Tuesday 23rd of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Oct-2019

نزوح كثيف شرق الفرات والحسكة مهددة بالموت عطشًا

 عواصم - أكد مراسل «سبوتنيك» في الحسكة انسحاب قوات الاحتلال الأمريكية والتنظيمات الكردية التابعة لها من القاعدة العسكرية التي تم إنشاؤها حديثاُ (ومن محيطها) في قرية تل الأرقم جنوب غربي مدينة رأس العين، وسط توجس من عدوان للقوات التركية ومسلحين «تركمان» تابعين لها في فصائل (السلاطين) ينضوون تحت فيما يسمى تنظيم «الجيش الحر».

وشهدت مدينة رأس العين حركة نزوح كبيرة للسكان باتجاه مدينتي الحسكة والقامشلي، فيما اعتبرت العشائر العربية في الحسكة أن أي اجتياح تركي للأراضي العربية السورية هو نتيجة لتآمر «قسد» الذي سيسلم هذه الأراضي لتركيا على طبق من ذهب. وقال مراسل «سبوتنيك» في الحسكة إن قوات الاحتلال الأمريكي انسحبت من القاعدة العسكرية التي تم إنشاؤها حديثاُ في قرية تل الأرقم (9 كم جنوب غربي مدينة رأس العين)، والتي أنشأت كنقطة مراقبة أمريكية تطبيقا للاتفاقات مع تركيا حول ما يسمى مشروع «المنطقة الآمنة»، كما أكد المراسل انسحاب قوات أمريكية أخرى من عدد من النقاط العسكرية مع اختفاء كامل للوجود العسكري لقوات جيش الاحتلال الأمريكي وحلفائه فيما يسمى «التحالف الدولي» وتنظيم «قسد» الموالي له من شوارع مدينة رأس العين.
وأوضح المراسل أن طائرات أمريكية حامت لساعات طويلة ليل الأحد وفجر الإثنين في سماء مدينة رأس العين وضواحيها وذلك على ما يبدو لتأمين انسحاب قوات الاحتلال الأمريكي إلى قواعدها داخل الأراضي السورية في بلدة «تل بيدر» ومنتجع «لايف ستون» وغيرها.
وأضاف المراسل أن مدينة رأس العين شمالي محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، تشهد منذ ساعات الصباح الأولى حركة نزوح كبيرة للسكان ضمن أرتال طويلة من السيارات والشاحنات، باتجاه مدينتي الحسكة والقامشلي والريف القريب منهما، وذلك بعد ساعات من إعلان تنظيم « قسد» الموالي لجيش الاحتلال الأمريكي انسحاب كل القوات الأمريكية من نقاطها في محيط المدينة القريبة من الحدود السورية – التركية، وهو ما رأى فيه الأهالي ضوءا أمريكيا أخضر لاجتياح الجيش التركي والفصائل الإرهابية الموالية له للمدينة.
ونقل المراسل عن مصادر محلية داخل مدينة رأس العين تأكيدها رفض عدد من السكان النزوح من منازلهم خوفاً عليها من السرقة أو السيطرة عليها من قبل فصائل ما يسمى «الجيش الحر» التابع لتركيا، الذي بدأ بتجميع صفوفه داخل الأراضي التركية استعدادا لاقتحام المدينة.
ولفت مراسل «سبوتنيك» إلى أن مدينة رأس العين الحدودية تحتوي على منابع مياه الشرب للحسكة وريفها ولبلدة تل تمر وضواحيها، حيث تضم المدينة (مشروع آبار علوك) المكون من 34 بئراً ارتوازياً كبيراً، وهذا الأمر سيكون في حال وقوع اجتياح تركي بمثابة خطر يهدد حياة مئات الألوف من السكان إذا انقطعت مياه الشرب، حيث يصل إنتاج الآبار بالمياه من 75 ألف م3 إلى 90 ألف م3 من مياه الشرب، وهي حاجة مدينة الحسكة وضواحيها وبلدة تل تمر وقراها من مياه الشرب.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية عن استكمال كل الاستعدادات لتنفيذ عملية عسكرية ضد المسلحين الأكراد في شمال شرق سوريا، فيما أرسل الجيش تعزيزات جديدة للحدود.
وأفادت وكالة «الأناضول» بأن هذه التعزيزات تشمل 10 شاحنات محملة بالدبابات خرجت من محيط بلدة يايلاداغي بولاية هطاي المحاذية للحدود مع سوريا جنوبي البلاد، وانطلقت باتجاه الولايات الواقعة جنوب وجنوب شرقي تركيا. وفي السياق نفسه، وصل إلى مدينتي قرق خان  بولاية هطاي التركية، حسب الوكالة، رتل عسكري مؤلف من 80 مدرعة.
في السياق، انتقد زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الأمريكي السيناتور ميتش ماكونيل، قرار الرئيس دونالد ترامب، الانسحاب من المنطقة التي تعتزم تركيا تنفيذ عملية عسكرية فيها. وقال ماكونيل، في بيان عبر موقع الإلكتروني، الإثنين، أن انسحاب الولايات المتحدة من سوريا، «سيكون فقط لصالح روسيا وإيران ودمشق». واعتبر أن هذه الخطوة من شأنها أن تتسبب بعودة نشاط تنظيم «داعش».
في سياق متصل، اعتبر السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، المقرب من ترامب، في تغريدة عبر «تويتر»، أن العملية التركية المحتملة ستعرض المنطقة والأمن القومي الأمريكي للخطر. وهدّد غراهام بفرض عقوبات على تركيا في حال قيامها بالعملية العسكرية.
من جهتها، انتقدت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلاري كلينتون، قرار ترامب. وكتبت كلينتون، التي كانت منافسة ترامب في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، في تغريدة على «تويتر»: «فلنكن واضحين أن الرئيس وقف إلى جانب الزعيمين المستبدين لتركيا وروسيا، وليس إلى جانب حلفائنا الأوفياء ومصالح أمريكا الخاصة». ووصفت كلينتون قرار ترامب بأنه «خيانة مقرفة لكل من الأكراد وقَسَمه لمنصبه» (كرئيس لأمريكا).(وكالات)