Wednesday 8th of May 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Nov-2020

“الأردنية”.. طلبة يتهمون امتحان “ون وي” بالتشكيك في منظومتهم الأخلاقية

 الغد-موفق كمال

 فيما أثار تطبيق الجامعة الأردنية، لامتحان “ون وي – one way”، احتجاجا واستياء العديد من الطلبة، الذين أكدوا أنه يحرمهم “حق مراجعة وتدقيق إجابات الأسئلة، فضلًا عن أنه يُشكك بمنظومتهم القيمية والأخلاقية”، أوضحت الجامعة أن هذا الامتحان “يمنع الغش، ويحقق العدالة بين الطلبة، وخصوصًا في ظل وجود مراكز وأساتذة جامعيين يساعدون الطلبة على الغش”.
ويمنح امتحان “one way”، الذي بدأت “الأردنية” في تطبيقه اعتبارًا من الأحد الماضي، كل طالب مدة معينة للإجابة عن كل سؤال، وفي حالة انتهاء المدة لا يحق للطالب الرجوع إلى السؤال نفسه.
وحسب طلبة، فإن ذلك “يمنع الطلبة حق مراجعة السؤال لاحقًا، فبعد الانتهاء من الإجابة، لا يستطيع الطالب مراجعتها”، مؤكدين أن هناك أسئلة بـ”حاجة إلى مزيد من التفكير والتحليل”.
عميد شؤون الطلبة بالجامعة الأردنية، الدكتور محمد القطاطشة، قال “إن هذا النوع من الامتحان مطبق عالميًا، فضلًا عن أنه مطبق في أربع جامعات حكومية أردنية، إضافة إلى أنه يحقق العدالة في مستوى التحصيل العلمي للطلبة”.
وأضاف أن الجامعة أجرت دراسة على نتائج الامتحانات للفصل الصيفي الماضي، التي تمت عن بُعد، وقارنتها بنتائج الفصل الدراسي الصيفي قبل أزمة كورونا، عندما كانت الامتحانات تُجرى بشكل مباشر داخل الحرم الجامعي، موضحا انه”تبين أن هناك ارتفاعا بعلامات امتحانات الطلبة، التي قُدمت عن بُعد، تزيد على 70 % عن الامتحانات التي قُدمت بشكل مباشر”.
وتابع القطاطشة “اكتشفنا أن هناك مجموعات على تطبيق “واتساب” يشترك بها طلبة أجانب يدرسون بالجامعة، إضافة إلى أساتذة جامعيين من مختلف الجامعات يساعدون الطلبة على الغش أثناء تأدية امتحاناتهم الجامعية”، مؤكدًا أنه لهذا السبب تم اللجوء الى امتحان “one way”، مع إعطاء الطلبة فترة واسعة للإجابة عن كل سؤال من أسئلة الامتحان.
وأيدته بذلك نائبة رئيس الجامعة الأردنية للشؤون العلمية، الدكتورة كفاح الجمعاني، قائلة إنه تم وضع نظام امتحانات “one way”، بهدف “منع الغش، وذلك في ظل امتحانات عن بُعد، يلجأ فيها بعض الطلبة إلى مراكز متخصصة، بُغية الحصول على إجابة للأسئلة أثناء تأدية الامتحان مقابل المال، الأمر الذي يضر بالمصلحة الأكاديمية والعلمية للطالب”.
وأضافت أن هذا النظام تم استخدامه للامتحانات فقط، التي تكون فيها الأسئلة عبارة عن متعدد الخيارات (ضع دائرة)، مشيرة إلى أن الطالب المجتهد عندما يرى السؤال وخيارات الإجابة، يستطيع تحديد الإجابة خلال لحظات، في حال كان متمكنًا من المادة الدراسية بشكل جيد.
بالمقابل، كان هناك طلبة في الجامعة الأردنية لديهم وجهة نظر مختلفة تمامًا عن تلك التي تتبناها الهيئات الأكاديمية والتدريسية، إذ يعدون أن هذا النوع من الامتحان “يُشكك بمنظومتهم القيمية والأخلاقية، فضلًا عن أن فيه إجحاف بحق الطلبة”.
الطالبة مايا صالح، سنة ثالثة في كلية اللغات، قالت “إن هذا النوع من الامتحان يصب في مصلحة الجامعة والهيئات التدريسية، لمنع الغش ولسهولة تصحيح الإجابات”، لكنها أضافت “في الوقت نفسه يتضمن نوع من الظلم للطلبة، فهو يمنعهم من حق مراجعة الإجابة والتأكد منها”.
وتابعت أن الامتحانات، التي بدأت اعتبارًا من يوم الأحد الماضي، ربما تؤدي الى “انخفاض المعدلات التراكمية للطلبة”، مرجحة أن تكون النتائج التحصيلية “أقل وبالتالي ينخفض مستوى تقدير الطالب الأكاديمي”.
وأوضحت صالح إذا كان الهدف هو منع الغش، فهذه ليست الوسيلة الصحيحة لتحقيق ذلك، وإنما يجب أن تثق الجامعة بطلبتها، وتراهن على منظومتهم الأخلاقية ومصداقيتهم الرافضة لكل أنواع الغش، مطالبة بالعودة للتعليم المباشر داخل الحرم الجامعي.
وأيدها بذلك، يوسف كناكرية، أحد طلبة كلية الأعمال، معتبرًا أن امتحانات “one way” مجحفة بحق الطلبة، وتشكك بنزاهتهم، لافتًا إلى أن وقت الامتحان “غير كاف للإجابة عن أسئلة أي مادة امتحانية.
وقال إن مثل هذه الامتحانات “تحرم الطلبة من حق تدقيق ومراجعة الإجابة والتأكد من صحتها، الأمر يؤثر سلبًا في تحصيله الأكاديمي”، مشيرًا إلى أن تلك الامتحانات “تُشعر الطلبة بأنهم متهمون جميعًا بعملية الغش”.
وبين كناكرية أن التعليم عن بُعد في الجامعات “دفع بعض الطلبة إلى اللجوء لعملية الغش أثناء تأدية الامتحانات، وذلك عدم قيام الهيئة الأكاديمية بتدريس الطلبة المناهج بشكل صحيح”، مؤكدًا أن جودة التعليم عن بُعد لم تكن بمستوى التعليم المباشر داخل الحرم الجامعي، اذ ان الأول “لا يعطي الطالب حقه في العملية الأكاديمية”، مطالبًا رئاسة الجامعة الأردنية بإعادة النظر بهذا النوع من الامتحانات.
وقال معتز عواد، أحد طلبة كلية الحقوق – سنة رابعة، “إن موضوع الغش ارتفعت وتيرته في امتحانات الجامعة، حيث ان هذا النوع من الامتحانات يمنع الطالب مراجعة وتدقيق السؤال”.
وأوضح أن هناك أسئلة تحتاج إلى تفكير وتدقيق في حال كانت صعبة، وبالتالي فإن العادة جرت ترك هذا النوع من الأسئلة إلى آخر الامتحان حتى تتم مراجعته بشكل دقيق”.
وشدد عواد أن التعلم عن بُعد “ضعيفة، كونها تجربة جديدة في الأردن، إضافة إلى أنها بعيدة عن التفاعل الذي يرسخ في ذهن الطلبة، حسب تأثرهم بأساتذتهم”.
وأشار إلى أن هذا النوع من الامتحانات “صعب للغاية على الطلبة المستجدين”، قائلًا “رغم تحرك بعض القوائم الطلابية، التي أوصلت رسالة احتجاجية، لكن الرد جاء على صفحة القطاطشة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” بعدم التراجع عن هذا القرار”.