمية والقوات المسلحة الاردنية التي حققت النصر.

وقد وقعت معركة الكرامة بتاريخ 21 آذار من سنة 1968م، حيث قامتْ قوّات الجيش الإسرائيليّ باحتلال نهر الأردن؛ لأسبابٍ استراتيجيّة، حيث عبَرتِ النهرَ مع عمليّات تجسير، وتحت غطاء جويّ مكثف، وقد تصدّى الجيش الأردنيّ لها، وفي منطقة الكرامة دخلَ الجيش في قتال شرس ضدّ الجيش الإسرائيليّ، في عمليّة استمرّت خمسين دقيقة، اما المعركة فقد استمرّت بعدَ ذلك بين الجيش الأردنيّ، والقوّات الإسرائيلية لأكثر من ستّ عشرة ساعة، وقد فشل الجيش الإسرائيلي في الانسحاب بشكل منظم، حيث تمكنت القوات الأردنية من قطع جميع خطوط الاتصال بين القوات الإسرائيلية المندحرة، ممّا دفع الإسرائيليّين للانسحاب بشكل كامل من أرض المعركة.
فكانت النتيجة هزيمة الجيش الاسرائيلي على يد الجيش العربي الاردني، وانسحابه من ارض المعركة، حيث كانت خسائره كبيرة في الأرواح، بالإضافة الى تدمير عدد كبير من الاليات والمعدات التي ترك بعضها على ارض المعركه، وتمكّنَ الجيش الأردنيّ من الانتصار على الجيش الإسرائيليّ، وطردهم من أرض المعركة، بينما قدم الجيش العربي الأردني عددا من الشهداء والجرحى، وتركت معركة الكرامة اثار نفسية مهمة، تمثلت برفع معنويات الانسان العربي عامة، والأردني خاصة، وإعادة ثقته بنفسه، وادى فشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق مقاصده الى تحطيم اسطورة التفوق العسكري لإسرائيل ومقولة الجيش الذي لا يقهر، وتعتبر معركة الكرامة من اكثر الهزائم التي جرحت إسرائيل في الصميم.
ووجه الملك الحسين بن طلال رحمه االله، كلمة هنأ فيها جنود الجيش العربي الأردني بانتصارهم جاء فيها: « وكانت الأسود تربض في الجنبات على اكتاف السفوح وفوق القمم، في يدها القليل من السلاح والكثير من العزم، وفي قلوبها من الايمان العميق باالله والوطن، وتفجر زئير الأسود: االله اكبر».
لذا تعد معركة الكرامة نقطة تحول مهمة في الصراع العربي الإسرائيلي بعد عام 1967م، حيث احرز الجيش العربي الأردني اول نصر عربي على الجيش الإسرائيلي ، وقد نقشت معركة الكرامة الخالدة بطولات جنود الجيش العربي الأردني على صفحات التاريخ العربي وعانقت به أمجاد أجدادنا السالفين في حطين واليرموك.
وقد انتهت المعركة بفشل الجيش الإسرائيليّ من تحقيق جميع أهدافه، وأثبتت قدرة قوات الجيش الأردنيّ على تجاوز كافّة الأزمات السياسيّة، وعلى القتال وإبقاء الروح القتاليّة عالية، وأظهرت هذه المعركة أيضاً مدى الإرادة والتصميم من أجل تحقيق النصر، وقد أبرزت المعركة حسن التخطيط، والتحضير، والتنفيذ عند الجيش الاردني، بالإضافة إلى أهميّة الاستخبارات، التي لم ينجح الإسرائيليّون في تجاوزها، كما أثبتت الحرب مدى أهمية الاستخدام الحربيّ للأرض بشكلٍ صحيح؛ فاستخدمَ الجيش الأردنيّ الكثير من التقنيات الذكيّة، مثل إمكانيّة التحصين والتمويه، والتستر، والتجييش، بعكس الجيش الإسرائيليّ الذي هاجم بشكل مكثّف دونَ معرفة بالأرض معتمداً فقط على سلاحه الجوي والغطاء الجويّ. ولمعركة الكرامة في نفوس أبناء الأسرة الأردنية الواحدة أعظم الذكرى والاعتزاز والفخرعندما سطر الجيش العربي الاردني على ثرى غور الأردن الطاهر بدماء أبنائه الزكية أروع ملحمة بطولية تاريخية، وسجل أول نصر تاريخي على الجيش الإسرائيلي المتغطرس، وحطم أسطورة التفوق العسكري لإسرائيل ومقولة الجيش الذي لا يقهر، فبذلك كسرغروره.
وانطلقت الهمة العربية من عقالها في تحرير الإرادة العربية وإعادة الثقة للجندي العربي والجيش العربي المصطفوي الذي حباه االله بقيادة جلالة المغفور له الحسين بن طلال طيب االله ثراه وارث رسالة الحرية والوحدة والحياة الفضلى التي فجرها جده جلالة المغفور له الشريف الحسين بن علي رسالة الثورة العربية الكبرى التي جاءت لتخلص العرب من التبعية ورفع الظلم والاستبداد ويحمل أمانة الوفاء للرسالة التي قضى في سبيلها شهيداً جده المغفور له الملك عبداالله بن الحسين مؤسس المملكة الأردنية الهاشمية، وصانع استقلالها، وباني الجيش العربي، حصن الوطن، المدافع بكل أمانة ومسؤولية عن ثرى الأردن الطاهر الذائد عن حمى العروبة وقضايا الأمة العربية في كل زمان ومكان، ولقد قدم الجيش العربي عبر تاريخه العريق والمجيد أروع الامثلة للتضحية والبطولة، فبذا سطر الجيش الأردني معركة الكرامة باحرف من ذهب في التاريخ العربي المعاصر درةً مشرقةً على جبين الأردن ورمزاً وطنياً على مر الأيام عندما التقى جمع الحق والإيمان بجمع الباطل المتغطرس المُعتدي، وكان لجندنا الأشاوس في يومها صولات وجولات ترددت لها جنبات الوادي المقدس. فحق لنا أن نتباهى ونفاخر بالجيش الأردني الباسل وقيادته الهاشمية الحكيمة قوةً وعزة وشموخا، مثلما يحق له علينا أن نحيي ونمجد بطولاته، ومواقفه الكبيرة المشرفة في التفاني بالذود عن حياض الوطن وشرف الأمة... ويحق لنا قيادة وشعبا ان نحتفل بذكرى النصر في معركة الكرامة الخالدة... وان نزجي التحية لنشامى الوطن...