Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-May-2017

خرخشة - عبدالهادي راجي المجالي
 
الراي - صدمت أمس , حين أعطيت ابني دينارا ...ورفض , اكتشفت أنه لايعرف شيئا عن العملة المعدنية , فهو لايعرف النصف دينار , ولا الربع ولا حتى الشلن أو البريزة ...وقد تبين لي أن قيمتها معدومة في مقصف المدرسة ..وعليه أن يتعامل بالدينار الورقي حتى يستطيع أن يشتري سندويشة .
 
قلت سأجرب مع أولادي الاخرين , وحين أحضرتهم تبين لي أيضا أنهم لايعرفون الفئات المعدنية , بالطبع الذنب ليس ذنبهم ..فالمقاصف في المدارس الخاصة أرخص شيء لديها هو السندويشة وثمنها دينار .
 
زمان ..كانت العملة المعدنية هي المقياس للفقر, من دونه ..فأنت حين تريد وصف فقر إنسان معين تقول عنه :- (مامعو اللي ترن) ..ومعنى ذلك أن النقد المعدني يخرج صوت رنة حين يسقط الأرض , وهذا يعني أنه لايملك شلنا أو حتى تعريفة .
 
كانت (الخرخشة) أيضا مقياسا ليسر الحال , فحين كنا في المرحلة الإعدادية وحين نمشي مع رفاق الصف , ومن قبيل ممارسة (العرط) كنا نترك لجيوبنا حرية (الخرخشة) بمعنى إصدار الأصوات فهي من علامات الوجاهة , بعكس العملة الورقية التي كنت تنتظر مناسبة لإخراجها ..
 
أيضا كنا ننتظر جلوس الأب بفارغ الصبر , على التلفاز ..وانتظار مغادرته لأنه بالطبع , حين يغادر لابد من أن تسقط من جيبه بعض (الشلون) ..ونلتقطها وكانت تمثل قيمة شرائية عالية , فالشلن الواحد من الممكن أن تحصل عبره على زجاجة ميرندا , (وكمشة) قضامة ...
 
حتى القرش كان له قيمة شرائية مهمة , فعبره تحصل على علكة (إس بي) وهي علكة خالدة في الوجدان الأردني ...
 
بالنسبة لي كانت العملة المعدنية , رصيدا ماليا مهما ..ووسيلة تفاخر بين رفاق الصف , الان تغير كل شيء فالجيل الحالي لا يعرف شكل النصف دينار أو حتى الربع دينار لانه لم يعد يتعامل بها ..وحين يعيد له البائع مجموعة من القطع المعدنية , يتركها مركونة في الخزانة ..أو يرميها على طاولة المطبخ باعتبارها مجرد (فكة) دون قيمة .
 
انهيار (الشلن) لايعني انهيار القيمة الشرائية له , وإنما انهيار القيم المجتمعية أيضا , فهو قيمة وجاهية وليس قيمة شرائية فقط ...
 
أطالب بمؤتمر وطني يعيد الهيبة (للشلن)