Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-Jul-2020

النقابات شريك مهم بدورها المهني*نيفين عبدالهادي

 الدستور

لا يختلف اثنان على أهمية دور النقابات في المجتمع، ليس فقط لمنتسبيها على اختلاف مهنهم، إنما أيضا للمواطنين كافة، ربما لكونها نواة أساسية للتنمية والإصلاح سياسيا واقتصاديا وحزبيا، الأمر الذي يجعلها في واقع الحال جسما مرغوبا به في الدولة، إن لم يكن جسما أساسيا وضرورة في تسيير حال المهن كافة.
 
وفي لقاء رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز، رئيس مجلس النقباء وعدداً من رؤساء النقابات المهنية، أمس الأول في رئاسة الوزراء، رسائل أكثر من هامة بهذا الشأن، تحديدا عندما أكد «أن النقابات المهنية جزء من النسيج الوطني» الأمر الذي يضع النقابات في مكان أكثر أهمية من ذلك الذي يراه البعض، فهي لم تعد فقط منظومة تعمل لخدمة القطاعات إنما هي أيضا جزء من النسيج الوطني، ليكمل بذلك رئيس الوزراء صورة الجسم النقابي ويجعله أكثر أهمية ونضجا.
 
النقابات، لا تعدّ في الأردن مجرد مبان تتوزع بين مكان وآخر، ومجرد أجسام تعمل لغايات مهنية تقليدية، إنما هي تاريخيا في الأردن منظومة متكاملة من العمل التنموي المرغوب به جدا من قبل الحكومة وصانع القرار، بل حاجة، انطلاقا من الإيمان المطلق بأن «أهل مكة أدرى بشعابها» والنقابات أدرى باجتياجات منتسبيها والمهن كافة، أضف لذلك أنها دور خبرة الوطن بحاجة لها، وكذلك رسائلها الوطنية التي تتسيّد المشهد الإصلاحي المحلي.
 
اليوم، إذا قرأنا واقع النقابات، حتما علينا التأكيد أن رسالتها وسط أزمة يعيشها كما يعيشها العالم، يجب أن تختلف عن أي وقت مضى، وأن تتجه لمسؤوليتها المهنية البحتة، لتشكّل بداية عامل بناء في الوطن وللوطن، أضف لذلك، أداة تساعد في استمرارية المهن كافة والتخفيف من أعباء وتبعات «فيروس كورونا» التي طالت غالبية المهن، بالتالي فإن النقابات اليوم أمام مسؤولية مهنية كبيرة، عليها أن تكون من خلالها نقابات مهنية بحرفيّة الكلمة والمعنى، وأن تكون أداة بناء لا هدم.
 
رئيس الوزراء في لقائه مع النقابات، أكد «أهمية الفصل بين السلطات الثلاث: التنفيذية والقضائية، والتشريعية، وبين أدوار هذه السلطات وعدم التدخل في عمل أي منها» وفي ذلك إشارة هامة وجوهرية بأن يدرك الجميع مسؤولياته، وأن لا يحدث تداخل يزيد من تعقيدات المرحلة، ويضاعف من مشاكلها، ويدير عين الاهتمام لأمور حتما خطورتها أو سلبياتها ليست بخطورة وسلبية تبعات فيروس كورونا، الأمر الذي يفرض أن يقوم كل جانب بدوره بعيدا عن دور الآخر، وعدم خلط الأوراق بشكل سلبي يخلق حالة من الفوضى التي تشتت الخطى وتؤخّر من الإنجاز وحتى التنمية.
 
النقابات اليوم أمام مسؤولية وطنية، بأن تكون مكمّلة للمشهد الإصلاحي والتنموي، ويدا تساعد في مواجهة فيروس كورونا، أمامها دور بأن تكون نقابات مهنية، تساعد في حلّ مشاكل قطاعاتها لا أن تزيدها تعقيدا بردّات فعل تنفّذ من خلالها أجندات تفرض حولها علامات استفهام وتضع نفسها في دائرة التشكيك، فالطريق واضح أمام المسيرة النقابية، ولا تحتاج اختراع العجلة، فرسالتها الوطنية بأن تكون «مهنية» وتبتعد عن الدخول من أماكن ليست لها، وبعيدة كل البعد عن جوهر دورها. 
 
الحكومة تمد يدها للنقابات، وتؤكد أن العلاقة التي تجمعها بالنقابات مبنية على «التشاركية وتقوم على أساس الحوار المتبادل للوصول إلى العديد من التفاهمات حول بعض القضايا المحلية والعمالية»، وفقا لرئيس الوزراء، وهذا يجعل من الصورة أكثر وضوحا، ومن المسؤوليات مبنية على شكل منظم كلّ يقوم بدوره دون أي تداخل، بناء على تشاركية لا تقاطع بالمهام أو حتى احيانا وضع العصا في دواليب الإنجاز.