Saturday 27th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Dec-2022

سهير فهد: الإبداع لا يعرف حدودا والأعمال المشتركة تضيف لمسيرة الفنان
الغد - أحمد الشوابكة – اعتبرت الفنانة الأردنية سهير فهد مشاركتها في الجزأين الأول والثاني في المسلسل السوري “سوق الحرير”، تجربة لطيفة بجميع المقاييس الفنية والإنسانية، لأن المشاركات الفنية العربية تثري العمل بشكل عام وتضيف للفنان بشكل خاص، إضافة إلى ذلك، فإن انتشار ظاهرة الدراما العربية المشتركة، آخذة في الاعتبار اللغة الواحدة والثقافة الواحدة والتاريخ الواحد بين الأقطار العربية.
وتقول “مما لا شك فيه أن الأعمال المشتركة مهمة، فالإبداع لا يعرف حدوداً، إضافة إلى تبادل الثقافات والمعرفة المختلفة، وهناك بعض الأعمال التي يستوجب فيها وجود عناصر من خارج المنطقة التي يتم فيها التصوير، غير ناكرة بأن مشاركتها في مسلسل “سوق الحرير” أخذت به بصمة متميزة من خلال تجسيدها شخصية الأخت التي تزوجت منذ صغرها وعاشت في فلسطين، وأنجبت ولداً وابنة، وأضاعت ابنها وقت النكبة وذهبت الى الأردن سبع سنوات، ثم قررت العودة إلى ديارها مع ابنتها والبحث عن ابنها، وإن تجسيد الشخصية في المسلسل تطلب ثلاث لهجات: فلسطين، الأردن، وسورية، ووقع الاختيار عليها بأن تقوم بتجسيد هذه الشخصية، والحقيقة كنت سعيدة بهذه المشاركة، وكان مخرج العمل الأستاذ مؤمن الملا في غاية التعاون”.
وتنتمي الفنانة فهد إلى عائلة فنية، فوالدتها هي الفنانة أسماء خوري وشقيقتها الفنانة رانيا فهد، وقد شاركت فهد في أكثر من عمل تلفزيوني درامي، من أبرزها مسلسلان هما: “أكباد مهاجرة”، و”هام وشاهة” وهما جاهزان للعرض على شاشات المحطات الفضائية، وقد يكون ذلك ضمن المسلسلات التي ستعرض في شهر رمضان المبارك المقبل، غير أنها تفضل أن تعرض الأعمال على مدار العام، ليس أن يتابعها الجمهور في شهر رمضان فقط، وبخاصة الأعمال التي تم تنفيذها والانتهاء من إنتاجها.
كما تمكنت من إجادة أنواع العمل المحلي بتنوعه؛ حيث تمكنت من العمل بالأعمال اليدوية والأعمال القروية والاجتماعية، وكان لتخصصها دور في إبراز مهاراتها بالأعمال الدينية والتاريخية وتعاملت مع أهم المخرجين الأردنيين، أمثال: محمد عزيزية ونجدت أنزور وأحمد دعيبس وسالم الكردي، والكثيرون ممن تمكنوا من إبرازها كنجمة أردنية عربية.
وأشارت صاحبة المشوار الطويل في عالم الفن، إلى أنها في الفترة الأخيرة أصبح لديها مساحة للتحرك في شخصيات كثيرة، وهناك أدوار لم تتمكن من تقديمها في بداياتها، بحكم التجربة وبحكم أشياء كثيرة، لكن خلال الفترة الأخيرة أصبح لديها فرصة أن تتحرك في شخصيات كثيرة، وفي تنويع شخصيات لم تتمكن من لعبها من قبل، معتبرة أنها مرحلة فنية ممتعة، بحسبها “الحمد لله، الشخصيات التي قدمتها كانت رائعة ولاقت رواجاً لدى المشاهدين”.
وتؤكد أن ثمة عناصر عدة لابد من توافرها في أي عمل يوافق عليه، من أهمها السيناريو الذي يجب أن يكون مكتوباً بشكل جيد، وأن يكون الدور مناسباً معه، وأن يكون الإنتاج قويا، لأن الإنتاج عندما يكون ضعيفا، ينعكس هذا على كل شيء بالعمل، فالعمل الفني شامل لعناصر كثيرة.
وتشير الفنانة فهد، في سياق حديثها لـ”الغد”، إلى أنها تجيد فن تجسيد الشخصيات التي تؤديها، ما يدل على إلمامها بأصول المهنة والوعي الكامل لممتلكاتها كممثلة، واقترابها من شخصياتها، كونها تمتلك مسيرة طويلة في الأداء التمثيلي، الذي يعتمد على الإحساس والإيمان والصدق وتهيئة الوسائل الإجرائية من جسد وصوت، من خلال التمارين العقلية والحسية والذاكرة والانتباه والتخيل والإحساس، وعقلانيته وصولا إلى بنية جدلية قادرة على تفسير الدور من قبل الممثل وتجسيد الشخصية بالشكل الفني المؤثر بتوازن سلوكي جسدي ونفسي يضيفان زخما وقوة إلى التعبير الأدائي والجمالي منطلقاً من إتيان أفعاله العقلية والنفسية بشكل مستقر ومتوازن، وبناء على تلك المعطيات الفنية والجمالية، التي تؤسس لعمل الممثل وأدواته الأدائية الفاعلة في إقامة التواصل مع المتلقي.
وتؤكد، وهي عضو في نقابة الفنانين الأردنيين، ضرورة أن يكون الممثل فناناً بالروح لا بالمعنى المادي للمهنة، وأن يؤدي شخصياته التمثيلية بتوق البدايات، رغم سنوات تجربته الفنية الطويلة، وأن يؤدي كل الشخصيات الموكلة له بهمة وحيوية واجتهاد في تكريس أدواره التمثيلة المتعددة، دون أن يكون أسيراً للنمطية في الأداء أو الشخصيات والقدرة على الخلق والإبداع وكاريزما الحضور.
وتعبر فهد عن ندمها على اختبارها الخاطئ لبعض الأعمال الفنية، فالأمر لا يخلو من ذلك، لكن في المجمل العام لم تكن نادمة على أغلبية الأعمال الفنية التي قدمتها طيلة مسيرتها الفنية، لأنها تحاول دوماً أن تكون مخلصة ودقيقة بكل بساطة في اختيار أعمالها بدقة، ولعل ذلك، بحسبها “أحد أسباب النجاح واستمراره”.
إلا أنها عادت لتؤكد أن اختياراتها للأعمال الفنية تعتمد على قوة النص، ومن ثم أهمية الشخصية التي ستؤديها في العمل الدرامي بغض النظر عن حجمه، مشيرة إلى أن البطولة الجماعية مهمة وجميلة وتعطي مؤلف العمل مساحة للتنوع في المواضيع، وليس لديها أي تحفظات عليها، لأنها دائماً ما تخلق نوعاً من التنافس أثناء التصوير، وكل ممثل يحاول أن يبذل أقصى جهد أمام الكاميرا للظهور بأعلى أداء تمثيلي. وبما أن السيناريو مميز، فهذا يعني أن لكل فنان داخل الأحداث خطاً درامياً مستقلاً وخاصاً به، معتقدة أن البطولة الحقيقية ليست للممثلين في أي عمل بل هي دائماً للورق أو السيناريو، وهو أهم عامل لنجاح أي عمل فني، درامياً كان أو سينمائياً، بجانب دور الإخراج وطرق التنفيذ.
وترى فهد أن الدراما التلفزيونية في الأردن محدودة الكم والتنوع، وبخاصة أن الدراما المعاصرة مغيبة تماماً عن المشاهد العربي الذي يعتقد أن الأردن متخصص بـ”الدراما البدوية”، مما حصر دور الفنان الأردني في سياق واحد يتمثل بالأدوار البدوية، وهذا مخالف تماما لقدرات الفنان الأردني المتنوعة، مطالبة بإطلاق العنان ليقدم الفنان الأردني أدوارا أخرى متنوعة تعطيه مكانة، وتفسح له المجال ليثبت قدراته التي يتفوق بها إذا ما خرج من حالة التصقت به، خصوصا أن النجاح الكبير لتجارب الفنانين الأردنيين في الدراما المصرية والسورية والخليجية برهان أكيد على مقدرتهم الفنية، كون الدراما صنعت نجوماً بارزين على المستوى العربي، وتسعى الدراما الأردنية، من خلال كل عمل فني جديد، لأن تعيد إنتاج نفسها بما يحاكي تطورها ويؤكد تفوقها الفني وحضورها العربي.
وتؤكد فهد أهمية الأعمال الإذاعية التي ما تزال تستحوذ على اهتمام الناس وتحظى بمتابعة مميزة، خصوصا في أوقات الذروة والمواسم الرمضانية، قائلة “من الخطأ الاعتقاد أن الأعمال الإذاعية لم تعد بالأهمية التي كانت عليها في السابق، والدليل هو تلك الإعلانات التي تنهال على بعض البرامج ونسب متابعة بعض نتاجات الدراما الإذاعية، التي تزدهر بشكل واضح وملموس خلال شهر رمضان”. وتشير إلى وجود العديد من التغيرات في الحياة التي أثرت بدورها في التعاملات الإنسانية وشتى المجالات العملية، قائلة “هناك تغير ملحوظ في كل مناحي الحياة بفعل التطور التكنولوجي وطبيعة تعاملات البشر مع بعضهم بعضا، الأمر الذي أثر في الحياة العملية بشكل واضح وارتباطها بالعامل المادي بشكل لافت، منها ما هو سلبي ومنها ما هو إيجابي، وأحيانا أتعجب عند وجود أي اتفاقات فنية معي أو مع البعض من الفنانين عندما يتم الحديث عن الأجر والأرقام التي لا يجب التحدث فيها أساسا، بينما هناك من يأخذ أجراً أعلى بكثير، وبالنسبة لي أنا فنانة عملت مع جيلين من الفنانين؛ جيل الرواد وجيل الشباب، الأمر الذي يجعلني أتلمس الفرق في كل شيء وأشعر بالتغيير الحقيقي”.
وحول المسرح وأهميته، تقول إنه لا شك أن المسرح أبو الفنون، فالمسرح عشقها، والوقوف على خشبة المسرح أمام الجمهور اتصال مباشر بينها وبينهم، فهذا متعة بالنسبة لها، وتشعر بإنجاز وإبداع في تقديم وتقمص الشخصية، بينما الوقوف أمام الكاميرا وملايين الناس يحقق شهرة ونجومية، لكن لا يحقق لها متعة العمل مثل المسرح.
وعن وجود صناعة سينما، تؤكد “ما ينقص صناعة السينما الأردنية هو التوسع والتمويل، ومخاطبة الجمهور عن طريق ابتكار مواضيع تهمه، لكي نبتعد عن صناعة موسمية انتقائية، كما هي الآن”.
وتختتم حديثها، قائلة “لدينا من العقول في الإخراج والتمثيل والتصوير ما نستطيع أن نفتخر به، إنما الأزمة هي أزمة تجارة وثقافة”، مشيرة إلى مساهمتها في أفلام سينما متعددة منها: “ولا كلمة” للمخرجة الأميركية كارلا دعيبس، و”الخريف العربي” للمخرجة ساندرا قعوار، و”قارئة الفنجان” للمخرج سائد هواري.