Wednesday 1st of May 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Mar-2020

في عهد ترمب تقلب الحقائق والموازين*سالم محمود الكورة

 الراي

منذ أن استلم الرئيس الأميركي دونالد ترمب الرئاسة في عام 2017 ونحن نلمس واقعاً مؤلما في القرارت التي تصدر من البيت الأبيض، فكلما أتى رئيس جديد للبيت الأبيض استبشرنا خيراً وعشنا على أمل أن يكون هذا الرئيس بيد العصا السحرية التي سيحل بها جميع مشاكل الشرق الأوسط وبعيداً عن اللوبي الصهويني الأميركي وذلك بما فيها القضية الأساسية والجوهرية في الشرق الأوسط وهي القضية الفلسيطينية والتي مر عليها سنوات عجاف ولم تحرك قيد انملة، فالقرارات الدولية تعاني من حالة التجمد الشديد فلم تحرك ساكناً من أجل القضية، فالفيتو الأميركي جاهز من أجل إيقاف أي قرار ضد حكومة الاحتلال.
 
حقاً لقد أصبحت قراراته جائرة ومؤلمة وهي أحادية الجانب لاتؤمن بالحوار مع الطرف الآخر صاحب الشرعية مثل قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس واعتبارها عاصمة إسرائيل، والأخطر من ذلك على القضية «صفقة القرن» أو كما سميتها في مقالي السابق بـ «صفعة القرن».
 
فمن يمعن النظر بخطابه الانتخابي منذ أن بدأ حملته الانتخابية في عام 2016 وهو يهدد القادمين والمهاجرين الى أميركا بانه سيعمل على سن القوانين والأنظمة التي تحد من وجودهم غير الشرعي في أميركا وتحد من قدومهم اليها أيضاً، فبدأ منذ ان استلم الرئاسة في الولايات المتحدة الأميركية في عام 2017 بسن القوانين التي تحد من تدفق المهاجرين واخراج المقيمين غير الشرعيين من الولايات المتحدة فالمهاجرين إلى أميركا والمقيمون ايضا هم من أسهموا في بناء اميركا ونهضتها، علما ان المجتمع الاميركي مكوناته متعددة الأجناس والأعراق، فهم خليط متجانس يمثل جزءاً من المجتمع الأميركي فيلعب دوراً كبيراً في بناء المجتمع ومكوناته وتاسيسه، فهم الايدي العاملة التي ساهمت في بناء اميركا العظمى فمنذ ان بدا حملته الانتخابية وهو يخاطب الشعب الأميركي بأنه سيقوم بحملة على المهاجرين غير الشرعيين وهي من اهم اولوياته في الخطاب الانتخابي عام 2016 فكان الاولى به والأجدر أن يركز برنامجه الانتخابي على الاساسيات في الوضع الأميركي القائم فالمجتمع هناك يعاني من ارتفاع في نسبة البطالة وارتفاع في معدل الجريمة وبطء في العجلة الاقتصادية، فمنذ أن تسلم ترمب قام بسن الشرائع والقوانين والتي تحد من قدوم المهاجرين والقادمين من الدول العربية أيضاً وحاصة غير الشرعيين والقادمين من المكسيك، حيث أمر ببناء سور كلف الحكومة الأميركية الملايين وذلك لمنع المهاجرين المكسيك من تجاوز الحدود.
 
فها هو يزور الهند ويلقي خطابا مليئا بالعنصرية والكراهية ضد الاسلام والمسلمين ويصفهم بالارهابيين فالمتابع للخطاب يجد فيه العداء للدين الاسلامي الحنيف فبعد الزيارة للهند قام الهندوس بجرائم ضد المسلمين الهنود في العديد من الولايات الهندية والتي يسكنها المسلمون هناك فقام بعض الهندوس المتطرفين وبعد الخطاب المشؤوم في قتل الانفس البريئة وسلب وتدمير الممتلكات وحتى المساجد بيوت الله لم تسلم من ايذائهم، فكان لخطابه العنصري المليء بالحقد على المسلمين انذاك الحجة والتصريح واعطاء الضوء الاخضر لاصحاب النفوس المريضة من الهندوس ليصبوا جام غضبهم على المسلمين الهنود هناك.
 
فللاسف تجد خطابه السياسي قد امتاز بالعصبية والتطرف والمزاجية السلبية تجاه الاخرين، وفي تصرف غير مسبوق من رئيس أميركي حيث رفض ترمب مصافحة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي وتجاهل يدها الممدودة بعد أن سلّمها نسخة من خطابه عن حالة الاتحاد، في حين ردت بيلوسي بتمزيق نسخة من خطابه وهو ما يظهر لنا من خلال وسائل الاعلام المتعددة من هنا وهناك وهو الرئيس غير المبالي عن تصرفاته، فتجد تصرفاته مغايرة لما سبقه من رؤساء اميركا السابقين، فان امعنت في خطابه السياسي تجده بعيدا عن الشخصية الدبلوماسية المميزة والتي يجب ان يمتاز بها رئيس الولايات المتحدة الأميركية، فالحديث بسلوكيات وقرارات الرئيس ترامب يطول شرحها والكتابة بها فاردت الاختصار والايجاز.