Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    31-Mar-2020

تجاهل التعليمات الممنهج

 الغد-هآرتس

 
عاموس هرئيل
 
التعليمات بحد ذاتها ما تزال غير مخيفة. عدد مرضى الكورونا في اسرائيل يرتفع بشكل مستمر. ولكن هذا يرتبط ايضا بالزيادة المتأخرة لوتيرة الفحوصات. وحتى الآن تم احصاء 15 حالة وفاة بالفيروس، معظمها من المسنين. المعطيات الهامة التي يركز عليها مسؤولو جهاز الصحة – عدد المرضى بصورة خطيرة وعدد من يعطون التنفس الاصطناعي – لم تخرج عن السيطرة.
الاحباط والقلق التي تسمع من كل طبيب وعالم يشارك في النضال ضد الفيروس تتعلق بادارة الازمة، لا سيما في الاسبوع الاخير. جميع هذه المحادثات ما تزال تبدأ بفشل فحوصات الكورونا. من جهة كسبت اسرائيل وقت في صراعها مع الفيروس عن طريق فرض قيود على الحركة واعطاء توجيهات للابتعاد الاجتماعي. ومن جهة اخرى هي تبدد الوقت لأنها لم تشكل نظام معطيات مناسب. والآن ايضا الاختناقات في عملية الفحص كثيرة، وفي هذا الوقت لم تبدأ بعد عملية منظمة لفحوصات لاكتشاف مضادات في الدم التي سيمكن استخدامها الواسع من تقديم معلومات عن مرضى لم تظهر عليهم الاعراض، ويوضح صورة انتشار المرض.
هناك أمر واحد واضح استنادا الى المعلومات الجزئية: بلدات وأحياء اصولية توجد في مركز العدوى. حسب تقارير غير رسمية، في عدد من المستشفيات يقترب عدد من يعالجون من الاصوليين الى نصف المرضى، هذا نتيجة تجاهل ممنهج للتعليمات الذي وصل ذروته في عيد المساخر، وضحاياه يسقطون الآن.
مؤخرا عندما استيقظ الحاخامات أخيرا وشددوا التوجيهات لاتباعهم، بقيت أقلية من الاجنحة المتطرفة والعنيدة الذين يرفضون التعليمات. وفي منتهى السبت ضبطت الشرطة في لحظة محرجة بشكل خاص عندما سمحت لمئات الاشخاص الذين هم في حالة حداد بالمشاركة في جنازة حاخام من الجناح المقدسي في بني براك. هذا الفشل جاء مناقضا جدا للفيلم القصير الذي نشر في الشبكات الاجتماعية عن مطاردة سيارات الشرطة لراكب دراجة منفرد في متنزه اليركون.
المشكلة تتعلق ايضا بالاكتظاظ الشديد في المجتمعات الاصولية، سواء في المباني السكنية أو في الشقق نفسها. أمس تم طرح اقتراح لفرض الاغلاق على بني براك على فرض أن انتشار الفيروس يمكن أن يزداد هناك في الاسبوع القادم. وهناك شك في أن هذا الامر سيمر ازاء المعارضة المحتملة للاحزاب الدينية.
بؤرة انتشار خطيرة اخرى توجد في دور المسنين. ليس فقط في دار “نوفيم” في “القدس المحتلة”، أمس بدأ احتجاج لعائلات في اعقاب موجة العدوى، التي تسببت بحالة وفاة واحدة ومزيد من المرضى في دار “مشعان” في بئر السبع. ايضا هنا تعود صورة تأخير اجراء الفحوصات، بالذات عندما يدور الحديث عن شريحة سكانية قلقة وهشة بشكل خاص تعيش باكتظاظ.
أمس ايضا استمر ضغط وزارة الصحة (الذي يظهر أنه منسق بشكل تام مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو) بفضل تشديد الاحكام على الاقتصاد. الفائدة الصحية المتوقعة من الغاء تصاريح العمل لـ 30 % من العمال ما تزال مختلفا فيها، وفي المقابل الضرر الاقتصادي سيكون كبير جدا. بالمناسبة، وعود نتنياهو بطرح خطة مساعدة كبيرة للمتضررين اقتصاديا من الكورونا تتأخر للاسبوع الثاني على التوالي.
كلما مر الوقت يزداد تدخل جهاز الامن في الازمة. في غرفة العمليات المشتركة للموساد والاستخبارات العسكرية ووزارة الدفاع في تل هشومير هناك انشغال كبير بعدد من المجالات. جهود شراء تمتد الى ارجاء العالم لمعدات طبية وحتى محاولة تحسين نظام الحواسيب وجمع المعلومات لوزارة الصحة.
خلال ذلك، هناك خلاف حول دور الجنود للمساعدة في تطبيق الاغلاق الشامل اذا تم اتخاذ قرار بفرضه. وبالمقارنة مع المهمات الاخرى، في الجيش غير متحمسين تماما لهذه المهمة. أولا، الجيش حاول الحفاظ على المقاتلين في داخل الوحدات بهدف منع اصابتهم بسبب الاتصال مع الخارج. ربما بالطبع أن الكثير من الجنود أصيبوا بالعدوى وهم لا يظهرون اعراض، أي لم تظهر عليهم علامات الاصابة بالفيروس. ولكن اذا لم يكن هذا هو الوضع فهم قد يصابوا الآن.
ثانيا، المشكلة الاكبر هي أنه هناك خشية من احتكاك الجنود الشباب مع المواطنين في مهمة شرطية استثنائية جدا. الخطة الاصلية قالت إن الجنود سينضمون لرجال الشرطة في سيارات الشرطة وهم مسلحون. وأمس استيقظوا في هيئة الاركان وادركوا الامكانية الكامنة للضرر المحتمل (مثلا جندي يطلق النار في الهواء لتفريق المواطنين في بني براك) وبدأوا في فحص اقتراحات بديلة. أمس تدخل المستشار القانوني للحكومة، افيحاي مندلبليت، وطلب المصادقة على كل العملية من قبل الحكومة بسبب حساسيتها.