Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    17-Mar-2020

الأمل في مستقبل اللغة العربية!*د. زيد حمزة

 الراي

هل علينا أن ننتظر عقوداً من الزمن حتى نظفر باجابة مقنعة على ما ينتاب لغتنا الحبيبة من صعوبات تواجه دارسيها والناطقين بها بسبب اغلال الماضي وتخلف الحاضر!؟ وهل علينا أن نتحمل فوق ذلك بعض أساتذة اللغة وهم يتأففون من تراجع الفصحى عند سواهم! وبدلا من ان يشفوا غليلنا باجتراح الحلول لإقالتها من عثراتها فانهم يتبارون في وضع اللوم طوراً على الغزو الثقافي، وطوراً آخر على العامية وبتعالٍ فج يتهمونها بأنها السبب، وعندما نستغرب تقاعسهم عن تأليف قاموس عربي حديث واحد يشبه قواميس اللغات الحية الأخرى رغم أن في تراثنا ألفاً?وخمسمئة معجمٍ قديمٍ، مئة وخمسون منها مصفوفة على رفوف مكتباتنا لكنها معقدة عسيرة الاستعمال، يردون علينا بأنهم منكبّون على إعداد (حوسبة)) شاملة للعربية لكنها تتطلب رصد اموال طائلة صعبة المنال! ثم يتباهى بعضهم على منابر مختلفة بأنهم مرهَقون بمشاريع تكلفهم بها هذه المؤسسة الثقافية الخليجية أو تلك حيث يتنافس المتنافسون للحصول على دعم بالملايين ثم لا نرى بين أيدينا شيئاً عملياً مفيداً! ويستمر انتظارنا المخجل ونحن نشهد امام أعيننا جهاتٍ أجنبيةً ولاغراضها الخاصة تصطنع لنا حلولاً لغوية لا يسعنا في النهاية إلا أن نن?ني ونقبل بها أو نلطم الخدود!
 
ربما لذلك وسواه سعدنا كثيراً في الاسبوع الماضي حين أتاحت لنا مؤسسة شومان اللقاء مع محاضر مختلف في هذا الشأن هو الدكتور مصطفى جرار أستاذ الذكاء الاصطناعي وحوسبة اللغة العربية في جامعة بيرزيت الفلسطينية (ليسلط الضوء على منهجيات جديدة لتوصيف اللغة العربية من اجل النهوض بها لمواكبة عصر المعرفة والذكاء الاصطناعي) و... (يعرض أضخم قاعدة بيانات لغوية في تاريخ اللغة العربية، وهي شبكة لغوية شاملة تحتوي على جميع المستويات التصريفية والاشتقاقية والدلالية والانطولوجية والعاميّة، بشكل مترابط اضافة لربطها بشبكات لغوية اج?بية)) و... ((يقدم لمحة عن توجهات علمية جديدة في تعريف وتوصيف دلالة الكلمة وهي ما يعرف بالانطولوجيا اللغوية التي تُعتبر البنية التحتية الاساسية لبناء تطبيقات ذكية في المستقبل..).
 
لا أحد يتوقع مني ان انقل في هذه العجالة فحوى المحاضرة العلمية القيمة لكني انصح المختصين والدارسين بالاطلاع عليها كاملة وأكتفي هنا بالتعبير عن سعادتي لأن (العامية) قد حظيت فيها بقسط وافر من الاحترام كمحور من محاور قاعدة البيانات اللغوية، وأعرب عن اعتزازي بالمحاضر وزملائه وطلابه من أبناء شعب مشغول بالف همّ وهمّ تحت نير الاحتلال ومع ذلك حققوا هذا الإنجاز الكبير دون ان يتلقوا معونة مالية من أي جهة (مانحة)!
 
وبعد.. لقد ظل المحاضر الكريم طوال حديثه وردوده على اسئلة الحضور يحتفظ بابتسامته، فهل هي بارقة الأمل في مستقبل اللغة العربية تشع اخيراً من.. فلسطين!؟