Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Dec-2019

“سيوف الكرامة”: مواجهة الخطر القادم من الغرب

 الغد-كريم الزغيّر

 “لماذا أجرى الأردن تدريبات عسكرية كبرى ضد الغزو الإسرائيلي؟!”. عنوان تقرير صحفي إسرائيلي، نشرته صحيفة “هآرتس” العبرية، يومئ الى حالة من الفزع مست الإعلام الإسرائيلي، إثر مناورة للقوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي. التقرير بحث في دوافع المناورة وأسبابها وما تحمله من إيماءات سياسية.
وبحسبه؛ فان المناورة حاكت سيناريو يتوقع غزو المملكة من الغرب، وكيفية إحباط هذا الغزو، عن طريق تفجير جسور تُقام على نهر الأردن. لا تنفصم هذه المناورات عن التهديدات الإسرائيلية بضم الأغوار، بخاصة بعد الاعتراف الأميركي الأخير بقانونية المستوطنات الإسرائيلية، كما أنه لا يمكن تجاهل التهديد الواقعي الذي يحيق بالأردن، فالأغوار المحتلة المحاذية للأردن تبلغ مساحتها 720 ألف دونم، إذ تستحوذ على ربع مساحة الضفة الغربية، ويقطنها 50 ألف فلسطيني، كما انها منطقة زراعية خصبة وفيها مصادر مياه وفيرة، بالإضافة إلى كونها ذات بعد استراتيجي عسكري.
خبراء لـ”الغد” بينوا أن المناورة، تحمل دلالات سياسية وعسكرية، والإعلام الإسرائيلي “مُبالغ”.
مدير مركز القدس للدراسات عريب الرنتاوي، قلل من مضمون الضخ الإعلامي الإسرائيلي المرتاب من المناورة، فخلال حديثه مع “الغد” قال “أن تحمل المناورة اسم سيوف الكرامة، لا يعني أننا ذاهبون إلى حرب مع إسرائيل، وهذا الاهتمام الإعلامي بها يعكس قلقا وليس خشية من معركة مقبلة، كما أنه انعكاس لتردي العلاقات بين الأردن ودولة الاحتلال”.
وأوضح الرنتاوي أن “إسرائيل تدمر الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وهذا بدوره يلحق الضرر بمصالح الأردن العليا والكيانية والهوية الأردنية، بخاصة وأن إسرائيل تمارس اعتداء منهجيا بحق الأردن، عبر تقويض الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، أو بالمماطلة كما جرى عند إنهاء ملحقي الباقورة والغمر، وبممارسات السياح الإسرائيليين في الأردن، وهذا السلوك دفع الأردن لاستخدام لغة خشنة”.
وأضاف “هنالك مؤشرات مهمة في الموقف الأردني، وأثمّن هذه المواقف الوطنية والحقيقية، وأدعو لأن تصبح استراتيجية في التعامل مع دولة الاحتلال، وأن تصل هذه المواقف لإعادة النظر بصفقة الغاز”.
لا تنفصم هذه المناورات عن التهديدات الإسرائيلية بضم الأغوار، وتحديدا بعد الاعتراف الأميركي الأخير بقانونية المستوطنات الإسرائيلية.
الكاتب والمحلل السياسي حمادة فراعنة، اتفق مع الرأي السابق، إذ أكد لـ”الغد” أن “هذه المناورة تأتي في سياق المناورات التقليدية للجيش الأردني، وليس لها علاقة بأي عملية عسكرية مقبلة، ويجب عدم ربط ذلك بالخلافات السياسية بين الأردن ودولة الاحتلال”.
وحدد فراعنة أهداف المناورة برسالتين “الأولى للأردنيين لرفع معنوياتهم، وللطرف الآخر، اذ تفيد بأن الأردن لن يسمح بأن تمس مصالحه الوطنية والسيادية”.
كذلك وصف السلوك الإسرائيلي بـ”أنه يعبر عن أزمة داخلية لدى مختلف القوى السياسية الإسرائيلية، وتحديدا، فإن المجتمع الدولي يطوق السياسة الإسرائيلية ويكبح سلوكها، وإسرائيل تتوهم بأن الولايات المتحدة الأميركية تقف إلى جانبها دوما، في حين أن الإدارة الأميركية تقف أيضا إلى جانب المصالح الوطنية الأردنية العليا”.
رئيس حكومة تسيير الأعمال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ذهب نحو تفعيل قوته في ظل تهاغويها جراء فشله في تشكيل الحكومة لمرتين، استخدم قصة “ضم الأغوار” ليظهر انه هو الأقدر على قيادة المرحلة المقبلة، وتوجيه بوصلة تشكيل الحكومة الإسرائيلي ليكون هو رئيسا لها.
فبالنسبة لنتنياها، تبدو مثل هذه “الانفعالات” السياسية “قشة الغريق”، أو عليه التمسّك بها، من أجل مستقبله السياسي، وذلك بعد توجيه المدعي العام الإسرائيلي أفيخاي مندلبليت لائحة اتهامات بحقه، تضمنت تهما من أبرزها: حصوله على رشى. استخدام السلطة لمصالح رجال الأعمال، وقبول هدايا بحكم موقعه أثناء رئاسته السابقة للحكومة.
في قراءته للمضمون الإعلامي الإسرائيلي، أوضح الخبير العسكري اللواء المتقاعد فايز الدويري لـ”الغد” “أن إسرائيل حملت هذه المناورات أكثر مما تحتمل، وهذا أمر متوقع، إذ أن الإعلام الإسرائيلي يستغل أي حدث لتجييره، كي تبين أنها مستهدفة”.
واستطرد قائلا إن “المناورة لها سيناريو يبنى على افتراضات، تستنبط من الواقع، والهدف منها معالجة ثغرات، وليس بالضرورة تطبيقها واقعيًا”، موضحا “أن الأردن يدافع عن صد الخطر، فالتمرين دفاعي وليس هجوميا”.
وبين “أن اسم المناورة له دلالة، تتضمن رسالة أراد الجيش الأردني إيصالها، وهي أنه قادر على أن يدافع عن الأراضي الأردنية”.