Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Oct-2019

الجيش السوري يقاتل إلى جانب الأكراد التنظيمات الموالية لأنقرة

 عواصم – اندلعت اشتباكات أمس بين الجيش السوري والقوات الكردية من جهة والفصائل المقاتلة الموالية لتركيا من جهة أخرى في شمال سورية، حيث تشن أنقرة هجوما على حدودها منذ أسبوع ضد مناطق الأكراد، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقد دخلت قوات الجيش السوري ترافقها قوات روسية مساء أمس مدينة كوباني (عين العرب) بموجب اتفاق مع الإدارة الذاتية الكردية لمواجهة الهجوم التركي المستمر منذ أسبوع ضد مناطق سيطرتها، وفق المرصد.
وكانت القوات الكردية قد دعت الجيش إلى الانتشار في مناطق واقعة في الشمال السوري، منها منبج وعين عيسى، للتصدي لهجوم عسكري تشنّه أنقرة ضد مناطقهم.
وسيطر الجيش التركي وحلفاؤه من الفصائل المقاتلة، منذ شن هجومهم قبل أسبوع، على مساحة من الشريط الحدودي تمتد لنحو 120 كيلومترا.
اشتباكات أمس كانت عنيفة” بشمال شرق عين عيسى بين قوات الجيش السوري والكردية ضد الفصائل الموالية لتركيا، بحسب المرصد.
وأوضح ان المعارك تدور بالقرب من الطريق الدولي، في المناطق الفاصلة بين مناطق القوات الكردية والمناطق التي سيطرت عليها الفصائل الموالية لأنقرة مؤخرا.
وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس أن قوات سورية الديمقراطية، والجيش السوري يقاتلان “معا” ضد الفصائل.
وقتل عسكريان من الجيش السوري، بحسب المرصد، في قصف مدفعي شنّته أول من أمس الفصائل الموالية لتركيا على أطراف عين عيسى”، البلدة الواقعة في شمال سورية على بعد 30 كيلومتراً من الحدود التركية.
ويأتي ذلك غداة مقتل جندي بالجيش في قصف مماثل بالقرب من منبج، وفقا للمصدر نفسه.
وأكدت موسكو حليف دمشق الأبرز، على لسان الموفد الروسي الخاص الى سورية ألكسندر لافرنتييف أول من أمس أن روسيا لن تسمح بمواجهات بين الجيشين التركي والسوري.
ونقلت وكالة “تاس” الروسية عن لافرنتييف “أعتقد أن مثل هذه المواجهات ستكون غير مقبولة ولا تصبّ في مصلحة أحد. ولذلك ، لن نسمح بأن تصل” الأمور الى هذا الحد.
إلى ذلك تحدى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس الضغوط الدولية لحضه على وقف عمليته العسكرية في شمال سورية، منذرا المقاتلين الأكراد بإلقاء السلاح والانسحاب من الشريط المحاذي للحدود التركية ورافضا وقف إطلاق نار دعا إليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب. واستبعد إردوغان أمس إجراء أي محادثات مع القوات الكردية السورية لوقف الهجوم بلاده، داعيا إياها الى القاء السلاح والانسحاب من الحدود التركية.
وقال بخطاب أمام كتلة حزبه البرلمانية “هناك بعض القادة الذين يحاولون القيام بوساطة. لم يحصل إطلاقا في تاريخ الجمهورية التركية أن تجلس الدولة على نفس الطاولة مع منظمة إرهابية”.
وبعد أسبوع على بدء الهجوم التركي على المقاتلين الأكراد في شمال سورية، أدت العملية العسكرية إلى إعادة خلط الأوراق في هذه المنطقة التي باتت محور النزاع الجاري في سورية منذ 2011.
فعادت قوات الجيش السوري السوري بالاتفاق مع المقاتلين الأكراد إلى مناطق خرجت عن سيطرة دمشق منذ سنوات، فيما بدأت موسكو تملأ الفراغ الذي خلفه انسحاب القوات الأميركية.
وبعدما أعطى الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مرحلة أولى إشارة كانت بمثابة ضوء أخضر للهجوم التركي إذ أمر بسحب القوات الأميركية من نقاط حدودية في شمال سورية، عاد تحت ضغط الانتقادات الشديدة ودعا أنقرة إلى وقف هجومها فارضا عليها عقوبات.
وأوفد ترامب إلى تركيا نائبه مايك بنس ووزير خارجيته مايك بومبيو لمحاولة انتزاع وقف لإطلاق النار.
وبعدما أعلن إردوغان أنه لن يتباحث سوى مع ترامب، عادت الرئاسة التركية وأكدت أنه سيلتقي المسؤولين الأميركيين اليوم الخميس.
وما تزال المعارك على أشدها وخصوصا في مدينة رأس العين الواقعة على الحدود التركية، حيث ما يزال المقاتلون الأكراد يحاولون التصدي لهجوم القوات التركية.
وشاهد مراسل لوكالة فرانس برس قرب رأس العين أعمدة من الدخان ترتفع من المدينة فيما ينبعث دوي القصف المدفعي التركي المركز.
وكان المقاتلون الأكراد يحرقون إطارات سعيا لحجب الرؤية عن الطائرات التركية.
وقال أحد عناصر الفصائل السورية الموالية لأنقرة والمشاركة في الهجوم إن القوات التركية تحاول قطع طرق التموين عن المقاتلين الأكراد من مدينة الحسكة في شمال شرق سورية.
وقال مصدر من قوات سورية الديمقراطية في بلدة رأس العين “المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد، لكنها ستبدأ قريبا”. وأضاف “ما زلنا في حالة الدفاع ولم نهاجم حتى الآن”.
وأعلن أمس مسؤول كبير في البنتاغون طلب عدم ذكر اسمه، أنّ أميركا تريد مواصلة التعاون مع المقاتلين الأكراد في الحرب ضد “داعش”، مضيفا للصحافيين، صباح “سنرى نوع الدعم الذي يمكننا الاستمرار في تقديمه لهم حتى وإن لم تعد لدينا قوات في شمال سورية”.
والهدف المعلن للعملية التركية هو إقامة “منطقة آمنة” بعمق 32 كلم على حدود تركيا تعيد إليها قسماً من اللاجئين السوريين الموجودين على أرضها والبالغ عددهم 3,6 مليوناً، وتبعد عن حدودها الأكراد الذين تعتبر أنهم مصدر زعزعة لاستقرارها. وتصف تركيا وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سورية بأنها “إرهابية” باعتبارها امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا داميا منذ عقود على الأراضي التركية. غير أن وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سورية الديموقراطية، كانت تحظى بدعم الغرب لدورها الأساسي في محاربة”داعش”.
وسيطرت قوات سورية الديمقراطية وقوات الجيش السوري أول من أمس على قاعدة أميركية سابقة بين مدينة كوباني وبلدة عين عيسى، بعدما حاولت الفصائل السورية الموالية لأنقرة الاستيلاء عليها، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ولتفادي وقوع مواجهات بين القوات السورية المدعومة من روسيا والقوات التركية مع الفصائل السورية الموالية لأنقرة، أعلنت موسكو أن الشرطة العسكرية الروسية تسيّر “دوريات على طول خط التماس” في منبج.
وبعدما ندد إردوغان أول من أمس بما أسماها ـ”الصفقة القذرة” التي تمت بين القوات الكردية ونظام دمشق، قال أمس إنه لا يهمه “من من الروس أو الجيش السوري سيخرج وحدات حماية الشعب من منبج”.
وأعلن الكرملين أول من أمس أن الرئيس فلاديمير بوتين دعا إردوغان لزيارة روسيا، وقال الرئيس التركي أنه من “المرجح جدا” أن يستجيب للدعوة. وتسبّب الهجوم التركي خلال ستة أيام، وفق المرصد، بمقتل نحو 71 مدنياً و158 مقاتلاً من قوات سورية الديموقراطية.
وأحصت أنقرة من جهتها مقتل ستة جنود أتراك، و20 مدنياً جراء قذائف اتهمت المقاتلين الأكراد بإطلاقها على مناطق حدودية، في حين سجّل سقوط 128 قتيلا في صفوف الفصائل السورية الموالية لتركيا.
كما أدت العملية إلى نزوح 160 ألف شخص من منازلهم في شمال سورية، بحسب الأمم المتحدة.
وأبدت عدة بلدان أوروبية مخاوف من فرار أعداد من مقاتلي “داعش” المحتجزين لدى القوات الكردية.
لكن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أعلن أمس أن المخيمات التي يحتجز فيها هؤلاء المقاتلون ليست مهددة “في الوقت الحاضر”.
وفي ذات السياق وصل نحو 500 كردي سوري خلال الأيام الاربعة الماضية إلى إقليم كردستان العراق المجاور، فارين من العملية العسكرية التي تشنها تركيا في شمال سورية، بحسب ما أشار مسؤولون أمس.
ونقلت تلك العائلات إلى مخيمات للاجئين في شمال غرب العراق، والتي كانت ملاذاً آمناً لملايين النازحين العراقيين مع اجتياح تنظيم “داعش” للبلاد في العام 2014، بحسب ما قال لوكالة فرانس برس مسؤول في محافظة دهوك، الحدودية مع سورية. وأوضح المسؤول طالباً عدم كشف هويته، إن هؤلاء اللاجئين وصلوا على دفعات عدة. من جهتها، أكدت المنظمات غير الحكومية العاملة في إقليم كردستان العراق، إنها في حالة تأهب قصوى مذ بدأت أنقرة قبل أسبوع عملية عسكرية في شمال سورية، مستهدفة وحدات حماية الشعب الكردية المتحالفة مع الغرب في قتال الجهاديين.-(وكالات)