Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    14-Jan-2018

العبقري! - احمد ذيبان

 الراي - حتى الانسان المختل عقليا ،ربما يخجل من وصف نفسه «بالعبقري» ! لكن الرئيس الاميركي ترمب ، لا يجد حرجا من إعلان ذلك أمام ممثلي وسائل الاعلام ، ويتفاخر أنه « عبقري جدا» ! صحيح أنه صنع مليارات الدولارات من نشاطه الاقتصادي ، لكنه بدا مستفزا جدا ومنفعلا، وهو يرد على ما جاء في كتاب مايكل وولف «الغضب والنار» الذي هز عالم السياسة ، وزاد مأزق ترمب ، حيثيصف المؤلف الرئيس ب «السطحية وعدم أهليته للرئاسة، وأنه لا يقرأ ولا يسمع.. ومختل عقليا

 ويتصرف كالأطفال»، ورجح إمكانية عزله.
 
الكتاب لا يتضمن عمقا فكريا ، لكنه على طريقة صحافة الفضائح ، يروي قصصا وأحاديث داخل
كواليس البيت الابيض، وخلال جلسات ترمب مع المقربين منه، قبيل الانتخابات الرئاسية وبعد
تولي ترمب سلطاته الدستورية. وهي معلومات لا تخلو من تصفية خصومات وتصفيات حسابات شخصية !
 
وخلال عام من تولي ترمب مقاليد الحكم باتت صورته واضحة للجميع، وأنه شخص غير طبيعي ، وثمة إجماع على غرابة مواقفه وتصرفاته وتناقض مواقفه السياسية المفاجئة، ولا أحد يستطيع التنبؤ بما سيقوله ويفعله الرجل غدا ، ولا تخلو مواقفه وتصرفاته من الطرافة ، وهو يذكرني في بعض تصرفاته «الكوميدية «، بالرئيسين الراحلين، الليبي معمر القذافي ،والروسي بوريس يلتسين !
 
ورغم غياب موقف إيديولوجي واضح لسياسة ترمب، لكنه يبقى رئيس أقوى دولة في العالم تحكمها مؤسسات ، وهو في الواقع أول رئيس أميركي منذ عشرات السنين تعكس أفكاره ومواقفه، العقلية الإمبريالية بأوضح صورها ، فهو يتبنى مواقف تتسم بالحماقة ، وتحسب بالدولارات أو التهديد باستخدام القوة ، وتشعل «تغريداته» أزمات تضع العالم على حافة الخطر، وتحول بعضها الى مادة للسخرية !
 
يتميز ترمب من بين زعماء العالم أنه يعبر عن مواقفه، عبر «تغريدات» سريعة على «تويتر» تفاجىء المؤسسات الدستورية، ما يضطر وزارتي الخارجية والدفاع ل «ترقيع» أخطائه ! الأمر الذي زاد التساؤلات عن فرص الرئيس بإكمال ولايته الدستورية !
 
السياسة الخارجية الاميركية، تقوم على فرض الهيمنة وممارسة الضغوط لضمان مصالحها ، لكن ترمب نقلها الى مرحلة متقدمة في انتهاج « البلطجة والعنجهية»، والتحدث صراحة بمنطق التجارة وشراء مواقف الدول،والتهديد بوقف المساعدات والمنح ، كما حدث بالنسبة لتهديد واشنطن للسلطة الفلسطينية ، بوقف المساعدات عنها ،وتعليق دعمها المالي لوكالة غوث اللاجئين « الاونروا « ،اذا لم تعد السلطة الى طاولة المفاوضات مع اسرائيل ، وقبول قرار ترمب الذي عقد المشهد ، بالاعتراف بمدينة القدس عاصمة للكيان الصهيوني ! وفي نفس المنطق قررت ادارة ترمب وقف المساعدات عن باكستان ،بزعم عدم تعاونها في «محاربة الارهاب» !
 
وكان من أطرف «تغريداته» ، تلك التي هاجم فيها زعيم كوريا الشمالية «كيم جونغ أون «، ردا على تحذير الأخير لترمب بأن «الزر النووي» جاهز على مكتبه، فأجابه ترمب في « تغريدة « مضحكة جاء فيها: « أن لدي أيضاً زراً نووياً، ولكنه أكبر وأقوى ، وبأن زري يعمل ! «. الى درجة أن نشطاء تظاهروا أمام مقر شركة «تويتر» ، للتنديد بعدم إغلاق الشركة لحساب ترمب ، لانتهاكه شروط استخدام الشبكة الاجتماعية بتوجيهه تهديداً !. ومن مفارقات ترمب انه بعد أن صعد التوتر بالتهديد «بالزر النووي» ، أعلن استعداده للاتصال هاتفيا مع زعيم كوريا الشمالية !
 
وبغض النظر عن تصريح رئيس كوريا الشمالية ،التي تخضع بلاده لعقوبات اميركية ،فليس مقبولا من رئيس دولة بحجم الولايات المتحدة، أن يلجأ لتهديد دولة صغيرة بالنووي ، خاصة وأن صورة أميركا بشعة في هذا الصدد، وسبق أن ارتكبت جريمة وحشية بقصفها اليابان بالسلاح النووي في الحرب العالمية الثانية ! وبذلك بدا «كيم» أكثر دهاء ، فهو لوح ب»الزر النووي» لترمب، لكنه أمر بتشغيل» الخط الساخن» بين الكوريتين،والبدء في محادثات عبر قنوات خاصة.
 
فكوريا الجنوبية واليابان جارتان لكوريا الشمالية، ومصالحهما مرتبطة بتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة ، وليس بتغريدات ترمب ومواقفه المتناقضة ! زد على ذلك أنه في مرحلة تتشكل فيها معالم نظام عالمي جديد ،فإن سطحية ترامب وحماقاته وتغذيته لثقافة