جو 24 :
كتب محرر الشؤون السياسية -
اربعة اسابيع لم يظهر بها الوزير الابرز والاكثر تعبيرا عن نبض الشارع الاردني ايمن الصفدي على اي وسيلة اعلام محلية او عربية او دولية..
شهر كامل تقريبا تراجع به حضوره الطاغي اللافت الى حدود دنيا غير مسبوقة ، وذلك في ظرف دقيق تمر به المنطقة ، ونتائج انتخابات امريكية يبدو انها ستضرب اعمق مما كنا نتوقع ...
وزير خارجيتنا ايمن الصفدي الذي تصدر مشهد مقارعة السردية الاسرائيلية الرسمية ، وكشف كذبها و زيفها ، كما كان بالمرصاد للدعاية الصهيونية التي ملأت الافاق ووسائل الاعلام الغربي المنحاز ، وتمكن بكل حرفية من كشف ما يلفقون وما يزورون ، يغيب عن المشهد دون ان نعرف سبب ذلك ، و الحكمة من ورائه !!
ايمن الصفدي ، كان فلسطينيا اكثر من اي فلسطيني ، عروبيا اشد انتماءا لقضايا امته من اي عربي اخر ، اكثر اردنية واخلاصا لوطنه وشعبه من اي مسؤول اخر،وذلك ببساطة لانه كان التعبير الادق عن وجدان الاردنيين جميعا والفلسطينيين جميعا والعرب برمتهم ..
تخيل اننا بتنا نتفقد غياب احد وزرائنا عن وسائل الاعلام ، اي مفارقة هذه ، ففي الوقت الذي لا يضيرنا ، ولا نلاحظ غياب كل الطاقم الوزاري ،لا بل تغييرهم جميعا بربطة الرئيس ، بتنا نلاحظ ونسأل عن اسباب غياب الصفدي واختفائه عن الاضواء ؟!!
نعم ، الموقف العربي محبط للغاية ، كذلك هو الموقف الدولي الذي تجرد من اقنعته وما يضعه من مساحيق تجميلية ، صحيح ان المنظمات الدولية التي تعنى بالامن والسلم الدوليين باتت تقوم بدور تنظيم الفوضى وضبط الايقاع الاممي ليظل في حدود المتوقع والمقبول ، كل هذا دقيق ، ولكن هذا لا يعني ابدا ان نيأس او نفقد الامل ، فالمقاومون ما زالوا في ميدان الشرف ، بعد دخول العدوان عامه الثاني ، ولطالما هناك طفل فلسطيني واحد يحمل حجرا يلقي به على جنود الاحتلال ، فاننا بحاجة ماسة لوجود امثالكم في ميدان الدبلوماسية الدولية ليسمع العالم وجهة نظرنا ، ولا تظل حكرا على بني صهيون وعملائهم وصبيانهم ..