Saturday 27th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-May-2015

نستذكر مع الفيصلي (أطفىء لظى القلب)
الراي - كتب: عبدالحافظ الهروط
رغم كل هذا الفرح الذي يعبّر فيه أنصار الفيصلي بفوز الفريق على نظيره الوحدات، وعلى ذات راس ليستعيد كأس الاردن بعد غياب، إلا انه فرح يؤكد عمق الأزمة والاحتقان لجماهير ظلت ظمأى لما اعتادت عليه من انجازات.
جماهير الفيصلي في فرحها هذا، وكأنها تحتفل بأيام «حصاد البطولات» في عقدي الثمانينيات والتسعينيات بقيادة المدرب مظهر السعيد، وما حققه في العقد الماضي عربياً وآسيوياً المدرب العراقي عدنان حمد.
هل الفيصلي عاد الى منصات التتويج وقد فاز بالكأس الليلة قبل الماضية، ومن حقه ان يفرح؟!
أقول لا، لم يعد بعد، فقد كان الفيصلي يحصد كؤوساً في موسم واحد، لا بل جمع كل بطولات الاتحاد في أحد المواسم، وإن لم يظفر في بطولة اعتذر للجماهير العريضة لأن الحظ ادار له ظهره!.
ومع مرور الذكرى الثالثة والعشرين على رحيل الشيخ مصطفى العدوان، نستذكر  تلك الانجازات والبطولات ونستذكر كيف كان نجوم الفيصلي «علامة فارقة» على الساحة الاردنية، و»أوسمة» على صدور المنتخبات الوطنية، في زمن ظل «النسر» يحلق بجناحيه لا يدانيه منافس، ولا «يبرح القمة»، وبروح لا تقبل التردد عن منصات التتويج، رغم كل تلك «الحمائم» التي كانت تطارحه هديلاً،  لا كما ظهر في هذا الموسم مهيض الجناح ، ولم يخُتر منه سوى لاعب واحد في صفوف المنتخب الوطني!.  
من حق أنصار الفيصلي ان يفرحوا، وكذلك الجهاز الفني، لأنهم جميعاً ظمأى للإنتصارات،حتى  خيّل اليّ ولسان حالهم يردد ما قاله الشاعر:
أطفىء لظى القلب بشهد الرضاب       فإنما الأيام مثل السحاب *
ولكن على ادارة الفيصلي وكل من يسعى لمجاملتها ان لا يبالغوا بالفرح او يأخذهم التعبير الى ابعد من الفوز على الوحدات، فهو فوز في مباراة ،ليس الا، والفوز على ذات راس في نهائي البطولة ما هو الا فوز في بطولة ليست جديدة عليه، وليست لقب دوري الذي يغيب عنه ولا يزال يشكل غصة في حلق جماهيره، سواء المقاطعة منها، او الغاضبة فوق المدرجات.
نكتب عن الفيصلي، ونحن نشاهد ونسمع  ضجيجاً ، واذا كنا نلتمس للجماهير  العذر لما يصدر عنها من مظاهر فرح،فإننا لا نعذر ادارة الفيصلي والمقربين منها وحتى بعض اللاعبين والاداريين وهم يرددون بأن ما تحقق ما هو الا «الموقع الطبيعي للفيصلي» فالفيصلي ليس هذا موقعه بهذا اللقب، اذ لو عدنا الى الفريق في حقبة الشيخ مصطفى  لوجدنا كم كانت الطرق سالكة الى منصات التتويج، وبمختلف مسمياتها وتعدادها، فصنعت الفارق بين الفيصلي وجميع الفرق المنافسة، الى يومنا هذا.
على ان هذا الحديث الذي نوجهه لإدارة النادي في عهد الشيخ سلطان العدوان، لا يعمينا عن انجازات كبيرة تحققت في عهد هذه الادارة،وما تفّوق فيه الفيصلي محلياً وعربياً وآسيوياً، لذلك، فإن من حق الجماهير ان تعبر عن غضبها، عندما لا تجد فرقها فوق «المنصات» ويتحول حضورها الى غياب.
أما الذين  يرددون «الفرق الكبيرة تمرض ولا تموت» ويقصدون الفيصلي، نقول لهؤلاء: كثيرة هي الفرق المحلية مريضة وما تزال، فقد مر عليها عقود لم تفز ببطولة الدوري مرة واحدة ومنها ما فاز مرة او مرتين، ومنها من هبط وعاد وهبط، حتى كدنا نقول ان بعضها في «عداد الموت» فهل اذا ما غاب الفيصلي وصار حال تلك «الفرق المريضة» قلنا بأنه الفريق الذي «لا يموت»؟!
الفرق الكبيرة لا تموت ولا تمرض، واذا مرضت فلا يطول مرضها، اما اذا طال المرض، فاعلموا ان مشاركاتها في الدوري ، تبدو عبثاً، او جسر عبور، ليس الا، والأمثلة كثيرة على ساحتنا.
الفيصلي وغيره من الفرق الكبيرة والعريقة، مطلوب من اداراتها ان تكون جادة في رعاية النشء واعداد فرقها للمنافسة وليس للمشاركة فقط، وإلا فإننا سنضطر لتذكيرهم بأن «التعكز على امجاد الماضي علاج  لا يصلح العرج» وإنما لتتعظ بما انجزت في مرحلة، ولماذا اخفقت في أُخرى.
الفيصلي ليس هذا «موقعه الطبيعي» ، أما كيف يعود؟ فهذه مسؤولية ادارته.
 ملاحظة: الرضاب.. العسل الذي يبل الريق.

 

 
 
صورة