Friday 26th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Mar-2017

وجاء العقاب - د. تيسير عماري
 
الراي - بعد ان صادقت محكمة التمييز على حكم الاعدام في عدد من القضايا المتعلقة بالمجرمين والارهابيين الذين قاموا بعمليات اجرامية ضد مؤسسات وافراد في الوطن جاء يوم العقاب وتم تنفيذ الحكم فجر يوم السبت.
 
كلنا نتذكر ما عرف بخلية اربد الارهابية التي تنتمي الى تنظيم داعش الارهابي والتي ذهب ضحيتها الشهيد الرائد راشد الزيود ، وكلنا نتذكرعملية مكتب دائرة المخابرات العامة في البقعة والتي ادت الى استشهاد خمسة من مرتبات المكتب ، وكلنا نتذكر ما سمي بقضية (صما) والتي ذهب ضحيتها الشهيدين النقيب جمال الدراوشة والعريف اسامة الجراروه ، وكلنا نتذكر قضية الشهيد الكاتب ناهض حتر الذي اغتيل امام قصر العدل في الخامس والعشرين من شهر ايلول الماضي ، وغيرها من القضايا الارهابية.
 
كل هذه القضايا وغيرها اثارت ردود فعل غاضبة وقد طالب الاردنيون بأيقاع أقصى العقوبات وتنفيذ احكام الاعدام بحق المجرمين.
 
زعزعة الامن الوطني هو خط احمر لدينا جميعاً واستهداف المراكز الامنية وزعزعة الاستقرار وبث الفتنة في المجتمع هي ايضاً خطوط حمراء لا يمكن التهاون مع الذين يقومون بعمليات ارهابية في الاردن.
 
ان تاريخ هذا الوطن هو تاريخ متسامح ومعتدل اصبح انموذجاً عالمياً لكن ان يصل الامر الى عمليات ارهابية وقتل الابرياء من رجال الامن والمواطنين الابرياء فهنا لا مكان للتسامح والتهاون خاصة في ظروف المنطقة وظاهرة الارهاب التي دمرت دولا وقتلت شعوبا وسيطرت على اخبار العالم. بدأ الربيع العربي او الدمار العربي وفي بدايته جرت مسيرات في المملكة وكانت معاملة رجال الامن مع المسيرات نموذجية لم تنزف قطرة دم واحدة وكان رجال الامن يقدمون المياه والعصائر الى المتظاهرين وهنا لا بد من التذكير بمدير الامن العام في ذلك الوقت العين الباشا حسين المجالي عندما اتبع ما سمي بالامن الناعم ، وفي تاريخ المملكة لم تحصل اي عملية اعدام سياسية منذ نشأت الدولة مما مميز الاردن عن دونه بتسامحه ونهجه الانساني.
 
اما الارهاب فهو امر اخر لا بد من مواجهته بأشد العقوبات فالارهاب لا دين له لا يعرف الرحمة ولا يملك الضمير والانسانية يقتل ويدمر وينشر الذعر ويزعزع امن واستقرار الشعوب ، الاردن ملكاً وحكومات وشعبا لا يسمحون بذلك وأمن واستقرار الاردنيين خط احمر لا نسمح للارهابيين ان ينالوا من امننا ويزعزعوا استقرارنا.
 
عمليات الاعدام جاءت في الوقت المناسب وهي رسالة للداخل والخارج رسالة تقول داخلياً لا مجال للتسامح مع الارهابيين الذين يريدون بث الفتنة في المجتمع وبث خطاب العنف والتطرف والكراهية وللخارج تقول ان من يفكر بزعزعة أمن الاردن لا ينتظره الا الموت ، حمى الله الاردن قيادةً وارضاً وشعباً.