Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-May-2018

"الاعتراف".. تجربة مسرحية تقارب بين أدب أميركا اللاتينية وسورية

 

عمان - الغد - بينما كان السوريان وائل قدور وعبد الله الكفري يعكفان على إعداد عمل مسرحي جديد مأخوذ عن "الموت والعذراء" للأرجنتيني أرييل دورفمان؛ فرض الواقع عليهما مسارا غير متوقع، لينتهي الأمر على خشبة المسرح بتقديم عمل مركب جمع بين أدب أميركا اللاتينية والواقع السوري.
وبحسب (الجزيرة. نت)، وفي ختام مهرجان "ريد زون 2018" في بيروت كان العرض الأول لمسرحية "الاعتراف" بطولة أسامة حلال وجمال سلوم وحمزة حمادة وسهى نادر وشادي مقرش، وهو العرض الممول بمنحة من مؤسسة المورد الثقافي ومؤسسة (كيه كيه في) الثقافية النرويجية بالتعاون مع جمعية شمس وأستديو زقاق.
وتدور أحداث المسرحية في بيت صغير في دمشق في العام 2012، أي خلال اندلاع حراك شعبي في البلاد، وتتكثف الأحداث في يوم واحد فقط.
ويعيش في البيت جلال الضابط الأمني الذي استغنى النظام الحاكم عن خدماته ومعه مجند يقوم على خدمته، ويهتم بنظافة البيت وتحضير الطعام، ومعهما عمر ابن أخت الضابط جلال.
عمر وزميلان له يجهزون لعرض مسرحية "الموت والعذراء" للأرجنتيني أرييل دورفمان، التي تقوم على لقاء بين سجين وجلاد سابقين. يتعذر إخراج المسرحية نظرا لعدم تطابقها مع الواقع السوري في ذلك الوقت، إذ إن دورفمان كتب النص في بلد ينتقل إلى طور الديمقراطية وفضاء عام لم يعد يحكمه ديكتاتور.
في الوقت ذاته يطلب النظام من الضابط جلال العودة إلى الخدمة العسكرية بعد اندلاع الثورة، فيوقظ هذا الطلب رغبة قديمة لدى الضابط السابق في إعادة امتلاك القوة التي اعتادها لسنوات طوال.
وتتداخل أحداث المسرحية ومشاهدها المؤداة بحرفية عالية بين الواقع والمسرح، بين الماضي والحاضر، معالجة بذلك نتائج تراكمات أربعين سنة من سيطرة الحكم العسكري في سورية على المجتمع والناس والعلاقات بينهم، وثقافتهم العامة المتمثلة في الخوف والشك وحرية التعبير والثواب والعقاب والندم والمسامحة أو عدمها.
ويبرز النص المكثف والرشيق والمرن ملامح كل شخصية من خلال حوارات تدور حول الخوف والعدالة والضحية. هذا الخوف الذي يراه المشاهد على وجوه الممثلين جميعا باستثناء الضابط، فهو العنوان العريض للمسرحية التي لا تقدم أجوبة، بل تكتفي بعرض الواقع المؤلم.
وتختم المسرحية مشاهدها بسؤالين مفصليين: لماذا يجب أن نكون ضحايا ونسكت؟ وماذا نخسر لو قدمنا العدالة ولو في قضية واحدة فقط؟