Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Nov-2017

بريطانيا وبلفور ووعده المشؤوم - عبد المجيد أبو خالد

 الراي - على الرغم من التصرف البغيض الاستعماري الظالم الذي نفذته بريطانيا بحق الأمة العربية بشكل عام وبحق الشعب الفلسطيني بشكل خاص من خلال قيام وزير خارجيتها بلفور بوعده المشؤوم لإقامة وطن لليهود على أرض فلسطين وتشريد شعب تلك الأرض والذي ما زال يعاني لغاية الآن أقسى أنواع المعاناة..

على الرغم من ذلك أقول إلا أن بريطانيا الاستعمارية ما زالت تصر على ضلالتها وعدائها من خلال احتفالها بالذكرى المئوية المشؤومة بهذا الوعد والذي جرى في لندن بحضور وإعداد رئيسة الوزراء البريطاني تريز ماي والذي دعي إليه للمشاركة رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو وتناست بريطانيا أنها أعطت أرضا ليست ملكا لها ولا لغيرها ولا لبلفور لأناس جاءوا من جميع أصقاع العالم وقامت بتشريد أصحاب هذه الأرض الشرعيين وأعطتها للصهاينة لإقامة الدويلة الاحتلالية الاستعمارية والتي ستزول مهما طال الزمن وأن كل عربي وكل حر من أحرار العالم يضع نفسه بجانب الشعب الفلسطيني الذي يصر على العودة واقتلاع دويلة الاحتلال والشر البريطاني من على أرضه مهما عظمت التضحيات.
 
الشعب الفلسطيني لا يمكن أن ينسى وطنه أبدا وسقطت مقولة الزعماء الصهاينة بأن الكبار يموتون والصغار ينسون... فالأجيال الفلسطينية المتعاقبة اشد تماسكا بأرض فلسطين ويعيشون على الذكرى والقصص التي تروى لهم من قبل الآباء والأجداد والتي تتناول أراضيهم ومزارعهم ومدنهم وقراهم التي هجروا منها عنوة من خلال مؤامرات دولية ومجازر صهيونية أدت إلى القيام بأكبر سرقة عالمية جماعية عرفها التاريخ.. ويؤمن شعب فلسطين بأن هذه السرقة ستزول وتتفتت على صخرة الصمود والإصرار مهما كبرت التضحيات وتعاظمت لأن صاحب الحق لا يموت أبدا والحق المسلوب لا بد من استرجاعه مهما طال الزمن أو قصر وإن ما اخذ بالقوة لا يسترد بغيره.
 
محاولات الاستيلاء على فلسطين وتقديمها لليهود بدأت منذ أن حاول الزعيم الفرنسي نابليون بونابرت عام 1722 وفشلت فشلا ذريعا إلا أن بريطانيا الاستعمارية التي هي سبب الشر في العالم قامت بتنفيذ شرها منذ المؤتمر الصهيوني في بال بسويسرا عام 1897 وتمكنت بكل ما أوتيت من قوة وبكل ما جندت من عملائها في المنطقة من ابتلاع فلسطين وقيام الكيان الدخيل عليها عام 1948 وتبعه العدوان عام 1967 وما زالت بريطانيا تقف لجانب اللصوص الإسرائيليين بدلا من أن تكفر عن ذنوبها وتطلب السماح والغفران عن عملتها المشؤومة القذرة ووعدها اللاانساني المشؤوم والذي أدى إلى تشريد شعب عانى وما زال يعاني من ويلات الاحتلال وابتلاع الأرض والتشريد والتدمير الممنهج للممتلكات والبيئة والأرض الفلسطينية.. وهنا نتساءل متى تستيقظ بريطانيا من غفوتها وتكفر عما ارتكبته نتيجة لهذه الجريمة البشعة ؟.. وقد أحس عدد كبير من البريطانيين بهذا العار واعترفوا به وجاء اخر اعتراف من قبل زعيم حزب العمال البريطاني الذي رفض الاشتراك في مئوية وعد بلفور الإجرامي والذي أعطى لمن لا يستحقون أرضا ليست لهم لن ينسى الشعب الفلسطيني أبدا وطنه وسيسطر التاريخ بكل فخر واعتزاز مواقف شرفاء وأحرار الأمة العربية والعالم الذين يقفون بجانب فلسطين كما سيسجل التاريخ نفسه بعبارات الخزي والعار لكل من تأمر ووقف ضد الوطن الفلسطيني المحتل.. فلا للهرولة الجبانة نحو عدو ضعيف سيزول مهما قوي ولن يستمر هذا العدو بالبقاء مهما مده الغرب من الأسباب المادية للحياة.. فإسرائيل مولود غير طبيعي لا يمكن أن يعيش.. فلا نامت عيون بلفور وغيره من الجبناء والخزي والعار لبلفور ووعده القذر ودولته الاستعمارية